زمان كنا نستقبل شهر رمضان بفرحة حقيقية، إذ نجتمع على طبلية واحدة، نجعل فيها نصيبًا للغلبان (وهو شخص من ذوي الهمة غالبًا) نخصص له يومًا ندعوه لطعامنا، نجالسه ونقوم على خدمته، نأكل معه ونستمع إليه وكأنه واحد من أسرتنا، ثم ننطلق مبتهجين إلى صلاة العشاء والتروايح بمسجد القرية.. ثم نستمع لدرس علم يلقيه شيخ على قدر بسيط من العلم، لكنه يجيد الحديث بلباقة تأسرك وتجذبك إليه، حتى إذا فرغنا من الصلاة عدنا للبيوت لنلتف حول مسلسل هادف على إذاعة الشرق الأوسط قبل أن ينطلق البث التليفزيوني الذي بدأ أيضًا بصورة بسيطة ولساعات محدودة.. عرفنا من خلاله إبداعات درامية لا تنسى مثلما فعل المبدع المتفرد أسامة أنور عكاشة الذي صاغ من الواقع دراما تستلهم روح المجتمع، وتبني الوعي بحركة التاريخ بخلاف ما يحدث اليوم من كثرة للمسلسلات لكنها غثاء كغثاء السيل، كثرة تلهي الناس دون أن تقدم إجابة لسؤال الوقت: ماذا علينا أن نفعل للحفاظ على الأوطان وبناء نهضة تحفظ ما بقي من هويتنا وقيمنا ووحدة أمتنا؟!
كلما شاهدت برنامجًا أو مسلسلًا من دراما هذه الأيام ترحمت على أيام زمان، فشتان بين البساطة والنقاء الروحي وبين التفاهة والابتذال.. أما الآن فقلما تجد برنامجًا يعطيك جرعة ثقافية أو دينية مثل برنامج شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. فمثلًا ماذا يريد برنامج مقالب يعرف ضيوفه مسبقًا -وهم في الغالب فنانون ومشاهير- ما سيحدث لهم من إهانة ورغم ذلك فهم يقبلون بالظهور فيه مع أنهم لا ينقصهم مال ولا شهرة، فلماذا يقبلون بالابتذال والمهانة في مشاهد أقل ما يقال عنها إنها مسيئة ولا تقدم للأجيال الجديدة أي قيم أخلاقية ولا تحرك فيهم همة لتحصيل علمي أو دراسي ولا تنمي فيهم حب العمل والإنتاج للإسهام في مسيرة وطن تشتد حاجته لكل جهد مخلص وفكر مبدع وساعد يبني وينتج؟! وسؤالي لكل شخص يقبل بأن يحل ضيفًا على هذا البرنامج أو ذاك وهو لا تنقصه شهرة ولا مكسب مادي: ماذا يفيدك إذا كسبت مالًا وخسرت احترام الناس لك.. خصوصًا مع إصرار مقدم هذا البرنامج على إذلالك والانتقاص من شأنك؟! وحتى المسلسلات فلا تكاد تخلو هي الأخرى من مشاهد مقززة يخرج فيها الممثل ممسكًا بسيجارة أو سكينًا أو متلبسًا بألفاظ خادشة، وحتى المسلسل التاريخي الذي تقدمه الشاشات في هذا العام (والذي أمتنع عن الخوض في تفاصيله ومآخذ البعض عليه)، فقد أثار من الجدل والتشتيت أكثر مما صنعه من الوعي بالتاريخ والاستفادة من دروسه القيمة في بناء مسارات أكثر ارتباط بهويتنا وحضارتنا وأكثر قدرة على التواصل مع عصرنا الذي لا يرحم الضعفاء ولا يقيم لهم وزنًا.
القرار الصعب! دفء البيوت! وهنا يثور سؤال مهم: هل نحن قادرون على استعادة التوازن بين الحداثة والقيم الأصلية؟ وللإجابة مقال آخر في الغد إن شاء الله. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا