اسمها أسماء، ووالدها عميس ابن سعد، والدتها هند بنت عوف وأختها أم المؤمنين ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأختها الثانية لبابة أم الفضل زوج سيدنا العباس رضي الله عنه، وأختها الثالثة سلمى زوج سيدنا حمزة رضي الله عنهم أجمعين. تزوجت أسماء جعفر ابن أبي طالب ذي الجناحين، ولما توفي، تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن بعده تزوجت سيدنا على رضي الله عنه. افتخر سيدنا عمر بن الخطاب وتعزز على سيدتنا أسماء بنت عميس بالأسبقية والأحقية عندما وجدها في بيت ابنته حفصة، فسألها من هذه ؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشية هذه، البحرية هذه، قالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم. فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار البعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسول الله، وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وأساله، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا، قال: ‘‘فما قلت له‘‘ قالت قلت له كذا وكذا، قال:"ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان" رواه البخاري قالت سيدتنا أسماء رضي الله عنها "فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني إرسالا ليسألوني عن هذا الحديث". سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب السفينة ب"ذات الهجرتين"، لفوزها بهجرتين: هجرة إلى الحبشة وهجرة من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة. وكانت ممن هاجر مع زوجها في السفينة إلى الحبشة، تاركين العشيرة والوطن من جراء الاضطهاد والأذى والتنكر من قرابتهم وعشيرتهم في مكة، لا ذنب لهم إلا أن يقولوا ربنا الله. لا ملجأ لهم سواه ولا جناب لهم إلا حماه سبحانه وتعالى فمدحهم الله سبحانه وتعالى قائلا: "للفقراء المهاجرين اللذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله. أولئك هم الصادقون". وقالت سيدتنا أسماء كلمة الإيمان بلسانها وصدقته بعملها وخرقت موانع التكتل مع العشيرة ونصرة دين الآباء، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأخوات الأربع المؤمنات ميمونة وأم الفضل ابنتا الحارث، وسلمى وأسماء بنت عميس".