في ظل السياسات والتحركات غير الطبيعية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، لا أدري إن كنا بالفعل نتعامل مع عالم مجنونٌ، يبدل الحقَّ بالباطلِ، والباطلَ بالحقِّ، أم أن نحن المجانينُ ولا ندري؟ في ظل الصمتِ أو المباركةِ التي يقابل بها المجتمع الدولي تلك السياساتِ التي لا تتماشى مع العقلِ. فلا أدري أين المنطقُ في خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تبجحٍ، مطالبًا مصرَ والأردنَ بضرورة استقبال اللاجئين الفلسطينيين، وهو يعلم يقينًا أن تلك الخطوةَ تعد اعتداءً على سيادةِ الدولتينِ، وتصفيةً لقضيةِ حقٍّ، وتحقيقًا لحلمٍ إسرائيليٍّ باطلٍ طال انتظارهُ، بالسيطرةِ على كاملِ الترابِ الفلسطينيِّ.
ولا أدري أين العقلُ في استخدامِ ترامب سياسةَ التهديدِ والبلطجةِ وليِّ الذراعِ؟! لدرجةِ القولِ علنًا: مصرُ والأردنُ ستقبلان اللاجئين الفلسطينيين، لأن الولاياتِالمتحدةَ تفعلُ الكثيرَ من أجلهما، بل والتمادي بشكلٍ أقربَ إلى اليقينِ وفرضِ واقعٍ جبرًا على الدولتينِ قائلًا: سيفعلان ذلك، سيفعلان ذلك، نحن نفعلُ الكثيرَ من أجلهما وسيفعلان ذلك.
كما لا أجد تفسيرًا للمباركةِ الأمريكيةِالغربيةِ لسياسةِ التدميرِ والقتلِ والتشريدِ التي مارسها الإسرائيليون في غزةَ، التي خلّفت ما يزيد على 62 ألفَ شهيدٍ، ولا تزال جثامينُ نحو 20 ألفًا منهم تحت أنقاضِ ما يزيد على 161 ألفَ وحدةٍ سكنيةٍ دمرها الصهاينةُ بشكلٍ كليٍّ، وتركوا خلفهم نحو 1.5 مليونَ فلسطينيٍّ مشردين في العراءِ.
ولا أدري أين سياسةُ العقلِ في مباركةِ القوى الدوليةِ لما حدث في سوريا؟ وتبدلِ نظرتِها المعلنةِ في محاربةِ الإرهابِ، والقبولِ بدعمِ نظامٍ كلُّ قوامهِ من الإرهابيين المدرجين على قوائمِ المطلوبين دوليًا، على حسابِ شعبٍ لا يمتلكُ من أمرهِ شيئًا، وسط تناقضٍ رهيبٍ بإصرارِ قواتِ التحالفِ الدوليِّ بزعامةِ الولاياتِالمتحدةِ على البقاءِ بمنطقةِ الشمالِ السوريِّ، تحت دعوى ظاهرُها محاربةُ تنظيمِ داعشَ الإرهابيِّ، وباطنُها تحقيقُ مصالحَ على حسابِ خرابِ سوريا.
ولا أجد مبررًا للمباركةِ الدوليةِ المفضوحةِ للتوغلِ الإسرائيليِّ الفاضحِ في الأراضي السوريةِ منذ اللحظةِ الأولى لسقوطِ نظامِ الأسدِ، الذي وصل إلى حدِّ تدميرِ كاملِ الجيشِ السوريِّ، والسيطرةِ على كاملِ الجولانِ، واحتلالِ جبلِ الشيخِ الاستراتيجيِّ الذي يُمكِّنُهم من ضربِ العمقِ السوريِّ والعراقيِّ والأردنيِّ، والتوغلِ نحو 90 ميلًا داخلَ المنطقةِ العازلةِ، وتشييدِ قواعدَ عسكريةٍ، ووضعِ العشراتِ من نقاطِ التفتيشِ، وإغلاقِ الشوارعِ وتقييدِ حركةِ السوريين العزلِ بالمنطقةِ.
ولا أدري أين المنطقُ في المباركةِ الأمريكيةِ للاحتلالِ التركيِّ لمدنِ الشريطِ الحدوديِّ مع سوريا، تحت دعوى القضاءِ على جيشِ قسد التابعِ لجبهةِ سوريا الديمقراطيةِ، التي تتمتعُ في الأساسِ بدعمٍ وحمايةٍ أمريكيةٍ، في حينِ تصنّفُها أنقرةُ كمنظمةٍ إرهابيةٍ، وتعتبرُها بمثابةِ ذراعٍ عسكريةٍ لحزبِ العمالِ الكرديِّ. الأرقام الكارثية للجرم الصهيوني في غزة الجولان يا سيد جولاني ولا أدري أين المنظماتُ الأمميةُ من الانتهاكِ الإسرائيليِّ الصريحِ لاتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ مع لبنانَ، وإصرارِها على البقاءِ والتوغلِ بقرى الجنوبِ بشكلٍ يوميٍّ، تحت رعايةٍ ودعمٍ أمريكيٍّ؟ ويبقى الثابتُ، أنه لا منطقَ في السياسةِ، وأن أمريكا ومعها كلُّ القوى الدوليةِ تعملُ لمصالحِها، حتى ولو كان على حسابِ جثثِ الشعوبِ، دون اعتبارٍ لدينٍ أو مواثيقَ أو قوانينَ أو أعرافٍ.. وكفى. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا