صدمنى د. محمد البرادعى كما صدم الكثير من محبيه ومريديه عندما قال فى حواره مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أنه يتمنى إسقاط الاتهامات الموجهة لمرسى ما لم تكن جرائم خطيرة، وأريد أن أرى عفواً فى إطار صفقة كبيرة وأنفض الاعتصامين اللذين تنظمهما جماعة الإخوان المسلمين يجب أن يكون من خلال الحوار، وقال أوافق على حوار لنبذ العنف فى إطار صفقة لوقف المظاهرات ثم البدء فى بناء البلد. وأنا أسأل د. البرادعى، كيف وأنت رجل القانون تتمنى إسقاط التهم عن مرسى وهى تهم قال عنها القانونيون أنها تهم تتصف بالخيانة العظمى؟ وما الجرائم التى تعتقد أنها غير خطيرة وتريد أن تسقطها عنه، ولماذا تسقط عن المواطن مرسى جرائم وتطبق على مواطن آخر؟ وأين قاعدة.. المواطنون أمام القانون سواء..؟ أم أن مرسى فوق القانون؟ وإذا كنت تريد ياد. برادعى كما صرحت أن يتم العفو عن مرسى فى إطار صفقة وأنك تؤيد وقف المظاهرات فى إطار صفقة ثم يتم بناء البلد فما هذه الصفقات التى تريدها ومع من ستعقدها.. إننى وغيرى فى حالة ذهول مما تقوله، فكيف تتحدث عن عقد صفقات وأنت صاحب القيم والمبادئ، وكيف تريد بناء مصر الجديدة على أساس صفقات؟ لا يا د. برادعى مصر لا تبنى على صفقات.
وإذا كنت تنادى بفض الاعتصامين من خلال الحوار فإننى أسألك: مع من تريد الحوار، مع البلتاجى الذى قال أن القتل فى سيناء لن يتوقف إلا إذا عاد مرسى للحكم؟ أم تريد أن تتحاور مع صفوت حجازى الذى قال سنكسر الداخلية كما كسرناها فى 28 يناير؟ هل تريد أن تتحاور مع عصام العريان المتخصص فى تعذيب الذين يريدون أن يخرجوا من اعتصام رابعة؟ هل تريد أن تتحاور مع طارق الزمر الذى قال سنسحق المصريين الذين خرجوا فى 30 يونيو؟ مع من تريد أن تتحاور يا د. برادعى؟ وإذا كنت تريد أن تتحاور مع هؤلاء أو غيرهم من الإرهابيين فهم لا ولن يتحاوروا معك ولا مع غيرك ، إنهم لا يريدون إلا إرهاب المجتمع وعودتهم للحكم.. ولذلك أنا وغيرى الذين أحبوك وكانوا يرون أنك القدوة والأمل نقول لك ركز فى عملك فى العلاقات الخارجية مع مصر واترك مكافحة الإرهاب والإرهابيين للمتخصصين الذين يعرفون جيداً كيف يتعاملون مع هؤلاء ويخلصونا منهم كما خلصونا منهم من قبل.