بعد نجاح الأجهزة الأمنية المصرية، فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بأقل الخسائر.. أبت عناصر جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول، أن تقبل بالأمر الواقع وأن تنحاز إلى المصلحة العليا للبلاد، وقررت أن تنفذ سيناريو متفقا عليه سلفاً لتخريب المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية، وإرهاب وترويع المواطنين واستهداف رجال الشرطة والسجون ودور العبادة المسيحية، فى محاولة منهم لإدخال مصر فى دوامة من العنف لا يعلم نهايتها إلا الله.. وفى ظل حالة الفوضى والرعب التى تسيطر على المجتمع حالياً، برزت عدة تساؤلات مهمة فى الأذهان أهمها: كيف ستواجه الأجهزة الأمنية إرهاب جماعة الإخوان المنظم الذى لم يعد مرتبطا بمكان أو زمان.. وما هى الإجراءات التى يمكن اتخاذها لمواجهة حرب الشوارع التى يجيدها الإرهابيون.. وهل من الممكن أن يندمج الإخوان مرة أخرى فى المجتمع؟.. هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على بعض خبراء الأمن وفى السطور التالية نعرض إجاباتهم. الخبير الأمنى اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، أكد أن جهاز الشرطة فى مصر يتمتع بكفاءة كبيرة فى التعامل مع كل الأحداث الأمنية مهما بلغت حدتها، ومن بينها العمليات الإرهابية المنظمة، ولديه من الإمكانات والكفاءات والتكتيكات ما يمكنه من استئصال كل الخلايا والتنظيمات المتطرفة.. وقال: «هناك خطوات عديدة للتعامل مع جرائم الإرهاب المنظم فى الشوارع.. تبدأ بجمع المعلومات عن الرءوس المدبرة لتلك العمليات وتحديد أماكنها ومصادر تمويلها، ومعرفة توجهاتها والأماكن التى تستهدفها.. ووفقا لهذه المعلومات يتم تحديد حجم القوات ونوع المعدات والأسلحة اللازمة للتعامل معها.. وبالنسبة لما يحدث فى مصر حاليا، فإن الجماعات المتطرفة تنتشر بشكل عشوائى فى الشوارع وتتحرك على نحو مفاجئ لتنفيذ جرائمها، وفى هذه الحالة يكون تكثيف التواجد الأمنى حول الأماكن المتوقع أن تكون هدفاً للإرهاب هو إحدى وسائل المواجهة، ثم تزويد القوات بالأسلحة والذخائر لاستخدامها متى دعت الحاجة إلى ذلك ووفقا للقانون، مع وجود قوات إضافية بالقرب من الموقع للاستعانة بها إذا استلزم الأمر.. وبالنسبة للكشف عن الأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة، يتم الاستعانة بالكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات للكشف عنها، مع نشر وحدات من المباحث لاستهداف أماكن الإرهابيين واستهدافهم». على جانب آخر أكد مصدر أمنى رفض الإفصاح عن اسمه، أنه رغم التهديدات التى يطلقها أنصار الرئيس المعزول لرجال الشرطة، إلا أنهم عازمون على التصدى بكل قوة وحسم لإرهاب الإخوان.. ووزارة الداخلية من جانبها زودت كل الأقسام ومراكز الشرطة ومديريات الأمن بالأسلحة المتطورة والزخائر، وأعطت الضوء الأخضر لاستخدامها فى حالة تعرض المنشأة الشرطية لأى خطر.. المصدر أضاف: «قوات العمليات الخاصة تتلقى تدريبات مكثفة ومتطورة، على التعامل مع العناصر الإجرامية فى الأماكن المفتوحة، وكذلك داخل المدن والمناطق السكنية وهو ما يعرف بحرب الشوارع.. والاعتماد هنا يكون على ضباط المباحث فى القسم التابعة له منطقة الأحداث، لأن هؤلاء الضباط يكونون على دراية كبيرة بطبيعة المنطقة والعناصر الخطرة فيها وأماكن وتوقيتات وجودها ونوعيات الأسلحة التى يحملونها.. وقد نجحت الأجهزة الأمنية من قبل فى التصدى للإرهاب وتمكنت من القضاء على عديد من البؤر الإجرامية فى مختلف المدن».. المصدر شدد على أن استخدام السلاح فى الأماكن المزدحمة بالسكان يخضع لترتيبات وحسابات خاصة حفاظاً على أرواح الأبرياء، ويتم تدريب القوات الخاصة على هذا الأمر. أما عن إعادة دمج أنصار الرئيس المعزول وأعضاء الإخوان فى المجتمع مرة أخرى، فقد أكدت مصادر أن هذا الأمر صعب التحقق فى الفترة الحالية، خصوصا بعد أن كشفوا عن وجوههم القبيحة، وتلوثت أيديهم بدماء المصريين وترحيبهم بلا غضاضة بالتدخل الأجنبى فى البلاد.. المصادر أضافت أنه ربما يمكن دمج هؤلاء فى المجتمع مجدداً بعد عدة سنوات، وبعد مراجعات طويلة تغير من أفكارهم المتطرفة.