لم يكن الزميل محمد ممتاز هو أول ضحايا الإخوان من كتيبة "فيتو".. فالزميلة إنجى عماد المصورة الصحفية بالجريدة هي الأخرى تعرضت للضرب والإهانة عدة مرات على أيدى أعضاء وأنصار جماعة الإخوان.. أولها في أثناء تغطية اعتصام ميدان النهضة، وبدأت عندما شاهدت أنصار الإخوان وهم يعتدون على أحد الأشخاص بالضرب المبرح حتى فقد الوعى فحملوه إلى داخل حديقة الأورمان لاستكمال وصلة ضربه وتعذيبه، وعندما شاهدوها تحمل الكاميرا الخاصة بها، التفتوا إليها وانهالوا عليها ضربا وسبا وأحدثوا بها بعض الإصابات في أماكن متفرقة من الجسم، ثم طردوها خارج الاعتصام بعد أن هددوها بالقتل إذا شاهدوها هناك مرة أخرى.. أما الواقعة الثانية فكانت أعلى كوبرى أكتوبر، عندما كانت مصورة فيتو تتابع عملها في تغطية أحداث مظاهرات الإخوان ومعارضيهم، وعندما شاهدها أنصار الرئيس المعزول هددوها بالإيذاء وأطلقوا في اتجاهها رصاصات الخرطوش وأصابوها في الوجه والرأس وسقطت على الأرض، وهنا انقض عليها أحد أعضاء الجماعة وانهال عليها ضربا في أماكن متفرقة من الجسم خصوصا البطن مما تسبب في إصابتها بنزيف حاد. أما الزميل عمرو الديب المحرر بالقسم السياسي، فكان أحد الصحفيين المكلفين بمتابعة الأحداث أمام مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالمقطم في منتصف شهر مارس الماضى، وأثناء تواجده هناك تعرض لاعتداء غاشم من أنصار الجماعة ولحقت به عدة إصابات.. الديب شرح تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم قائلا: "توجهت إلى مقر مكتب الإرشاد لمتابعة اجتماعه الذي عقد في ذلك اليوم، وفى ذات الوقت تغطية فاعلية أعلن عنها "شباب النضال الثورى الساخر" وكانت عبارة عن وقفة سلمية أمام المكتب تتبعها أعمال رسم جرافيتى على الرصيف المقابل لمقر الإرشاد.. وأثناء وجودى مع مراسلى باقى الصحف والمواقع الإلكترونية أمام مكتب الإرشاد، وصل موكب سيارات، ودخل الموكب مباشرة وتم إغلاق الأبواب.. تساءل الجميع عما يحدث وحاول الصحفيون وأنا من بينهم، معرفة من هم أعضاء الموكب، ولم نحصل على أية معلومات.. وبعد عدة اتصالات علمنا أن من بداخل مكتب الإرشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية ونشرنا الخبر على بوابة فيتو الإلكترونية وغيرها من المواقع.. اضطرت الجماعة للاعتراف بوجود رئيس المكتب السياسي لحماس في بيان رسمى لها".. الديب أضاف: "بعد هذا البيان فوجئت بخروج أعداد كبيرة من شباب الإخوان من داخل مقرهم، وراحوا يسبون ويلعنون الجميع سواء الصحفيين أو رسامى الجرافيتى، وعندما حاولت إنقاذ أحدهم من الاعتداء الغاشم عليه، انهالوا على ضربا رغم أنهم يعلمون شخصيتى بحكم ترددى الدائم على مقر الإرشاد لمتابعة أخباره، ولم ينقطع سبابهم بأبشع الألفاظ وأقذرها طوال الوقت مثل "اللى هيقرب من المقر هينضرب الجزمة هو واللى خلفوه". مراسلو "فيتو" في بعض المحافظات لم يسلموا أيضا من اعتداءات الجماعة الغاشمة، وكان الزميل عمرو أنور مراسل الجريدة في الإسكندرية أحد ضحايا الإخوان. يقول أنور: "أثناء تجولى في قرية الدكتور لإعداد تحقيق صحفى عنها لاحظت كما هائلا من الإهمال وعندما استمعت للأهالي اكتشفت أنهم سقطوا من ذاكرة الدولة.. وبينما أنا أمارس عملى الصحفى في القرية فوجئت بشابين ملتحيين يقفان بجوارى بدراجة نارية، وسألانى عما أفعل، فقلت إننى صحفى وأناقش الأهالي في مشاكلهم.. وعندما أخبرتهما بأننى أعمل في جريدة "فيتو"، ظهرت علامات الغضب على وجهيهما وقال أحدهما في حدة: "مش فيتو ده اللى كتب أن الإخوان قابلوا مبارك.. ابقى خلى الجورنال ينفعك".. ونزل الاثنان من على الموتوسيكل وانتزعا كاميرا التصوير منى بالقوة وحطماها، وانهالا علىَ بالضرب المبرح بالأيدى والأقدام وهم يسباننى ويلعنان الصحافة والصحفيين. وفى نهاية العام الماضى.. كان الزميل خير الله فؤاد مراسل فيتو في كفر الشيخ، يمارس عمله في متابعة وتغطية مظاهرات غاضبة أمام مقر حزب الحرية والعدالة المجاور لمديرية الأمن، فوجئ بأكثر من 15 شابا من المنتمين للإخوان يلتفون حوله وبدأوا في توجيه الإهانات اللفظية له، واستولوا على هواتفه المحمولة، ثم انهالوا عليه بالضرب ركلا بالأقدام وصفعا بالأيدى، ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا عليه ضربا بالعصى الغليظة وأحدثوا به إصابات بالغة. وفى النهاية بقى أن نقول: نحن في "فيتو" لا ننحاز سوى للحق والعدل.. لا ننشد سوى الحقيقة وحدها.. نقاتل بأقلامنا دفاعا عن المظلومين والمقهورين في كل مكان على أرض مصر مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجهاتهم.. ونناضل بالكلمة من أجل رفعة شأن وطننا.. ونحن على دربنا سائرون لا نخشى في الحق لومة لائم.. لن توقفنا اعتداءات المعتدين.. ولن يرهبنا إرهاب الإرهابيين.