منطقة محظورة على العقلاء وهواة المنطق.. شعارها «مناخوليا».. والاقتراب منها ممنوع لغير رواد «الخانكة» و«العباسية»، فأصحاب العقول فى راحة! المرشد مخاطبا البلتاجي وصفوت حجازي في اجتماع مغلق: وطبعا زي ما أنتوا عارفين يا أمامير إن النيابة العامة دي رابع مرة تصدر أوامرها المشددة بضرورة ضبطنا وإحضارنا، وفيه شوية تهم مِتْسَتِّفة لنا صح، يعني بالمختصر المفيد كده، ومن غير لف ولا دوران، لو طلعنا من هنا.. أو أي حد قل عقله وفكر يعتب برجله بره الاعتصام الحلو ده هايصطادونا واحد واحد، وده معناه برضه إن اعتصام رابعة هو أَأْمن مكان لينا في العالم، إذن العقل بيقول: إن هذا الاعتصام لازمن وحتما ولا بد أن يستمر مهما كانت التضحيات، وعلى رأي المثل إيه اللي رماك على المر.. قال: اللي أمر منه. البلتاجي معلقا: كلام فضيلتك درر والله، وكله حكم ومواعظ، بس فضيلتك برضه ما قلتلناش إيه المطلوب مننا بالضبط؟! المرشد بعد أن ترحم على أيام نائبه خيرت الشاطر الذي كان يفهمها وهي طايرة ثم بنظرة يملؤها الغضب والحنق: بعد الشرح ده كله بتسألوني إيه المطلوب.. بقول لكم رقابينا هاتطير يا بجم... تقولولي طيب وهانعمل إيه.. أنتم عايزنا نستنى زي الخرفان سكينة الجزار اللي ها يخلص علينا ويدبحنا بيها نفر نفر.. أمري لله.. بص يا حدق منك له.. المطلوب إنكم تشغلوا دماغكم وتستغلوا مواهبكم اللي ربنا إدهالكم وقدرتكم على الخطابة والإقناع وتغيبوا العالم البقر اللي بره دول وتزودوا لهم جرعة الغباء المتين حبتين، بالذات بعد مذبحة "الساجدين" بتاعة الحرس، ومذبحة "الصائمين" بتاعة طريق النصر، عايز أنبهكم تخلوا بالكم كويس إن المعتصمين فيهم ناس ابتدت تفوق وبتحاول تهرب ودا خطر جامد جدا، وإذا ما كناش نتدارك هذا الموضوع يبقى كل سنة وأنتم طيبين. البلتاجي وقد جحظت عيناه من الخوف: لا يا فضيلة المرشد والنبي بلاش الكلمة دي.. جتتي ما بقيتش حمل الزنازين ورطوبة البورش والأكل في الجروانة.. إحنا هانعمل أحسن ما عندنا فضيلتك، وربنا يغبيهم كمان وكمان، عشان إحنا ما نروحش في خبر كان. حجازي يتجه إلى المنصة وفي ذيله البلتاجي ويفتتحان وَصَلَات الغباء، حيث يتناول حجازي مكبر الصوت قائلا: ثوار.. أحرار.. هانكمل المشوار - ترد عليه الجماهير الغفيرة بنفس الهتاف – ويواصل: والله يا إخوان إنما النصر صبر ساعة، وما أنتم إلا مجاهدون في سبيل الله، بل وفي رباط إلى يوم الدين، خلف هذه الأسوار والدشم التي أقمناها على أشلاء رفاقنا الأطهار الذين سبقونا إلى جنات النعيم، خلف هذه الحواجز يوجد أعداؤكم، بل أعداء الإسلام من الكفار والعلمانيين والملحدين الذين يريدون أن يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، يريدون أن يردوكم عن تطبيق شرع الله في الأرض وذلك بانقلابهم الملعون على حامي الشرعية والشريعة فخامة الرئيس محمد مرسي فك الله أسره.. ويهتف: ارحل يا سيسي.. مرسي رئيسي .. تكرر الجماهير نفس الهتاف.. مواصلا: ولكن هيهات منا الدنية، أنا أعلنها لهم صريحة مدوية إن دون ذلك الرقاب، دونه الرقاب، دونها الرقاب، أنتم يا خير من أنجبت مصر، أيها المصطفين الأخيار يا من تجلى لهم جبريل عليه السلام في رؤيا أحد إخوانكم المعتصمين الصالحين وكان قد انقطع نزوله إلى الأرض بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رأى أخ صالح آخر أن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقدم بيده الشريفة رئيسنا المحبوب محمد مرسي للصلاة به، وهذا كناية عن أنه المطبق لشرعه وشريعته في هذا الزمان، ثم تجلت مريم العذراء لإحدى أخواتكم الصالحات المعتصمات، ثم رأت بنت أخ صالح لنا عدو الله وعدوكم السيسي وهو يسبح في بحر من الدماء لتسأله: حتى متى تظل فينا؟ ليرد عليها: حتى أكتفي وآخذ منكم الدماء التي أريدها، ليغلي دم الشهداء ويغرقه ثم يبتلعه ليذره حيث يلقى من الله ما يستحق، ماذا تريدون وقد مرت عليكم ذكرى العاشر من رمضان، ثم ذكرى موقعة بدر الكبرى، ثم ذكرى فتح مكة، وأنتم صائمون قائمون معتصمون، هل بعد هذا النصر نصر؟ وهل بعد تلك الآيات آيات، أبشركم يا إخواني أن النصر قريب وأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، وأن من استشهد منكم بطلقة فقد كتبت له حورية في الجنة ومن استشهد بطلقتين فقد وجبت له حوريتين، والله لقد وجدت أحد الإخوة وقد استشهد بخمسين طلقة فكدت أن أحسده لأنه قد فاز بخمسين زوجة من الحور العين.. تكبير... الجمهور: الله أكبر ولله الحمد.. صفوت حجازي مسترسلا بحماس زائد: والله لقد تمنيتها لكم جميعا، ولكني أعلم أنه لا يلقاها إلا العاملون الصابرون الصادقون المستمرون في هذا الاعتصام المبارك، إن الانقلابيين يراهنون على مللنا وفقداننا الأمل، لكنهم لا يعلمون أننا سنجد مع الضيق فرجا، ومع الكرب مخرجا، ولعلي أرى بعض قليلي الإيمان بينكم يقولون كيف سينصرنا الله على ما تتسلح به هذه الدولة المصرية الفاجرة من عدة وعتاد وسلاح ونحن لا نملك من ذلك شيئا، وأنا أقول لهم إن الشيطان والعياذ بالله قد أنساكم أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وأن الله مع الصابرين، ولكننا أيضا لدينا خططنا المعدة والمدروسة بعناية للانتصار على هؤلاء القوم الظالمين ولعودة رئيسنا المحبوب ناصر الحق ومجدد الدين محمد مرسي، فك الله أسره، وهو ما سيحدثكم به أخي القائد محمد البلتاجي، فتح الله على والديه، وحقق لنا النصر على يديه. البلتاجي شارحا خطة النصر: أبشروا يا إخوان، فوالله لقد رجعت لتوي من عند فضيلة المرشد، وقد أقسم فضيلته بالله - غير حانث - أن جنودنا بإذن الله هم المنصورون، وأن جنود السيسي هم المغلوبون وفي جهنم خالدون، وقد أقمنا الدشم والمتاريس على حدود طريق النصر، آخر نزلة كوبري 6 أكتوبر على مراحل حتى لا يستطيع العدو اكتساحها، ثم إننا قد بدأنا بعون الله بحفر خندق كبير بعرض عشرة أمتار وعمق عشرين مترا وبطول الطريق بمحاذاة قاعة المؤتمرات، ومن جهة قسم أول مدينة نصر كذلك، بما يعني أننا بصدد غزوة الخندق الثانية، وقد أخبرني مولانا المرشد أن أعداء الله لا يصلون إلينا عن طريق البر أبدا، فإذا ما حاولوا غزونا من الجو فإن الله مرسل عليهم ريحا حمراء وصفراء وبمبي مسخسخة تقتلعهم من جذورهم وتهوي بطائراتهم في طريق المطار وذلك جزاء الفجار، وأن المرشد يقول لكم: إنكم أيها المعتصمون بإذن الله معصومون من هذه الريح العاتية، لا يضركم هدوؤها ولا شدتها إذا لزمتم أماكنكم مغمضي العيون، وأنكم إذا رأيتم المرشد أو أي واحد من القيادات يجري من مكان الاعتصام فاعلموا أنه لا يهرب والعياذ بالله أو يشرد، وإنما يسبقكم إلى الخطوط الأمامية ليفديكم بنفسه ويذب عنكم بجسده، وأنكم إذا رأيتم الطير يتخطفنا فلا تتحركوا من أماكنكم أو تفتحوا عيونكم ولا تخطئوا خطأ الرماة في غزوة أحد فتمكنوا منا الأعداء ونؤتى من قبلكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، ثم إذا ما التزمتم ذلك فإن النصر سيكون حليفكم ويرسل الله عبادا له من حركة حماس فيحطمون سجن عبده محمد مرسي، ثم يقيمه على عرش مصر رئيسا مرة أخرى، ليقيم شرع الله في الأرض، وذلك جزاء الصابرين المحتسبين. وتعلم الداخلية بخطة البلتاجي وكبار قيادات الجماعة للهروب من اعتصام رابعة العدوية بعد غزوة الخندق الثانية التي كانوا يخططون لتكون مذبحة كبرى تدشن نواة الحرب الأهلية المصرية، ويرسل الجيش بالتعاون مع الداخلية طائرات الأباتشي فوق اعتصام رابعة متسترة بطبقة كثيفة من الدخان، يظن المعتصمون أن هذه هي الريح التي أخبرهم عنها البلتاجي، فيلزمون أماكنهم ويغمضون عيونهم، تهبط من الطائرات فرقة من الكوماندوز المصريين في ملابس وأقنعة بيضاء ويختطفون كبار قادة الإخوان ويسحبونهم عبر الطائرات المحلقة في الجو، ينظر بعض المعتصمين غير الملتزمين تماما بالتعليمات فيرون المرشد والبلتاجي وصفوت حجازي وهم يصعدون إلى السماء، يبدأون بالتكبير والتهليل، ليفتح بقية المعتصمين عيونهم على نفس المنظر وهم يكبرون ويهللون أيضا.. ويهتف بهم الشيخ أبو لحيتين قائلا: الله أكبر.. ولله الحمد.. أبشروا يا إخواني بالنصر المبين والعزة والإباء، بعد أن أراكم الله هذه المعجزة بعيونكم وأسرى بجميع قياداتكم إلى السماء.