بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. وقفت على التندة بتاعة إحدى الصيدليات.. جلست وانكمشت بين جناحىَّ وقبل أن أغمض عينى سمعت صوتا يأتى من داخل الصيدلية لسيدة عجوز تقول: طب وأنا أعمل إيه دلوقتى.. هموت يعنى ولا هيحصلى إيه.. طب مفيش بديل للكونكور ده؟! الضغط هيموتنى يا ابنى.. دا أنا شرايين قلبى كلها مسدودة إلاهى يسد نفسك يا شيخ أنت وكل المسئولين عن الأدوية.. دا حتى علاج الغدة مش لاقياه! الصيدلى يرد فى هدوء: طب أنا برضو هعمل إيه يعنى.. مافيش كونكور.. ومفيش أنواع كتير من الدوا معظمها ناقص من السوق.. أنا ذنبى إيه.. بتدعى عليا ليه يا حاجة..
عموما الكونكور احتمال ينزل بعد شهرين! الست ترد باستغراب: شهرين؟!.. هو أنا أضمن منين إنى هعيش شهرين بدون العلاج اللى عايشة بيه بقالى سنين؟!
وهنا أدركت أن الليلة دى مفيهاش نوم وأن الحوار دا مش هيخلص.. فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح الصيدلى وزبائنه يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..