* لست مع دعوة تخفيض البعثات الدبلوماسية المصرية لأنها "هتخسر البلد" * أسأنا لسيرة كل القمم السياسية في مصر من أول عمرو موسى حتى البرادعي وصباحي * زيارات مرسي الخارجية ال17 كانت غير مجدية وزيارته لإيران "سخيفة" * وزير الخارجية الجديد أطلق سراح الدبلوماسية المصرية كشف السفير الدكتور جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب عن أن محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية كان وراء إقناع نبيل فهمي بقبول منصب وزير الخارجية، واعتبر في حوار ل"فيتو" أن نبيل فهمي أطلق سراح الدبلوماسية المصرية. وأكد رفضه لدعوة تخفيض البعثات الدبلوماسية المصرية لأنها، على حد قوله، "هتخسر البلد"، كما أن إيرادات الخارجية أكبر من مصروفاتها. وقال إننا في مصر أسأنا لسيرة كل القمم السياسية التي تصلح لتولي منصب رئيس الجمهورية في مصر من أول عمرو موسى والبرادعي حتى صباحي. وإلى نص الحوار: - كيف رأيت دعوة السيسي للشعب بالنزول يوم الجمعة الماضي لتفويضه بمكافحة الإرهاب؟ على الرغم من أن السيسي لم يكن في حاجة لتفويض للقضاء على الإرهاب، إلا أنه اضطر لذلك لأن رسالته يمكن أن نعتبرها رسالة للخارج ولأن الجيش ليس من مهامه الأمن الداخلي، بالإضافة إلى أنه منذ أسابيع هناك تشكيك في حدوث انقسام داخلي في صفوف الجيش وكان لابد من نفي تلك الشائعة على الملأ حتى يعود الاستقرار مرة أخرى. - في رأيك لماذا اعتذر محمد كامل عمرو عن الاستمرار في منصب وزير الخارجية؟ كامل عمرو استقال في الأيام الأخيرة من حكم مرسي اعتراضا على قطع العلاقات مع سوريا، وفى تقديري أن محمد كامل عمرو دبلوماسي كبير وتولى السلطة في مرحلة حرجة، وهو لم يعلن عن أسباب اعتذاره لكن لدينا في مصر صفة سيئة وهي اهتمام الشعب بكاريزما الشخص وشهرته أكثر من أدائه وهو ما يؤدي للتدهور فليس كل من هو نجم ومعروف قادر على الأداء الجيد. - ما تقييمك لنبيل فهمي كوزير خارجية في الحكومة المؤقتة؟ نبيل فهمي وجه مصري جديد وهو وزير ابن وزير وسفير ابن سفير بدأ العمل السياسي بتعيينه مستشارا في التسعينات منذ تولي عمرو موسى وزارة الخارجية وكان وقتها مستشاره السياسي وكان ملف الشرق الأوسط بالكامل على مكتب نبيل فهمي وظل في المطبخ السياسي منذ عام 86 وحتى 94 وكان عنصرا مؤثرا في مفاوضاتنا مع الكوميسا ثم سافر إلى اليابان وعين بعدها بترشيح عمرو موسى في واشنطن واستمر فيها لمدة 9 سنوات تردد وقتها في قبول العديد من المناصب إلى أن قبله، وأحد أسباب قبول نبيل فهمي لهذا المنصب هو البرادعي، ويتميز نبيل فهمي بقدرته على فهم المواقف والتعبير عنها بجمل قصيرة ومفهومة وأتذكر أنه عندما كان سفيرا في واشنطن كانت هناك فترة توتر في العلاقات المصرية الأمريكية، ولكنه استطاع وقتها أن يثبت أن تلك العلاقات ليست متوترة بالقدر الذي يتسبب في مشكلات نظرا لاستقرار العلاقات العسكرية والعلاقات التجارية، وأذكر أن دكتورة منى عمر قالت إنني في عهد "أحمد أبو الغيط" وزير الخارجية الأسبق ذهبت لأفريقيا 44 مرة وفى عهد حكومة مرسي لم أسافر ولا مرة واحدة، لكن عندما جاء نبيل فهمي بدأت الحركة الدبلوماسية مرة أخرى، ويمكن أن نقول إنه في عهد نبيل فهمي "أطلق سراح الدبلوماسية المصرية" وهو أمر واضح. - البعض يطالب بتخفيض البعثات الدبلوماسية لمصر في الخارج كأحد البنود التي يمكن من خلالها ترشيد الإنفاق العام للدولة..ما رأيك؟ هذا أمر محزن تماما لأن إيرادات وزارة الخارجية من إصدار الجوازات والأوراق أكثر من مصروفاتها، والمشكلة تأتي من أن البعض بالغ في القول بأن مصر لديها تمثيل دبلوماسي كبير في كل دول العالم ووصل الأمر لدرجة ادعاء أن هذا التمثيل الدبلوماسي يفوق أمريكا، ولتأكيد تلك المعلومة قمت بعمل بحث صغير اتضح منه أن هناك 11 ألفا و800 دبلوماسي أمريكي موجودين في مصر مقابل 900 دبلوماسي مصري، فوزارة الخارجية المصرية هي الوحيدة التي بدأت تنقرض ومن أكثر المشكلات التي قلصت عدد المقبولين للعمل بالسلك الدبلوماسي هو عدم وجود المستوى المطلوب، ويمكن القول إن السفارة الأمريكية لديها دبلوماسيون أكثر من دبلوماسيي مصر في العالم كله، وأخيرا يمكن أن أقول إن دعوة تخفيض البعثات الدبلوماسية نابعة من روح وطنية ولكنها "هتخسر البلد". - البعض يطالب بعدم إقامة علاقات مع إيران حفاظا على علاقتنا بدول الخليج والبعض الآخر يطالب بعدم قطعها والإبقاء على شعرة معاوية لأن الدبلوماسية الراهنة تقتضي عدم معاداة أحد.. ما رأيك؟ لدينا سفير في إيران هو السفير خالد عمارة، ونحتفظ به هناك نظرا لوجود مصالح تجارية ولو وصل الأمر لقطع العلاقات فنحن محتفظون بما يسمى رعاية مصالح لكن هل لو أعدنا علاقتنا بإيران سيثير ذلك غضب دولة مثل الإمارات؟ هذا يمكن أن يحدث لكن دعونا نعلم من هي إيران.. إيران دولة شيعية تكرم قتلة السادات ولديها شارع أطلقت علية اسم خالد الإسلامبولي، وهو أمر يثير غضب أي مصري وطني إلى جانب موقف أحمدي نجاد الذي أثار غضب البعض وكل تلك العناصر يجب أن نقيمها قبل اتخاذ قرار قطع أو عدم قطع العلاقات، وإن كنا بالفعل محافظين على شعرة معاوية، وأنا أطالب الشعب المصري بعدم الاعتراض على أي قرار دبلوماسي، لأن القرار الذي تتخذه الدبلوماسية المصرية هي وحدها التي تعلم أبعاده ويجب احترام مبدأ توكيل السلطة للحفاظ على أمن البلاد. - هل تعتقد أن إسرائيل كانت تتمنى الإبقاء على نظام مرسي أم أنه كان يمثل خطرا على مصالحها؟ أنا أعتبر أن هذا الكلام إهانة لمصر ولأى مسئول مصري، فمن قبل قالوا إن حسني مبارك قائد سلاح الطيران الجوي رفيق لإسرائيل، فمصر منذ عصر أخناتون وحتى الآن لم يتواجد فيها من يتحالف مع أحد ضد بلده، لذلك أنا غير مقتنع ولا أؤيد هذا الكلام إلا لو شاهدت بعيني تنازلات مكتوبة وموقعة من قبل الأشخاص المتهمين بذلك، فهل يملك رئيس جمهورية أن يقدم تنازلا عن الجبهة الشمالية لسيناء أو أن يترك حلايب وشلاتين للسودان؟! - لماذا تحفظت بعض الدول على ثورة 30 يونيو واعتبرتها انقلابا؟ هذا التحفظ جاء من معسكرين الأول الولاياتالمتحدة وطبعا جاء هذا للحفاظ على مصالحها في مصر لأن أمريكا ترغب في استقرار الوضع الذي يضمن لها مرور قافلاتها، ولأن أي اضطرابات في مصر تؤثر على أمن إسرائيل والملاحة التجارية وهكذا وبالقانون الأمريكي لا يمكن أن يقضي انقلاب على الشرعية، المعسكر الآخر هو الاتحاد الأفريقي أو قرار منظمة الوحدة الأفريقية وهو بمثابة سقطة دبلوماسية وسياسية من الاتحاد الأفريقي، فكان يجب أن يتأنوا قبل اتخاذ أي قرار، وهناك من يقول إن هناك يدا عبثت داخل الأمن الأفريقي ولم تظهر الصورة واضحة، وأعتقد أن السفيرة منى عمر هناك لترى الموقف عن قرب، وتوضح الوضع وسنعود إلى سيرتنا الأولى بمجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. - ما تقييمك لقرار الرئيس المعزول بقطع العلاقات مع سوريا؟ أعتقد أنه أحد أسباب استقالة محمد كامل عمرو، وفى تقديري أنه عندما اتخذ مرسي هذا القرار كان يرغب في تحقيق شعبية وطنية على حساب مصلحة البلاد، ونحن جربنا قرار قطع العلاقات في الستينات وأعادها السادات في عهده، وكان من القرارات الصائبة. - قام مرسي ب17 زيارة خارجية خلال سنة حكمه، ما تقييمك لتلك الزيارات؟ حضرت العديد من الزيارات، ويمكن أن أقول إنها لم تكن مجدية على الإطلاق وزيارته لإيران بالتحديد كانت قرارا سخيفا جدا وهنا يأتي دور الخارجية في توضيح الصورة الدولية وهنا يسعني أن أذكر أن هناك ما يسمى بدبلوماسية المطارات ودبلوماسية الرئاسة بمعنى أن الطلب إذا وضع على قائمة الرئيس يختلف كثيرا عنه إذا تم تقديمه من خلال السفارة لأنه لما يوضع على قائمة الرئيس سيأخذ رد فعل أسرع. - هل تعتقد أن مكانة مصر تراجعت خلال حكم مرسي؟ وكيف يمكن استرجاعها؟ مكانة مصر تراجعت منذ عام 2000 بدول غرب أوربا ويمكن أن نقول إنه في عهد مبارك وفى الثلاث سنوات الأخيرة لم يزر أمريكا ولا مرة، ومرسي زار كل الدول ولم يستطع إقناع أمريكا باستقباله، وأى دولة تحتاج قيادة قوية وإدارة متمدنة، فمكانة مصر كانت في عهد مرسي وفى عهد أي رئيس موجودة ولكن الأداء كان سيئا. - من الشخص الأصلح لرئاسة مصر؟ نحن أسأنا لسيرة كل القمم السياسية في مصر ولم نترك أحدا لم نذكره بسوء من أول عمرو موسى وحتى البرادعي وصباحي والسؤال هو: لماذا لا نبحث عن الكفاءات المغمورة ولماذا لا نتنازل عن نظرية النجومية التي نتعامل بها مع المرشحين؟ الكل يرغب في رئيس نجم ومعروف، وأنا أعتقد أن هناك في كل الوزارات كفاءات رهيبة لم يسمع أحد عنها، وعلى سبيل المثال أشرف حمدي سفير مصر في بيروت، وهشام سيف الدين، وأيمن زين الدين، وفى الحياة السياسية في مصر لا يكفي أن يكون الفرد جيدا فقط لكن يجب أن يكون جيدا وأراجوزا وهذا أسوأ شيء في السياسة المصرية.