أكد الدكتور رفعت سيد أحمد- رئيس مركز يافا للدراسات السياسية- أن الأزمة الحالية في الشارع المصرى ليست أزمة بين الإخوان والسلطة، بل بين الشعب المصرى والجماعة، لأنها المرة الأولى التي يصل فيها الإخوان للسلطة ثم يتم خلعهم، مؤكدا أن الإخوان حفروا قبورهم بأيدهم، وبالتالى سيحاولون العودة للعمل السرى (تحت الأرض)، وارتكاب جرائم عنف، وهذا يعنى أنهم لن يقبلوا التسليم بالأمر الواقع، وهنا يمكن أن يكون الجيل الثانى من الإخوان هو حائط الصد لمواجهة هؤلاء، خاصة أن الشواهد تشير إلى انقسامات قادمة في صفوف الجماعة... كيف ترى مستقبل الجماعة بعد نجاح الأمن في فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية واتهامهم للعنف فى الشارع؟ -إن فض الاعتصام أو الأزمة الحالية بين الإخوان والشارع المصرى هي الأخطر في تاريخ الجماعة منذ مقتل حسن البنا، لأنهم لم يصلوا في أي عهد للرئاسة إلا خلال هذه الفترة، ثم معاداة الشعب المصرى لهم ومعاداتهم للجيش والشرطة فهذا يمثل محنة كبرى لهم سيعانون منها لسنوات طويلة، وهذه محنة بالغة الخطورة، فقد سقط منهم حكم مصر نتيجة قيامهم بحفر قبورهم بأيدهم، وكان من الممكن الحد من جريمة «الأخونة»، وتشكيل حكومة ائتلافية، وبالتالى مستقبل الجماعة سيكون غامضا، ولكنهم سيلجأون للعنف مرة أخرى. كيف ؟ _ مستقبل الإخوان يشير إلى عودتهم لاستخدام العنف والعمل السرى، خاصة مع بدء محاكمتهم، وسيمارسون العنف السياسي، وهذا سيكون من الأشياء التي ستلحق الضرر بالإخوان، بل سيحاولون الاستعانة بالغرب والتعاون مع أعداء مصر من أجل مساعدتهم في العودة للظهور في المشهد السياسي مرة أخرى، وبالمقابل على الجيش والشرطة والنخبة السياسية الوطنية عدم إغلاق كل النوافذ أمام الإخوان لممارسة العمل السياسي، حتى لا تكون دافعا لعودتهم للعنف والإرهاب من خلال العمل تحت الأرض والعمل السرى. إذا قبل الإخوان بالأمر الواقع.. كيف يمكن إعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية من جديد ؟ _الاخوان لن يقبلوا بالأمر الواقع، لأنهم كانوا يحكمون هذا البلد وسقطوا بطريقة درامية، وبالتالى فهم لن ينسوا الأمر بسهولة، وهذا يقتضى إدارة العملية الحالية بحنكة شديدة ، تساعد على إدماجهم في الحياة السياسية، وخاصة الجيل الثانى من الإخوان لفتح مجال العمل السياسي أمامهم، حتى لا نساعد في تحولهم للعمل السرى، وبالتالى فتح النافذة لشباب الإخوان سيؤدى لسهولة إعادة انصهارهم داخل المجتمع المصرى من جديد. هل تتوقع انشقاقات داخل صفوف الجماعة بعد انتقادات شباب الإخوان لقادتها ؟ نعم أتوقع حدوث انشقاقات داخل جماعة الإخوان في المرحلة القادمة، خاصة ونحن أمام تنظيم تاريخى، والانشقاقات لن تؤثر فيه، وإنما تعيد تجميعه مرة أخرى، وبالتالى هذه الانشقاقات لن تكون مؤثرة إلا إذا فتحت الدولة الباب لشباب الجماعة لممارسة السياسة بشكل طبيعى، وهذا دور الدولة في إدارة الصراع داخل جماعة الإخوان بإعطائهم الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية مرة أخرى على أسس سليمة. هل فشل الإخوان يعنى تقليص دور تيار الإسلام السياسي في المرحلة المقبلة ؟ _بالطبع سوف يؤثر ذلك بالسلب، لأن تجربة الإخوان وإدارة مصر وإدارة الصراع مع الجيش، كل هذا ترك عوامل سلبية على مستقبل تيار الإسلام السياسي، نتيجة كراهية الشعب لهم خلال العام الذي حكموا فيه مصر. هل هناك فرص للإخوان في أي انتخابات مقبلة بعد فشلهم وما يرتكبونه الآن من عنف ؟ _أعتقد أن فرصتهم ضعيفة جدا إن لم تكن مستحيلة، لأن المشكلة ليست «من ضد من»، وإنما الشارع المصرى في مجمله ضد الإخوان، وإن كانوا من الممكن أن يخوضوا الانتخابات من خلال أحزاب أخرى، ولكن بشرط ألا يكونوا قد ارتكبوا جرائم ضد الشعب المصرى.