لم تكن تستهويه حياة الدبلوماسية فى شبابه، فقد عاشها برفقة والده منذ ولادته فى نيويورك عام 1951، إلى أن تحداه صديق لاجتياز اختبارات الالتحاق بالسلك الدبلوماسى، ليصبح السفير نبيل فهمى اسماً دائماً فى بورصة الترشيحات لتولى الوزارة، لكن الأقدار شاءت أن يكون وزيراً لها بعد ثورة 30 يونيو. التحق بالسلك الدبلوماسى وقت أن كان والده إسماعيل فهمى وزيراً للخارجية آنذاك، فنال تعليمه المهنى على يد كل من عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية الحالى. واجه نبيل فهمى صعوبات على المستوى الإنسانى، خاصة بعد أن تقدم والده بالاستقالة احتجاجاً على مبادرة الرئيس السادات بالذهاب إلى القدس، لتكون نقطة تحول جديدة فى حياته، وعندما أصبح عمرو موسى وزيراً للخارجية تم تعيينه مستشاراً سياسياً له لمدة سبع سنوات متصلة ومن بعدها توجه إلى العمل فى سفاراتنا بالخارج إلى أن وقع الاختيار عليه ليكون سفيراً لمصر فى واشنطن خلفاً للسفير المرحوم أحمد ماهر، وزير الخارجية الأسبق. وفى واشنطن عاش فهمى أصعب مراحل العلاقات المصرية الأمريكية والتى كشفت قدرته على التعامل وحنكته وذكائه، بدأت بحادث طائرة مصر للطيران التى كان يقودها «البطوطى» ودخلت السفارة فى معركة نفى شبهة الانتحار التى كانت تروجها أمريكا، ثم أحداث الحادى عشر من سبتمبر وموجة العداء للعرب والمسلمين وغزو العراق.. وكان دائماً نبيل فهمى دبلوماسياً له فكر ورأى وصاحب موقف. ومن هذه المواقف الزيارة الأخيرة لبوش الابن فى شرم الشيخ عندما اتصل به مستشار الأمن القومى الأمريكى يأخذ رأيه فى فقرة سيتضمنها خطاب بوش وكانت تحمل قدراً عالياً من الغطرسة الأمريكية فى حق مصر فقال له فهمى إذا كان سيقول هذه الفقرة فمن الأفضل ألا يذهب إلى مصر. تصرفه المباشر فى الكثير من الأوقات سبب له إزعاجاً مع الرئيس الأسبق مبارك، عاد إلى القاهرة فى 2009 رفض أن يستلم عمله مساعداً لوزير الخارجية لشئون الأمريكتين وحصل على إجازة استمرت حتى بلوغه سن المعاش فى يناير 2011. وخلال هذه الفترة انتقل إلى العمل الأكاديمى كعميد لكلية العلاقات الدولية فى الجامعة الأمريكية واحتفظ بلياقته الدبلوماسية كضيف تتم دعوته للعديد من المحافل الدولية ومراكز الأبحاث العالمية، وبعد ثورة يناير كان أحد أعضاء لجنة الحكماء، ثم اختاره الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، ليكون أحد المعنيين بملف تطوير الجامعة وكانت له كتابات وآراء واضحة ضد سياسات الإخوان، خاصة فى الشق الخارجى، وفى مقر سكن الأخضر الإبراهيمى لقن عصام العريان درساً فى أبعاد السياسة والأمن القومى المصرى عندما رحب العريان بقبول مصر بإيران كدولة نووية.. إلى أن قامت ثورة 30 يونيو ليصبح وزيراً للخارجية.