انتقد عدد من الدبلوماسيين والحقوقيين الحكم الذى أصدرته اليوم محكمة سعودية ضد المحامى المصرى أحمد الجيزاوى، ومعاقبته بالسجن خمس سنوات و300 جلدة. وأكد نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، أن الحكم يمثل حلقة جديدة من حلقات إهدار كرامة المصريين فى الخارج. وأضاف: إنه كان الأولى أن يذهب الرئيس محمد مرسى للسعودية للإفراج عن الجيزاوى بعدما أصبحت قضيته مسألة رأى عام تهم جموع الشعب المصرى، بدلا من إرسال وفد رفيع المستوى للإفراج عن أفراد جماعته فى الإمارات، وكما فعل الرئيس السابق مبارك عندما سافر إلى جدة عام 1998 وتدخل للعفو عن طبيبين مصريين بعد الحكم عليهما بالسجن 20 عاما بنفس التهمة، وتم العفو عنهم. وأكد أن وزارة الخارجية خدعت أهل الجيزاوى بشكل خاص والمصريين بصفة عامة من خلال تأكيدها أنه لم تقدم له تهمة حتى الآن. وأوضح جبرائيل أن الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان سوف يتقدم بطعن على الحكم الصادر ضد الجيزاوى حتى نحافظ على كرامة المصريين فى الخارج. وأكد السفير عبد الرءوف الريدى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الحكم على الجيزاوى مخالف لكل حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. موضحا: إن العقوبات البدنية مرفوضة تمامًا حتى لو أخطأ الجيزاوى، وعلى وزارة الخارجية أن تسعى فى خطوات جادة لإيقاف عقوبة الجلد، وإمكانية تعويضه بحكم حبس أو تعويض مالى. مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تتعامل وزارة الخارجية مع هذه القضية بشكل ودى عن طريق تدخل أحد الشخصيات العامة القريبة من السلطات السعودية لرفع عقوبة الجلد عن الجيزاوى، أو عن طريق تقديم مذكرة رسمية. وأكد السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الحكم على مواطن مصرى بعقوبة الجلد لن تقبلها الحكومة ولا الشعب المصرى، وعلى الجميع أن يتحرك لوقف عقوبة الجيزاوى وديًّا أو رسميًّا. وأكدت شيرين الجيزاوى، شقيقة أحمد الجيزاوى أن شقيقها برىء، وأن الحكم الصادر بحقه جائر، وأن مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية رفضتا التدخل وكأن "الجيزاوى" ليس مواطنًا مصريًّا. وأضافت شيرين: إن مساعد رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات المصرية سافرا إلى الإمارات فور إلقاء القبض على خلية إخوانية، فى حين أن هناك آلاف المصريين بالسجون السعودية ولم يسأل عنهم أحد. وأشارت شيرين إلى أن المحامى السعودى الذى يدافع عن شقيقى طلب منا 100 ألف ريال مقابل الدفاع عنه، ونحن لا نمتلك هذا المبلغ، وفى نفس الوقت رفضت السلطات السعودية مثول محامٍ مصرى للدفاع عنه، مختتمة حديثها قائلة: "حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من تخلى عن شقيقى". وفى نفس السياق أعلنت القنصلية المصرية العامة فى جدة عزمها الاستئناف ضد الحكم على الجيزاوى، وأعلن السفير عادل الألفى قنصل مصر العام بجدة أن القنصلية ستقوم باستئناف الحكم على المتهمين، معربا عن أمله فى أن يتم تخفيف هذا الحكم فى الاستئناف.