انتخابات "النواب" 2025.. "الشباب المصري" يدعو المواطنين إلى المشاركة الواسعة في جولة الإعادة    برعاية السيسي.. وزير التعليم العالي يعلن نتائج مبادرة "تحالف وتنمية" وتوقيع اتفاقيات التحالفات الفائزة    وزير الخارجية يبحث مع أمين عام الأمم المتحدة تطورات الأوضاع في فلسطين    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شابة بالنزهة    وزيرة التنمية المحلية والبيئة تعلن الإمساك بتمساح مصرف قرية الزوامل بالشرقية    مصر تتابع مع البنك الدولي إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الأجنبي المباشر    محافظ المنوفية يسلم 45 كرسي متحرك ومساعدات مالية وعينية لذوي الهمم    الهيئة الوطنية للانتخابات تجدد تحذيرها من أي خروقات خلال الانتخابات    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    القاهرة الإخبارية: الأمطار والبرد يفاقمان الأزمة الإنسانية في غزة.. وفاة طفلة وغرق آلاف الخيام    أكسيوس: ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة    ليفربول يرفض إقامة حفل وداع لمحمد صلاح ويحدد موقفه من انتقاله    منتخب مصر يخوض تدريبا صباحيا استعدادا لأمم أفريقيا    صحيفة.. 24 ساعة تحسم مستقبل صلاح مع ليفربول    ضبط شخص لنقله ناخبين لحثهم على التصويت لصالح مرشح بدائرة حوش عيسى بالبحيرة    تفاصيل السيارة المصرية الكهربائية بمعرض البحوث: سرعتها 70 كم وب200 ألف جنيه    وزارة الداخلية تحبط محاولة سيدتين توزيع أموال بمحيط لجان دير مواس    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    سقوط طفل من الطابق الخامس ببورسعيد.. وجهود طبية مكثفة لإنقاذ حياته    ضبط شخص ظهر في فيديو يحمل سلاحًا ناريًا بالغربية    أحمد مراد يعتذر: استخدمت كلمة رسول بصيغة عامة.. ولم يكن في نيتي المقارنة أو توجيه إساءة تتعلق بالمقدسات الدينية    مباحثات مصرية - يونانية لتنفيذ برامج سياحية مشتركة    الصحة: للعام الثالث على التوالي مصر تحافظ على خلوها الكامل من الحصبة والحصبة الألمانية    القوات الروسية تسيطر على بلدة بخاركيف    وزير الخارجية يؤكد الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية لغزة    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    53 مترشحًا يتنافسون على 3 مقاعد فردية فى دوائر أسوان المعاد الاقتراع بها    سعر كرتونه البيض الأبيض والأحمر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025 فى أسواق المنيا    «الصحة» تعلن نجاح مصر في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية للعام الثالث على التوالي    شوبير: الأهلي ينجز صفقة يزن النعيمات ويقترب من تجديد عقد حسين الشحات    التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية    اليوم.. الكنيسة القبطية تحتفي بيوم الصحافة والإعلام في المقر البابوي بالعباسية    الجامعة البريطانية توقع بروتوكول تعاون مع ولفرهامبتون البريطانية    الليلة.. حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    إغلاق مطار بغداد موقتًا أمام الرحلات الجوية بسبب كثافة الضباب    «أسامة ربيع»: نستهدف تحقيق طفرة في جهود توطين الصناعة البحرية    قرارات النيابة في واقعة اتهام فرد أمن بالتحرش بأطفال بمدرسة شهيرة بالتجمع    يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها    قافلة طبية لجامعة بنها بمدرسة برقطا توقع الكشف على 237 حالة    تايلاند تعلن عن أول قتلى مدنيين عقب تجدد الصراع الحدودي مع كمبوديا    إعتماد تعديل المخطط التفصيلي ل 6 مدن بمحافظتي الشرقية والقليوبية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    تقييم مرموش أمام ريال مدريد من الصحف الإنجليزية    ثلاث مباريات في افتتاح الجولة ال15 لمسابقة دوري المحترفين    بتكلفة 68 مليون جنيه، رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني    طرق الوقاية من الحوداث أثناء سقوط الأمطار    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    حالة الطقس في السعودية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبرزها دعوة المظلوم.. شيخ الأزهر: هناك دعوات مستجابة لا تغلق في وجهها أبواب السَّماء
نشر في فيتو يوم 18 - 04 - 2023

أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خالص دعواته بأن يكشف الله عن أمتنا وعن العالم كله ما نزل بساحتِه من حروب وقحط ووباء وغلاء، وأن يوفق ولاة الأمور والعلماء والحكماء إلى بر السلام والأمان، وحقن الدماء التي حرمها الله تعالى من فوق سبع سماوات، داعيا إلى حقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات، وحذر من سفكها رسولُه صلى الله عليه وسلم في قوله: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، وقولِه: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلاةُ، وأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ»، وقولِه: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِن؛ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ»، وقولِه: «إذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِما فَالقَاتِلُ والمَقْتُولُ في النَّارِ، قيل: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا القَاتِلُ، فَما بَالُ المَقْتُولِ؟ قالَ: إنَّه كانَ حَرِيصًا علَى قَتْلِ صَاحِبِهِ».

احتفالية ليلة القدر

وأكد شيخ الأزهر خلال كلمته اليوم الثلاثاء، في احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بليلة القدر، بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مما يرتبط بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ويتعلق بإشراقاتها ونفحاتها في باب العبادات - عبادة «الدعاء»، والتجاء المسلم إلى ربه، وتضرعه إليه تعالى في كل أموره وشئونه، ما كان منها معتادا ميسورا، وما كان عسيرا معقدا.

وتابع: قد يظن كثيرون أن «عبادة» الدعاء ثانوية، أو هي عبادة مأمور بها على سبيل الندب والاستحباب، وأن العبد مخير بين أدائها وتركها، وكل ذلك ظن خاطئ، مصدره الغفلة عن موارد الأمر والنهي في القرآن الكريم، والحقيقة هي: أن الدعاء عبادة مأمور بها في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم، أُمر بها النبي صلى الله عليه وسلم كما أُمر بها المؤمنون سواء بسواء، من ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾.

عبادة الدعاء

وأضاف: من ذلك أمره تعالى عباده المؤمنين بالدُّعاءِ في قولِه سُبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، وآياتٍ أُخرى كثيرةٍ تتَضمَّن أمرًا بالدُّعاءِ والتَّعَبُّدِ به، وبعضُها يُشير إلى صفة «الخشوع والضَّراعة» التي ينبغي أن يتَّصفَ بها الدَّاعي حال دُعائه، مثلَ قولِه تعالى: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾، ومعنى: «الخُفْيَة» هي ما خَفِي سِرًّا في نفس الدَّاعي، وذلك حتى لا يَتَسَرَّب إليه الرِّياء، ويُفسِد عليه عبادةً من أهمِّ العبادات، وقد أثنى اللهُ تعالى على هذه الصِّفةِ في دُعاءِ نَبيِّه زكريَّا عليه السَّلام، في قولِه سُبحانه: ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾، كما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قولِه: «خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي».

استحباب إخفاء الدعاء

وأوضح شيخ الأزهر أنَّ استحباب الخفاءِ في الذِّكْرِ وفي الدُّعاءِ لا يَعني ذمَّ الجَهْرِ بالدُّعاءِ أو النَّهيَ عنه، كيف! وكلُّ ما نُقِلَ لنا من أذْكَارِه -صلى الله عليه وسلم- وأدعيتِه كان جَهْرًا، ولو أنَّه كان سِرًّا لما نُقِلَ إلينا شيءٌ منها، والذي تُرشِدُ إليه الآية الكريمة هو: النَّهيُ عن الجَهْرِ الذي يَخرُجُ بالدُّعاء عن حَدِّ الوقارِ والخشوعِ وأدبِ المناجاةِ، والمتَّفَقُ عليه بين العلماء هو: أنَّهم لا يَعرفون خِلافًا مُعتَبرًا في أنَّ السِّرَّ في أعمالِ البِرِّ كُلِّها –من غيرِ الفرائض- أعظمُ أَجْرًا من الجَهْرِ بها؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أفْضَلَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ، إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ»، وقولِه: «صَدَقةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»، وقولِه: «الجَاهِرُ بِالقُرْآنِ، كَالجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، والمُسِرّ بِالقُرْآنِ، كَالمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ»، ودليلُ ذلك -أيضًا- حديثُ أبي موسى، الذي يقولُ فيه: «كُنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ: اِرْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ»، [أي: ارْفُقوا بأنفسِكم واخفِضُوا أصواتَكم]، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فَإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، وإنَّما تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا».
وتابع أن السُّنَّة المُطَهَّرة جاءت فأكَّدت على مركزيَّةِ «الدُّعاء» وأهميتِه القُصوى في حياةِ المسلم، وارتباطه بربِّه والتعلُّق بحَبْلِه المتين، وبَيَّنَتْ أنَّ الدعاء يَرْقَى إلى مستوى العبادةِ نفسها، وذلك في قولِه صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدُّعاءَ هوَ العِبادةُ، ثمَّ قرأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، وقوله في حديثٍ آخَر: «الدُّعاءُ مُخُّ العِبادةِ»، وتعليل ذلك -فيما يقول شُرَّاحُ الحديث– أنَّ مَنْ يَدْعو ربَّه فإنَّما يدعوه بعد أنْ ينقطعَ أَمَلُه في الخَلْقِ والمخلوقين، وهذا هو معنى الافتقارِ، وهو جَوْهَرُ العبادةِ التي لا عبادةَ فوقها، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم: «لَيسَ شَيءٌ أكرَمَ على اللهِ عزَّ وجلَّ مِنَ الدُّعاءِ»، ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «سَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ، فإنَّ اللَّهَ -تعالى!- يُحِبُّ أنْ يُسْألَ مِن فَضْلِهِ، وأَفْضَلُ العِبادةِ انتظارُ الفَرَجِ».
منزلة الدعاء
ولفت الإمام الأكبر إلى أهميةِ الدُّعاءِ ومَنْزلتِه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يُعلِّمه أصحابه كما يُعلِّمُهم السُّورة من القُرآن، فقد وردَ أنَّه كانَ يُعلِّمُهُم التَّشَهُّدَ والقنوتَ، ودعاءَ الاستخارة ودُعاءَ الجنائز، وأدعيةً أخرى لا يتَّسِعُ لها المقام، منها على سبيلِ التمثيلِ فقط، قوله: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»، ومنها دُعاؤه حين يأوي إلى مَضْجَعِه: «بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»، ومنها: «اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، وأعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بك من الجبنِ والبُخلِ، وأعوذُ بك من غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرِّجالِ»، ومنها: «اللَّهمَّ إني أعوذُ بك أن أَضِلَّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أجهلَ أو يُجهلَ عليَّ» إلى دعواتٍ أُخرى يضيقُ عنها الوقت.
وأردف شيخ الأزهر أن المدْهِش في شأنِ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يَستغرِق حياته اليوميَّة من ألفِها إلى يائِها، مهما اختلفَتْ بها الظُّروف، والأحوال والملابسات، وكأنَّه -صلواتُ الله وسلامه عليه- كان يتَّخِذُ من الدعاء وسيلةً يحتمي بها، ويُعوِّل عليها في شُئونِه كُلِّها، ويقفُ بها وُقوفًا طويلًا على بابِ اللهِ: نهاره وليله، يقظَته ومَنامه، فإنَّه كانت تنامُ عيناه، ولا ينامُ قلبه، كما أخبر عن نفسِه، وكان يُوصي أصحابَه بالارتباطِ بالله -تعالى!- والتعلُّقِ به في كلِّ أمورِهم وحاجاتِهم وأشيائِهم مهما كانت صغيرةً أو تافهةً، وكان يقولُ لهم: «لِيسأَلْ أحَدُكم ربَّه حاجتَه كلَّها، حتَّى شِسْعَ نَعْلِه إذا انقطَع».
شروط الدعاء المستجاب
وذكر شيخ الأزهر شروط العُلماء للدعاء المستجاب، وآدابه التي استَخلَصوها من سيرتِه وتوجيهاتِه صلى الله عليه وسلم في دعائه وأذكاره، مبينا أن من شروط الدَّاعي أن يكون مَطعَمُه حلالًا، ومَلْبَسُه حلالًا، وأيضًا من شروطِه: ألَّا يَتَعجَّلَ الإجابةَ؛ لحديثِ أبي هريرةَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»، وأمَّا آدابُ الدعاءِ فمنها: أن يَستَنفِدَ العبدُ -مع الدُّعاء- كلَّ الأسبابِ اللازمة لنَيْلِ المطالب وبُلوغِ الآمال، والدليلُ على ذلك أنَّ القرآنَ الذي أمَرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بالدُّعاء، وأمَرَ به المؤمنين مِن ورائِه هو القرآنُ نَفْسُه الذي أمَرَهم بأن يُعِدُّوا العُدَّةَ للأمر قَدْرَ الطَّاقة، وقَدْرَ المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.
آداب الدعاء
وأضاف شيخ الأزهر أن من آدابِ الدعاءِ أيضا أن يَتحرَّى الدَّاعي أوقاتَ الإجابةِ وأزمنتَها المباركة، ومنها: شهرُ رمضان وبخاصَّةٍ: العَشْرُ الأواخرُ مِنْهُ، وكذلك يَوْمُ عَرَفة، ويَوْمُ الجُمعة، والثَّلُثُ الأخير من الليل، وأوقاتُ السَّحَر، وكذلك من آدابِ الدُّعاء: استقبالُ القِبْلَةِ وخفضُ الصَّوت؛ لقولِه تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾، والمراد بالصلاةِ في هذه الآية: الدُّعاءُ، كما أَخْبَرتْ بذلك عائشةُ أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها، ومِن هذه الآدابِ: رفعُ اليدين؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم في حديثِ سلمانَ الفارسيِّ: «إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كريمٌ، يَستَحِي من عبدِه إذا رَفَعَ يديْهِ أن يرُدَّهُما صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ»، ومن الآداب أيضًا: أن يَستَفتِحَ الدَّاعي دُعاءَه بذِكرِ الله تعالى وبالصَّلاةِ على رسولِه صلى الله عليه وسلم، ويختمَه بما بدَأَه به.
الدعوات المستجابة
ولفت إلى أنه مِمَّا يجدُر ذِكْره في مسألة «الدُّعاء»، هو ما يُنبِّه إليه العلماء من أنَّ هناك دعوات مُستجابة لا تُغْلَق في وَجْهِها أبواب السَّماء أبدًا، في مُقدِّمتها، بل على رأسِها: دعوةُ «المظلوم» قال العلماء: وإنْ كان المظلوم فاجرًا، بل قالوا: وإن كان كافرًا، ولا عجب؛ فدعوةُ المظلوم -كما وردَ في الحديثِ الشَّريف- تُحْمَل على الغمامِ وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ، ويستقبلها المولى بقولِه: «وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكِ ولَو بعدَ حينٍ»، ومن هذه الدَّعواتِ المستجابة دعوة الوالد على وَلَدِه الذي يَعُقُّه ويُؤذيه ويَظلِمه، ثم دعوةُ الصَّائمِ حين يُفطر، ودعوةُ الإمامِ العادل، ودعاء العبدِ لأخيه بظَهْرِ الغيب، والولَدِ لوالديه، ودعاء الذين يَذْكُرون الله كثيرًا، ودعوةُ المريضِ والمُبْتَلَى وكثيرِ التعرُّف على الله في الرَّخاءِ والشِّدَّة، وحاملِ القُرآن الكريم.
واختتم الإمام الأكبر كلمته بأنَّها لَمُناسبة طَيِّبَة ومباركة، وفي خواتيم هذا الشهرِ الكريم - أنْ نَستَعِينَ بالله على أنفُسِنا، ونبدأ بالتَّخَلُّصِ من مَظالمِ العباد وحُقوقِهم وحاجاتِهم، ونُبادر بردِّها إلى أصحابها، وأنْ نعفوَ عمَّن ظلَمَنا، ونَغفِرَ لمَن أساءَ إلينا، وأن نَصِلَ أرحامَنا ونُحسِنَ إليهم، وأن نَتحمَّلَ أَذَى أُولي الأرحام وظُلْمَهم وقطيعتَهم، وأنْ نتجاوَزَ عنهم؛ احتسابًا ورغبةً فيما عند الله من ثوابٍ عظيمٍ يَدَّخِرُه لكُلِّ مَن يُسارع إلى صِلَةِ رحمِه وأقربائِه، هذه الرَّحِمُ التي أَمَرَ الله بوصلِها، ووعدَ بوصْل مَنْ وَصلَها، وتوعَّدَ بقطع مَن قطَعَها، والخيرُ كلُّ الخير فيمَن يَغلِبُ نفسه، ويكظمُ غيظه، ويخفِض جناح الذُّل، ويذهب ليمُدَّ يَدَهُ لمَن أساءَ إليه مِن أُولي الأرحام وذوي القُرْبَى.

شيخ الأزهر يقدم هدية تذكارية للرئيس السيسي في حفل ليلة القدر
شيخ الأزهر عن حقن الدماء: حرمها الله من فوق سبع سماوات
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.