أصبحت الفجوة بين الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية وحركة الشارع المصرى كبيرة للغاية ربما تتعدى مئات من السنين الضوئية، ذلك أن موقف الشارع والمزاج العام يرفض إرهاب الإخوان بشكل قاطع، يا دكتور أو لم ترى دماء "الغلابة" التى سالت فى الحارات والشوارع واعتداءات الإخوان الصارخة عليهم لأنهم رفعوا صورا للفريق السيسي فى محلاتهم أو فى منازلهم؟ أو لمجرد أنهم هتفوا ضد مرسي، ألم تعرف عدد من سقطوا فى أسبوع من هؤلاء البسطاء؟ هم أناس آمنوا بثورتهم وبجيشهم. لا أحد يختلف على أن الدكتور البرادعى قامة محترمة، وشخصية تتمتع بخبرة دولية لعمله السابق فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن شعب مصر لا يريد الذرة، ولا يريد أن يعرف شيئا عن " الإلكترونات" ومكونات الذرة، أنه يريد الأمن والأمان، وأن يعيش حرا كريما عزيزا فى بيته، وإذا لم يعِ البرادعي أن هناك " طقوسا" للصبر يعرفها المصريون وحدهم، فإن البرادعي ستدور عليه الدوائر، وأتحدث عن من خرجوا بالملايين لتفويض القوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب، هؤلاء فقط هم لهم حق "الحكم" على تصريحات الدكتور البرادعي " المتسامحة" مع إرهاب الإخوان. كيف أقرا تصريحات البرادعي خلال مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حين قال"أؤيد حوارا ينبذ العنف في إطار صفقة لوقف كل هذه المظاهرات ثم البدء في بناء البلد." هذا هو نص ما قاله، تحدث بصراحه عن صفقه، وللصفقة طرفان، بالتأكيد يقصد البرادعي أن تكون جماعة الإخوان طرفا فيها، لا شك فى ذلك .. صفقة يا برادعي ؟!! أنت تتحدث عن صفقة!! كيف يستقيم الأمر وأنت تتحدث عن صفقة مع من قتلوا الناس فى الشارع، مع جماعة هددت بأنها ستحول مصر لسوريا، ودعت لمجلس حرب ضد البلد، مع من حملوا السلاح فى رابعة والنهضة، وهل تعقد الصفقات على أرواح شهداء سقطوا فى "بين السرايات والمنيل والمنصورة وسيناء" وما أدراك ما سيناء!! وما يحدث فى سيناء من حرب يقودها الجيش ضد إرهاب ظهيره معروف فى رابعة والنهضة، ويريد البرادعي أن يعقد صفقة مع إرهاب. ليذكر الدكتور البرادعى أسماء خمسة شخصيات من جماعة الإخوان "الإرهابية" يريد أن يعقد معهم الصفقات، من فى جماعة الإخوان لم تتلطخ يداه بالدماء؟ مع من يريد أن يجلس البرادعي؟ مع صفوت حجازى أم محمد البلتاجى؟ ولأن البرادعي قضى ما يزيد عن نصف عمره فى الخارج ، فهو " خواجه" بدرجة نائب رئيس الجمهورية، والدليل أنه فى نفس الحوار قال إنه يتمنى إسقاط الاتهامات الموجهة لمرسي، وأن أرى عفوا محتملا فى إطار صفقة كبيرة، وما قاله هنا هو كارثة لرجل يعرف قيمة القانون ويقدره، إن كان يعرف!! هو تجاوز القانون المصري، وكأنه يتصرف بشكل يتجاوز القانون والعقل، ماذا يعنى إسقاط الاتهامات الموجهة لمرسي؟ كيف تطالب بذلك وأنت رجل قانون؟.. هل سلطات البرادعي كنائب لرئيس الجمهورية تتجاوز القضاء وتحقيقاته حين يطالب بإسقاط الاتهامات عن الرئيس المعزول؟. أعتقد أن من يحكم الآن هو الرئيس المستشار عدلى منصور، وهو رجل قضاء، ويعي لقيمة القانون، ومن يحق له الحديث عن صفقة أو إسقاط الاتهامات عن مجرم أو بلطجى، ليس حتى من سلطات الرئيس القاضي، وإذا كان وجود الدكتور البرادعى وتجلياته، ستحدث شرخا فى القانون والقضاء، فلا نريده، وإذا كانا هناك صفقة ستتم مع الإخوان أو إسقاط اتهامات، فمن حق كل بلطجى أو سجين أن يطالب بصفقة مثل التى تحدث عنها البرادعي، لم يهتف أحد فى الميادين باسم البرادعي كنائب لرئيس الجمهورية، وأعتقد أن الهتاف الذى يستحقه إذا استمر على أفكاره "يسقط البرادعي".