من تحت أنقاض المشهد الأمني والسياسي في مصر، لابد ألا يغيب عن العقل قبل القلب، أن الشرطة المصرية الباسلة، ابني وابنك وابن أخوك وابن عمك وابن أختك، كانت تحارب معركة كبرى، ولا تزال، من أجل أن تجلس أنت مستريحًا في بيتك، مطمئنا في فراشك، تتابع على شاشات التليفزيون، الحرب التي يشنها الإخوان الإرهابيون وشركاؤهم من الجماعة الإسلامية، ضد الشعب المصري، وضد الدولة المصرية. من تحت غلالات الدموع، ومن بين غصات القلوب، ومن وسط حسرات النفوس الملتاعة، ومن تحت أمواج الغضب الهادر، بعد مذبحة قسم شرطة كرداسة، وقتل وذبح الشرفاء الأبطال الأبرار، اللواء محمد عباس والعميد تامر عبد المقصود وأربعة ضباط آخرين، وبعد جريمة التمثيل بالجثامين الطاهرة الشهيدة، أقول إن الشعب المصري كله بات في حرب مع العصابة التي لا علاقة لها بأي ملة أو عقيدة إلا القتل واستباحة الأوطان والبيوت والأمان، لعنة الله قادمة عليكم لا محالة، ليس يكفي قط أن نبكي. لا يكفي أن نمشي في الجنازات متألمين موجوعين، بل على الدولة وقد استردت هيبتها، بفضل دماء وتضحيات هؤلاء الشرفاء الشهداء، أن تصادر أموال وأصول هذه العصابة الإرهابية وتفتح صندوقا لتعويض، ويالها من كلمة بغيضة، أسر الشهداء، رغم أن ملايين الدنيا لا تعوض أبا ولا طفلا ولا أما ولا زوجة عن رؤية وجه الأب أوالإبن أو الزوج البطل الشهيد، لقد منح حياته لحياتنا. مات لكي نعيش، فعلها طواعية وامتثالا للداعي الوطني وخضوعا لتراب أغلي وأعز البلدان.. مصرنا كلنا، لا أفهم قط كيف تهون أمك عليك أيها الإرهابي؟ التعويض لا يكون فحسب لأسر الشهداء، بل أيضًا لكل من احترق بيته، ومحل عمله من المسلمين، ومن أشقائهم الأقباط. تسخر أموال العصابة أيضًا في ترميم المساجد والكنائس، بيوت الله، التي أحرقت ودمرت ونجست بأفعالهم وأحقادهم والغل الراعي كالسرطان بنفوسهم القبيحة المتقيحة بالأحقاد القلوية! يا أخوة الوطن.. يا كل من بكى ويبكي.. لا تأسوا، فإن ما جرى قد فضحهم ولو كان الرحمن يحبهم ما فضحهم، بيننا وبينهم من الأمس وقبل الأمس دم إلى يوم الدين، عاقبهم يارب بما روعوا به الناس ولا يزالون.. رب أرنا فيهم آية، أنت العدل وهم الظلم، أنت النور، وهم الظلام.. انشر نورك واهزم جيوش الشيطان يا الله.. يا الله.