في كتابه "من فيض الكريم" الذي خصصه الأديب يحيى حقى لسرد جوانب كثيرة من ذكرياته، خاصة تلك الخاصة بالأعياد والمناسبات الدينية ومنها المولد النبوى وشهر رمضان بعاداته وتقاليده؛ يقول: "أحب رمضان لأنه إلى جانب فضائله فهو الذي سيتفرد بانتزاع الأسرة من التشتيت، ويلم في البيت شملها على مائدة الإفطار من الفطيم إلى الأهتم (من الطفل إلى العجوز )وهو الشهر الذي لابد أن تسال فيه ربة البيت وترى هل أكلت الشالة أم لم تأكل؟". "ذلك هو الشهر يبرز فيه شعب الكادحين يمنه ويسره وهم متجمعون حول طبق الفول المدمس والسلطة على موائد إفطار صغيرة على أرصفة المطاعم الشعبية ينتظرون المدفع ويتحفزون لإطلاقه بقطع لقمة من الرغيف وإمساكها باليد المتحفزة للوثب والانقضاض على طبق الطعام ومع ذلك إذا أكلوا فهم يأكلون بصبر وتانٍ إطالة لشكرهم الله على نعمته ولانقل لمط القليل حتى يأخذ في الوهم صورة الكثير". "أتذكر كثيرا ذلك الشعور الذي كان يغمر قلبى وأنا صبى حين تقدم علينا ليلة الرؤيا مقدم حورية من الجنة في زى عروس يوم زفافها ونعيش ساعات في مقولة (أفطورٌ غدًا أم صيام) حتى يعلن القاضى بدء الصيام من سرايا رياض باشا في شارع نور الظلام وإذا لم يكن الغد صيام نعود وقفانا يقمر عيش".