تحول الصراع في مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، في 3 يوليو الماضي، من سياسي بين جماعة الإخوان المسلمين ومن يدعمها من الدول الخارجية وبين النظام الحالي والقوات المسلحة المصرية، إلى صراع مخابراتي على أعلى مستوى بين كل من أجهزة المخابرات الأمريكية ومعها الإسرائيلية والقطرية والتركية ترمي إلى توريط الجيش والشعب المصري في حرب أهلية، وفي المقابل تتصدى لها بكل قوة المخابرات المصرية والروسية والسعودية والإماراتية. ووفقا لمصادر "فيتو" المطلعة، فإن البيت الأبيض لم ييأس بعد فشله في تنفيذ المخطط الأمريكى الصهيوني الهادف إلى توريط الجيش المصري في حرب أهلية لينقسم على نفسه أو يتفتت وينهار لصالح الكيان الإسرائيلى، وتسعى أمريكا إلى تنفيذه مجددا مستغلة الظروف السياسية التي تمر بها البلاد وخاصة في ظل عدم انصياع جماعة الإخوان المسلمين لقرار عزل مرسي. وأوضحت المصادر أن أمريكا وجدت ضالتها في الطرق الاستخباراتية لتحقيق مخططها نظرا لتكلفتها الضئيلة مقارنة بالطرق التي انتهجتها في العراق على سبيل المثال، حيث قامت بالتنسيق بين المخابرات القطرية والتركية والإسرائيلية لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، كما اتخذت أمريكا من القاهرة مركزا رئيسيا لجهاز ال"سى أي إيه" تدار من خلاله منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي اكتشفته الأجهزة السيادية في مصر وبدأت في مواجهته على الفور بنفس الآلية والطريقة الاستخباراتية، حيث قامت بالتنسيق هي الأخرى مع أجهزة المخابرات الروسية والسعودية والإماراتية، من أجل التصدى لأي مخططات استخباراتية من الجانب الأمريكى. التنسيق المصرى مع عدد من الاستخبارات الخارجية، حقق العديد من المكاسب والنتائج الجيدة - بحسب مصادر "فيتو" - حيث تم الكشف عن عدد من شحنات الأسلحة كانت في طريقها لدخول مصر بطرق تهريب متعددة منها التهريب داخل حاويات بضائع، والتي تم ضبطها وإفشال مخطط دخولها إلى مصر عن طريق التنسيق الاستخباراتي مع روسيا، قبل وصولها إلى الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية التي تستخدمها في عمليات الاعتداء على القوات المسلحة، كما تم الكشف عن عدة مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مختلفة بالقاهرة والمحافظات الأخرى، بهدف إثارة الرعب وتشتيت القوات المسلحة وزيادة حدة العنف بين الإخوان والجيش المصرى ليصبح كل منهما في مواجهة الآخر فيما يشبه الحرب الأهلية المسلحة، بما يدعو في النهاية إلى التدخل الخارجي بعد توريط الجيش المصري بهدف القضاء على وحدة صفوفه. ونبهت المصادر الأمنية إلى أن اللعب المخابراتي الأمريكى ما زال مستمرا على الساحة المصرية ويمثل تهديدا لمصر وخاصة في ظل الظروف السياسية التي تمر بها البلاد، مؤكدة بأنه لولا التعاون مع عدد من الأجهزة المخابراتية الدولية ما صمدت البلاد أمام عمليات الإرهاب المختلفة حتى الآن، حيث تم الاستعانة بأجهزة حديثة التقنية تتمكن من رصد التحركات والاتصالات الدولية بشكل فائق، إلى جانب أجهزة تشويش عالية الجودة لمواجهة أي أعمال تنصت على المنشآت العسكرية.