هو أحد أجمل الأصوات التي رتلت القرآن في العالم، صاحب الموهبة القرآنية التي اجتمعت فيها أصول ومبادئ التلاوة الصحيحة، وعاش على مدار رحلته التي قاربت التسعين عامًا صداحا بكلام الله فى كافة المحافل الدولية، تاركا بعد رحيله إرثا عظيما من التلاوات التي ستبقى على مر الزمان، إنه الزاهد العابد الشيخ الصابر على الابتلاء أحمد محمد عامر، الذي تحل ذكرى رحيله التاسعة اليوم، حيث رحل في 20 فبراير 2016. نشأته في رحاب القرآن الكريم ولد الشيخ أحمد محمد عامر في الثالث من شهر مايو عام 1927م، في قرية العساكرة بالصالحية مركز فاقوس بمحافظة الشرقية في مصر، في بيت القرآن الكريم، فوالده هو الشيخ محمد عامر من أهل القرآن، والتحق بكُتاب القرية في سن مبكرة، وأتمَّ حفظ القرآن وعمره لا يتجاوز الحادية عشرة، ليكمل بعد ذلك تعلم القراءات على يد الشيخ عبد السلام الشرباصي، وهو جد الشيخ محمد خاطر مفتي الديّار المصريّة الأسبق في محافظة الدقهلية، وبعد وفاته درس على يد الشيخ "إبراهيم نجم" في قرية العزيزية، وأتم تجويد القرآن الكريم بأحكامه وتعلم القراءات السبع في سن الثالثة عشرة،، واشتهر في القرية بجمال صوته وحُسن قراءته للقرآن، فأطلقوا عليه لقب "الشيخ"، وذاع صيته في أنحاء محافظة الشرقيّة والبلاد والقُرى المجاورة.
الشيخ أحمد محمد عامر التحاقه بالإذاعة المصرية تقدَّم الشيخ أحمد محمد عامر عام 1956م إلى امتحان اختيار القُرَّاء بإذاعة القرآن الكريم أمام لجنة من كبار علماء القراءات القرآنيّة برئاسة إمام القُرَّاء الشيخ عبد الفتاح القاضي، وهو عميد معهد القراءات، ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، وشيخ عموم المقارئ المصريّة، ونجح الشيخ أحمد عامر من أول مرة، والتحق بالإذاعة، إلا أنَّ صوته لم يصدح عبر الأثير إلا في عام 1963م، وذلك بسبب مشكلات الحرب والعدوان الثلاثي على مصر، وكان عضوًا في مقرأة مسجد الإمام الحسين. تعليم القرآن الكريم دون مقابل قام الشيخ أحمد عامر بإقراء القرآن الكريم وتحفيظه وتعليمه لطلبة القرآن الكريم براوية حفص بن عاصم، وعدد من القراءات القرآنيّة، وكان لا يتقاضى أجرًا مقابل ذلك، عملًا بوصية والده ألا يأخذ أجرًا ماديًا على إقراء وتعليم القرآن الكريم، وقد تخرج من مدرسة الشيخ أحمد عامر القرآنيّة أكثر من ثلاثين قارئًا، والتحقوا بإذاعة القرآن الكريم، وأصبحوا قُرَّاءً مشهورين، منهم الشيخ الشيحات محمد أنور والشيخ عثمان الشبراوي والشيخ علي الزاوي والشيخ علي الحسيني والشيخ محمود الشريف. أمينًا على القرآن الكريم ونصائحه لأهله اختير الشيخ أحمد محمد عامر شيخًا ونقيبًا لقُرَّاء القرآن الكريم بمحافظة الشرقيّة، وعضوًا بمجلس إدارة النقابة العامة لقُرَّاء القرآن الكريم في مصر، برئاسة شيخ القُرَّاء ونقيبهم الشيخ أبو العينين شعيشع. وكان رحمه الله أمينًا على القرآن، فلم يصمت مرة عن سماعه تلاوة غير صحيحة فى أي مكان كان يرد القارئ من باب النصيحة، ومن نصيحته لقارئ القرآن الذي يريد تلاوة القرآن حق تلاوته أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يحافظ على الصلاة، وأن يرضي والديه قبل كل شيء وأن يقرأ القرآن بأمانة ويحافظ على حروفه. وحصل الشيخ على ألقاب عديدة، يظل أهمها لقب: أسد القراء، حيث كان من القُراء الملتزمين بالقُرآن الكريم في أخلاقه وسلوكه وسائر أمور حياته، يقف عند حدود القرآن خاشعًا مُلتزمًا بآدابه وأخلاقه وشرائعه، وصاحب أداء قوي خاشع مُتميز، رغم كبر سنه، وكان يقول: "الحمد لله، هذه جوارحنا؛ حفظناها في الصغر، فحفظها الله لنا في الكبر". وكان محبا لزملائه حيث كانت هذه الحقبة شهدت ميلاد الرعيل الأول من عمالقة دول التلاوة، وتزامل الشيخ أحمد عامر معهم، وهم: كامل يوسف البهتيمي، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمود علي البنا، وأبو العينين شعيشع، وتزامل معاهم في القراءات في كافة المناسبات. سفيرا للقرآن الكريم، وجوائز وأوسمة عالمية سافرَ الشيخ أحمد محمد عامر إلى العديد من الدول الإسلاميّة ودول العالم كسفير وقارئ للقرآن الكريم أو محكمًا مُشاركًا في لجان تحكيم المسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، ففي عام 1958م سافر إلى السودان في أول بعثة من وزارة الأوقاف المصريّة، بصحبة الشيخ الجليل محمد الغزالي والشيخ محمود عبد الحكم، ثمَّ سافر إلى فلسطين وفرنسا، كما تعددت زياراته للمراكز الإسلاميّة لإحياء ليالي شهر رمضان، وسافر إلى البرازيل وإنجلترا وأمريكا وماليزيا، إلى جانب سفرياته العديدة إلى دول الخليج والمغرب العربي. حصل الشيخ أحمد عامر على عدد كبير من الأوسمة والجوائز العالمية، منها وسام ملك ماليزيا عام 1972 ليرأس لجنة تحكيم القرآن الكريم الدولية فى ماليزيا، وحاز على العديد من شهادات التقدير والتكريم اللائق بالقُرآن الكريم وأهل القُرآن من العديد من دول العالم التي سافر إليها. ظل مداومًا على تلاوة القرآن الكريم رغم الابتلاءات مر الشيخ أحمد عامر بعدة ابتلاءات، فكان يقوم بتأدية صلاة التروايح بالمصلين فى ليالى شهر رمضان فى المركز الإسلامي في لندن عام 1994، وكان يقرأ جزءا كاملا في الصلاة، وأصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية وتم نقله إلى مستشفى الدكتور مجدى يعقوب فى لندن، وتم إجراء عمليتين قلب مفتوح له، وعاد للتلاوة ثم تعرض للابتلاء آخر باستئصال إحدى الكليتين، وبعد العملية بأسبوعين عاد للتلاوة بكل نشاطه، إلى أن أصيب بكسر بعظمة الفخذ إثر سقوطه في الحمام أثناء الوضوء، وتلقى العلاج في السرير، وكان لبقائه في الفراش واقع نفسي صعب عليه، وفي آخر أيام حياته امتنع عن الحديث، إلا إذا طلب منه تلاوة القرآن، كان يتلو بصوت وذاكرة كما لم يكن مريضًا. وفي مثل هذا اليوم 20 فبراير من عام 2016م، رحل القارئ الشيخ أحمد محمد عامر عن دنيانا عن عمر يناهز 89 عامًا لم ينقطع فيها عن تلاوة القرآن الكريم حتى على فراش الموت، فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيرًا عما قدم لخدمة كتاب الله. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا