اثنان من الأعراب كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تمشية أمورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية إلى أخرى، وأحبّا الحمار دا زي ما يكون أخ ليهم، كان بينام جنبهم وبياكل معاهم ومن كتر حبهم فيه سموه «أبو الصبر». وفي يوم وأثناء سفرهما في الصحراء جه أجل الحمار ومات، حزنوا على الحمار دا حزنًا شديدًا وطبعا دفنوه دفنة تليق بمعزته عندهم.. وجلسا يبكيان على قبره بكاءً مرًا، وكان كل من يمر ويعدي عليهم يلاحظ مشهد البكاء المهيب فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيقولان له بأنه المرحوم «أبو الصبر» و‘نه كان الخير والبركة ويقضي الحوائج ويرفع الأثقال ويوصل البعيد.. طبعًا الناس كانت فاكراهم بيتكلموا عن شيخ جليل ورجل مبروك له كرامات فيعيطوا معاهم ويشحتفوا من كتر البكا بعد أن وجع قلبهم كلامهم عن المبروك أبو الكرامات. وحبة حبة اللي بقى يتبرع بفلوس واللي بقى يندر ندر ويوفيه للبركة «أبو الصبر».. والعملية بقت أشية مع الاتنين دول راحوا بانيين خيمة حولين القبر.. والعملية اتبحبحت قوي قوي والفلوس بقت تنزل عليهم زي المطر من التبرعات والنذور راحوا بانيين أوضة مكان الخيمة والناس تيجي تزور وتقرأ الفاتحة على روح الشيخ أبو الكرامات «أبو الصبر» وبقدرة قادر بقى المكان دا مزار تيجيله الناس من كل حتة والكل يحكي ويتحاكي عن أبو الصبر وكراماته ومعجزاته، وهو اللي بيفك السحر ويرزق العانس بعريس ويغني الفقير ويشفي المريض وكل المشاكل التي لا حل لها، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعا في أن يفك الولي الصالح عقدتهم. ومن كتر الفلوس اللي بقت ترخ على دماغ الاتنين دول بقوا من الأغنياء وأصحاب الجاه والعز . وفي يوم قرر واحد منهم أنه يروح يزور أهله واستأمن التاني على أموال النذور ولما يرجع يبقوا يقسموها سوا.. وسافر فعلًا ولما رجع لقي الفلوس مش قد كدا ومش هي اللي كانت بترخ عليهم فقاله إيه الحكاية.. صاحبه قاله والله الناس بطلت تيجي والعملية مكنتش زحمة في الأسبوع اللي أنت سافرت فيه.. صاحبه كان بيسمعه ونظراته كلها شك في كلامه ومش مصدقه. فقاله شكلك مش مصدقني لكن وحياة مولانا «أبو الصبر» إنشالله «أبو الصبر» يعمل فيا ويسوي أنا مسرقتش فلوسك، أنا مش بكدب عليك.. فصاحبه جتله نوبة ضحك وقاله أنت هتعملهم علىّ.. «أبو الصبر» مين دا إحنا دفنينه سوا.. معتصمو رابعة والنهضة حينما يتحدثون عن المعزول مرسي وعن إنجازاته يصدقون أنفسهم أنه صنعها.. وكأننا لم نجربه عامًا كاملًا في الحكم هو وجماعته لم نر فيه على أيديهم إلا كل ما لا يسر له القلب.. وما يضفونه على المعزول من أوصاف مثل «مانديلا العرب» وغيرها من أوصاف لا توجد إلا في خيالهم تجعلني أشك في أنهم يتحدثون عن معزول آخر غير مرسي.. لقد جربناه عامًا كاملًا.. هما جابوا الكلام دا منين.. الكلام دا تقولوه لحد غيرنا.. دا إحنا دافنيه سوا !