بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. وقفت على سور بلكونة الست أم هانى.. انكمشت بين جناحىَّ وقبل أن أغمض عينى سمعت صوت صراخ يأتى من المقهى أسفل البلكونة. مجموعة من البنات بيتخانقوا مع صاحبة المقهى.. بنظرة إلى أسفل أدركت أن صاحبة المقهى سودانية والبنات سودانيات وباقى الزبائن أيضًا سودانيون فعلمت أن المقهى هو الآخر تم تأجيره لسودانيين.. وواضح كدا أن منطقة فيصل بالجيزة أصبحت جزءا من أم درمان السودانية. صوت الخناقة أخرج الأهالى من منازلهم وأى واحد مصرى يحاول تهدئتهم يقولون له ملكش دعوه بينا خليك فى حالك. وهنا أدركت أن هذا المكان لن يكون به نوم أبدا.. فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح الأهالى يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..