سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحالف "الوفد" و"الإخوان".."الجماعة" تربح و"الحزب" يخسر.. أولاد "البنا" خذلوا الحزب الليبرالى أيام الملكية.. ونقضوا عهدهم مع "سراج الدين".. و"الوفد" لم يتعلم الدرس بعد ثورة يناير
الصراع والاتفاقيات بين حزبى "الوفد" وجماعة الإخوان المسلمين ليس وليد اللحظة الراهنة، ولكنه قديم قدم الجماعة منذ نشأتها على يد مؤسسها حسن البنا فى عام 1928، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن، شهدت العلاقة بين الطرفين مداً وجزراً، فى محاولة لاستفادة كل منهما من الآخر. مجرد مقر ومجموعة صور على الحائط.. هذا ما تبقى من حزب الوفد، الحزب الذى ظل لسنوات حزب الأغلبية، حاول خلالها "الوفد" التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها كانت اتفاقات كبار، حيث كان مصطفى النحاس باشا، رئيس الوزراء قبل ثورة يوليو 1952 وحسن البنا، مؤسس الجماعة، ندين متساويين وجها لوجه. وبعد وفاة "النحاس" وعقب ثورة يوليو وقيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحل الأحزاب، وإلى أن أعادها الرئيس الراحل أنور السادات مرة أخرى، وقتها اكتفى "الوفد" بأن يكون الحزب الثانى فى مصر، متفاخراً فى كل وسائل الإعلام بأنه الحزب الثانى. وحاول "الوفد" فى فترة الرئيس السابق حسنى مبارك التحالف مع الإخوان للاستفادة من شعبيتهم، ولكن فعلها الإخوان بهم وخانوا العهد، وظلت تحالفات الإخوان والوفد هكذا دائما يحلم الوفد بأن يكونوا ظل الإخوان ويفوت عليهم الإخوان دائما الفرصة مستفيدين وحدهم من مظهر التحالف المدنى للخروج من عباءة الحزب الدينى. أولى صفقات الإخوان والوفد حينما جلس "النحاس" و"البنا" حينما طلب منه "النحاس" بأن ينسحب "البنا" من الانتخابات بسبب ضغط الإنجليز ووافق "البنا" بعد اتفاق قال عنه النحاس باشا أن البنا هو المستفيد منه، فقد اشترط "البنا" اهتمام الحكومة بعدة مشاريع وهى مشروع فرض الزكاة، مشروع تحسين الصحة، وإصدار قرار عسكرى بإلغاء الدعاة. ولم يحدث احتكاك مباشر بينهما، حتى جاءت انتخابات 1984 وقتها عقد اتفاق بين الوفد ومثله فؤاد سراج الدين، والإخوان ومثلهم عادل عيد المحامى على أن يدخل الإخوان الانتخابات تحت عباءة الوفد ولكن الإخوان نقضوا عهدهم واتفاقهم مع سراج الدين ومن أول جلسة للبرلمان انفصلوا عنهم وحددوا مقاعد لهم وبدأوا يطالبون بتطبيق الشريعة، ونسوا الاتفاق، وهو التحالف الذى قال عنه مصطفى الطويل عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن فؤاد باشا سراج الدين ندم على تحالفه معهم، وقرر عدم التنسيق معهم بعدها أبداً لأنهم خانوا الوفد وحذرهم وقتها من التحالف، وتوقف التحالفات بين الإخوان والوفد . إلى أن جاءت ثورة 25 يناير وأصبح الإخوان فى صدارة الحكم وأصبح حزبهم هو حزب الأغلبية، فلجأ الإخوان إلى الوفد فى التحالف الديموقراطى لينفوا عنه كونهم حزب إسلامى، وتحالف الوفد معهم طمعاً بأن يكونوا الحزب الثانى، وجاءت ساعة الحسم عند إعداد القوائم وطمع الإخوان فى الانتخابات وقرروا أن يترشح حزبهم على 50% من المقاعد وباقى أحزاب التحالف بما فيهم الوفد 50%، ورفض الوفد وخرج من التحالف ليخوض الانتخابات منفرداً وليفاجأ بأن أصبح الحزب الثالث بعد أن اقتنص منه حزب النور المركز الثانى.
وها هو الوفد بعد دخوله جبهة الإنقاذ يبدأ فى مهاجمتها ويعلن عن اجتماع الهيئة العليا ليحسموا موقفهم من خوض الانتخابات مع جبهة الإنقاذ، ليطرح السؤال نفسه هل يعود الوفد ويتحالف مع الإخوان؟.