رئيس الوزراء: لمسنا خلال جولاتنا تطورا ملموسا في حياة المواطنين بالقرى    رئيس جهاز تنمية المشروعات: سنعمل على مضاعفة التمويلات لشباب بورسعيد خلال المرحلة المقبلة    ديلي ميل: رامي عباس يجتمع مع ليفربول لحسم مستقبل محمد صلاح    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    تليجراف: عمر مرموش يقترب من مغادرة مانشستر سيتي في يناير    ريهام عبدالغفور تطالب بمحاسبة من انتهكوا خصوصيتها في العرض الخاص لفيلم خريطة رأس السنة    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    جامعة أسوان تشارك في احتفالية عالمية لعرض أكبر لوحة أطفال مرسومة في العالم    جهود وزارة التموين لمنع محاولات الاحتكار والتلاعب بأسعار السلع.. تفاصيل    إيران تعزي ليبيا في رئيس الأركان    انفجار عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية في رفح الفلسطينية    تواصل الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا    جامعة بني سويف تسلم أول مقررات دراسية بطريقة برايل لطالبة من ذوي الإعاقة البصرية    وزير التعليم العالي يعلن أسماء (50) فائزًا بقرعة الحج    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    وكيل تعليم الإسكندرية: مدارس التكنولوجيا التطبيقية قاطرة إعداد كوادر فنية لسوق العمل الحديث    الحبس 3 أشهر للمتهمة بسب وقذف الفنان محمد نور    تحالف مصرفي من 8 بنوك يمول قرضًا مشتركًا ب8 مليارات جنيه لصالح أورانج مصر    تشييع جثمان طارق الأمير من مسجد الرحمن الرحيم بحضور أحمد سعيد عبد الغنى    أصداء أبرز الأحداث العالمية 2025: افتتاح مهيب للمتحف الكبير يتصدر المشهد    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    الحبس 3 أشهر للمتهمة بسب الفنان محمد نور    السكة الحديد: تطبيق التمييز السعري على تذاكر الطوارئ لقطارات الدرجة الثالثة المكيفة.. ومصدر: زيادة 25%    سبق تداوله عام 2023.. كشفت ملابسات تداول فيديو تضمن ارتكاب شخص فعل فاضح أمام مدرسة ببولاق أبو العلا    جريمة قتل في شبرا الخيمة: تأجيل محاكمة الترزي المتهم بطعن سيدة حتى الموت    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    مدافع من سيتي وآخر في تشيلسي.. عرض لتدعيم دفاع برشلونة من إنجلترا    قرار جمهوري بتجديد ندب قضاة للجنة التحفظ على أموال الجماعات الإرهابية    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    تسليم 2833 بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة بالشرقية    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    بالأعشاب والزيوت الطبيعية، علاج التهاب الحلق وتقوية مناعتك    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    إيمان العاصي تجمع بين الدراما الاجتماعية والأزمات القانونية في «قسمة العدل»    الداخلية تكشف حصاد 24 ساعة من الحملات المرورية وضبط أكثر من 123 ألف مخالفة    أمم أفريقيا 2025| تفوق تاريخي للجزائر على السودان قبل مواجهة اليوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    وزير الري يحاضر بهيئة الاستخبارات العسكرية ويؤكد ثوابت مصر في ملف مياه النيل    ميدو عادل يعود ب«نور في عالم البحور» على خشبة المسرح القومي للأطفال.. الخميس    حمادة صدقي: منتخب مصر فاز بشق الأنفس ويحتاج تصحيحا دفاعيا قبل مواجهة جنوب أفريقيا    بولندا: تفكيك شبكة إجرامية أصدرت تأشيرات دخول غير قانونية لأكثر من 7 آلاف مهاجر    وزير الخارجية يؤكد لنظيره الإيراني أهمية خفض التصعيد وإتاحة فرصة حقيقية للحلول الدبلوماسية    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مستشفى السلام ببورسعيد قدكت 3.5 مليون خدمة طبية وعلاجية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    دبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته تطلق النار بكثافة صوب منطقة المواصي جنوب غزة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    «البحوث الزراعية» يحصد المركز الثاني في تصنيف «سيماجو» لعام 2025    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    بوتين يرفض أى خطط لتقسيم سوريا والانتهاكات الإسرائيلية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 24 ديسمبر    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأسرار الإلهية في المملكة الإنسانية (3)
نشر في فيتو يوم 02 - 04 - 2024

عزيزي القارئ كنا قد تحدثنا في مقالات سابقة عن أسرار الله تعالى في مملكة الإنسان، والتي تدور حول تلك الرباعية التي تشير إلى عظمة الخالق عز وجل وطلاقة قدرته سبحانه، وهي القلب والنفس والعقل والروح.. وكنا قد تحدثنا عن القلب. وفي هذا المقال والمقالات التالية وبمشيئة الله تعالى نتحدث عن النفس في هذا المقال..

والنفس هي أعظم ما خلق الله تعالى وأبدع، وأعلى مظهر في عالم الخلق ظهرت فيه طلاقة القدرة الإلهية وعظيم الإبداع الإلهي، فهي مكمن السعادة والشقاء. وهي التى تقود صاحبها إما إلى الجنة وإما إلى النار.. يقول الله تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).

ومن مظاهر الإعجاز الإلهي في النفس أن الله تعالى خلق النفس من النار، وأودع فيها سبحانه القابلية والإستعداد الكامل للسمو والإرتقاء والقابلية أن تقام في حضرة القرب من الله، وبلوغ منازل الملائكة الكرام.. وبنفس القدر أودع فيها سبحانه القابلية للإنحطاط والتدني وبلوغ منازل أدنى من منزلة الحيوانات والبهائم يقول عز وجل (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)..

والله تعالى حينما خلق النفس غمسها في حياض حضرة الربوبية بما لها وفيها من العظمة والكبرياء، فخرجت معبأة بالأنا وما فيها من عظمة وكبرياء، ثم أوقفها بين يديه عز وجل وخاطبها سبحانه وتعالى بقوله "من أنتي ومن أنا".. فقالت بلسان الكبرياء والتعالي: أنت أنت.. وأنا أنا.. فعذبها عز وجل بكل أنواع العذاب وهي مٌصرة على قولها ومُنازعتها لربوبيته تعالى.. فمنعها سبحانه من أهوائها وميلها وأدبها بالجوع والحرمان من شهواتها فانكسرت وخضعت له سبحانه.
النفس البشرية وأنواعها
ومن هنا نتعلم أن تهذيب النفس وخضوعها لربها ومولاها لا يتأتى إلا على أثر مخالفة هواها وكسر شهوتها بالجوع والعطش. هذا والنفس البشرية هي جوهر ذات الإنسان وهي نفس واحدة لها سبعة أوصاف توصف بها بحسب الحالة التي هي عليها، وهي الأمارة واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والمرضية والنفس الكاملة.

فإن كانت تميل إلى السوء والمعاصي متعلقة بالأهواء وأسيرة للشهوات فتسمى وتوصف بالنفس الأمارة بالسوء. يقول تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
هذا.. وإما إذا كانت تراجع نفسها وتلومها وتعاتبها على الأفعال السيئة تسمى وتوصف بالنفس اللوامة.. وهذه النفس ممدوحة من الله تعالى ولقد أقسم بها عز وجل ومعلوم أن الله لا يقسم إلا بشيء عظيم وذلك لأنها تؤنب وتراجع صاحبها وتندم على فعل السوء. يقول سبحانه: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)..

هذا وإن كانت النفس في حال إستواء بين الخير والشر.. أي متساويان تسمى وتوصف بالنفس الملهمة، وهذه الصفة تتوسط صفات النفس السبعة يقول سبحانه: (وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا)..

هذا وأما إن كانت نفس طيبة مُزكاة تميل إلى الطاعة والإستقامة وفعل الخيرات وتأنف من الرزائل والقبائح والمعاصي تسمى وتوصف بالنفس المطمئنة، وهي النفس التي حظت بإشراقات الله تعالى وتجليه بأنواره وعلومه ومعارفه، وهي التي بلغت مقام اليقين والإطمئنان بربها عزوجل، وهي النفس المؤهلة لتلقى خطاب الله تعالى، يقول سبحانه وتعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)..
هنا تٌقام النفس في مراتب الكمال وتمنح من الله تعالى صفة الرضا والرضوان وصفة الكمال، وهي الأوصاف التي تقيمها في حضرة القرب وتعايش على أثرها حضرة الأنس بربها عزوجل. بعدما تُقام في مقام العبودية الخالصة لله، وتشرف بالانتساب إلى الله سبحانه وتعالى بصفة العبودية..
هذا ومعلوم أن شرف العبودية لله تعالى شرف لا يرقاه شرف، وفي هذا المقام يقول الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه "كفى لي فخرا أن أكون لك عبدا.. وكفى بي عزا أن تكون لي ربا.. أنت لي كما أحب فوفقني إلى ما تحب"..

الأسرار الإلهية في مملكة الإنسان (2)
الأسرار الإلهية في مملكة الإنسان (1)
هذا والحديث عن النفس يطول ويطول. وسوف نتحدث في المقالات التالية عن الأمراض المبطونة في النفس وكيف يتم علاجها. وبما تتزكى النفس حتى تصل إلى النفس التي تحقق صاحبها بحقيقة العبودية ومنحه الله إذن الدخول في حضرة العبودية، ونيلها شرف الإنتساب إليه سبحانه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.