نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق لم أكن أدرك أن الإخوان المسلمين جبناء إلى هذا الحد.. ولم أكن أتوقع أن قياداتهم يصل بهم الأمر إلى التخفى خلف الأبرياء من المواطنين المضحوك عليهم والمغلوبين على أمرهم.. كانت بينى وبين قيادات الإخوان المسلمين مغامرات عدة.. كنت أحسبهم من خلالها لا يهابون أحدا ويستطيعون فعل أى شيء فى أى وقت. إلا أننى عقب تلك الأحداث المتلاحقة وموجات الخزى التى أراها تتجدد على وجوههم مع كل طلعة شمس.. منذ عزل رئيسهم من الحكم.. بدأت أتذكر أن جميع المغامرات التى قمت بها معهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما كانت مغامرات من طرف واحد.. والطرف الآخر عبارة عن ممول. ثلاثون عاما هى مدة حكم مبارك.. ثم كواليس أحداث ثورة 25 يناير وما أعقبها من فترة حكم المعزول مرسى.. وكيف أبعدنا المجلس العسكرى عن الحكم وجئنا بالاستبن ليحكم مصر عن طريق انتخابات نزيهة لا يعلم كواليسها حتى الآن سوى نحن -مجموعة درب الفشارين- ومجموعة مكتب الإرشاد بالمقطم. مغامرات عديدة تحتاج إلى مهارة وتدريب استغرقت منا أعواما طويلة.. تذكرت الآن أن دور أمثال خيرت الشاطر وبديع وغزلان والكتاتنى بما فيهم مرسى كان مجرد تمويل تلك المغامرات فقط. نعم تمويل فقط يصاحبه مجموعة من التصريحات العنترية.. وإحنا "هنعمل" وإحنا "هنسوى".. والواحد منهم يحسسك إنه عنتر زمانه بس مش فاضى.. علشان كده كانوا يستعينون بمجموعة الفشارين المعروفين بإتقانهم لأسلوب النينجا القتالى والذين ينتمى إليهم العبد لله. بالفعل هم لم يشاركوا فى تنفيذ أى مهمة من المهام التى كنا نقوم بها لأجلهم ولم يخرجوا معنا فى أى مغامرة، اللهم إلا أنهم كانوا يمولون تلك العمليات بأموالهم ثم يعطوننا مبلغا من المال نظير وقفتنا معهم. وبعد ذلك يروجون أن ميليشيات الإخوان وراء ذلك وبعدها ينفون. الآن تذكرت كلمات المرشد محمد بديع وهو يصر على ذكر عبارة "وقفتكم معنا ومساعدتنا فى كذا وكذا" عندما كان يعطينا أى مبلغ من المال. الآن فقط فهمت ما كان يريد بديع منا أن نفهمه من تلك العبارات "العايمة". هو كان يريد أن يوهمنا بأنهم يفعلون ما نفعل من مغامرات وأنهم "مدقدقين وحدقين.. آل يعنى مقطعين السمكة وديلها"، بالفعل كنا نحسبهم كذلك. ولم أفق أنا شخصيا من هذا الوهم سوى بعد عزل مرسى عندما طلبوا منى أنا وزملائى الوقوف معهم ضد السيسى وكل من عمل على عزل مرسى، إلا أننا رفضنا أن نكون طرفا فى معركة مع الجيش والشرطة وملايين من أبناء الشعب خرجت يوم 30 يونيو تطالب بإسقاط مرسى، ساعتها لم أشعر أننا خذلناهم، وكنت أظنهم قادرون على فعل ذلك وإعادة مرسى لحكم مصر خلال ساعات سواء بنا أو بدوننا لأننى ببساطة أحسبهم مغامرون أقوياء أشداء، باعتبارهم على الأقل يديرون تشكيلا عصابيا عالميا يفوق تشكيل عصابات المافيا يدعى ميليشيات الإخوان. ذهبوا وذهبنا عنهم وانتظرنا وانتظر العالم أجمع كيف سيكون رد فعل أكبر فصيل عالمى لديه أقوى ميليشيات فى العالم على عزل رئيسهم دون سابق إنذار. مر يوم واثنان ولم نسمع شيئا، فى هذا الوقت جاءتنى مكالمة هاتفية من الفريق أول عبد الفتاح السيسى يشكرنى فيها على التزام الحياد فى هذه المعركة. ساعتها قلت للسيسى: أنا وعمنا أبو طقة ومجموعة الفشارين لم ولن نتدخل "علشان خاطرك يا نجم"، لأنك طلبت منا ذلك منذ أسبوع عندما قلت لنا أنك تتوقع وقوع حدث جلل خلال أيام فى حال استمرار الغباء السياسى الذى ينتهجه مرسى مع الشعب، وبعد أن ألقيت بيان عزل مرسى عرفنا إلى ماذا كنت ترمى وماذا كنت تتوقع. بعدها جاءنا الإخوان وطلبوا منا التدخل فرفضنا كى لا نخسرك يا سيادة الفريق "دا إنت برضوا عشرة من أيام شغلنا مع بعض" والمهام التى كنا نؤديها فى الخارج من أجل مصر.. والتى كانت تحت إشرافك يا بطل المخابرات الجميل !! ساعتها قال لى السيسى: دا موقف مش هنسهولكم ومصر مش هتنسالكم الجميل ده يا عم سحلول، فكل مصر تعرف أنكم كنتم قادرين على حسم المعركة لصالح مرسى إلا أنكم فضلتم مصلحة مصر، بالإضافة إلى أن رؤساء العالم كانوا يتوقعون الكثير من ميليشيات الإخوان المزعومة، فأفاقوا على وهم لأنهم لا يعلمون أن مجموعة درب الفشارين هم من كانوا ينفذون مهام الإخوان ويخيفون الجميع. لكننى كنت أعلم طبعا أنهم جماعة هشة بدونكم يا عم سحلول، لذلك ضربت ضربتى لصالح الشعب وكنت أتوقع بنسبة 100% أنكم لن تخوضوا معركة ضد الشعب والجيش من أجل جماعة مثل الإخوان طالما أكلوا عليكم حقوقكم ساعتها، قلت له: وحتى لو لم يأكلوا علينا حقوقنا فنحن لا يمكن أن نحارب شعب مصر من أجل جماعة نحن أكثر العالمين بأصلها وفصلها ! المهم ودعنى السيسى ساعتها بعد أن قال لى: سنتركهم يطلقون تصريحاتهم الوهمية أمام الشعب، ولن يكون لنا أى رد فعل سوى حماية المواطنين، وأنا أعلم وأنت تعلم أنهم لن يفعلوا أى شيء، وساعتها سينكشف أمرهم لعامة الشعب ويفضحون أنفسهم بأنفسهم عندما يتأكد الشعب أن الجماعة كانت توهمهم بالميليشيات العسكرية وكثرة العدد والعدة. وأنا أيضا ودعته بقولى: لكن احذر المجموعات الإرهابية فى سيناء. فضحك السيسى ساعتها وقال لى: سلام يا عم أبو طقة، ثم أغلق الهاتف. إلا أننى "استغربت" من ضحكة السيسى رغم أننى أحذره من مجموعة إرهابية خطيرة، وهنا تذكرت أن هذه المجموعات سبق لها أن تلقت علقة ساخنة على يد مجموعة الفشارين منذ خمس سنوات، لولا أن الشيخ أسامة بن لادن تدخل لينهى معركتنا معهم وجعلهم يعلنون أسفهم لنا. نعم بالتأكيد السيسى كان يضحك لهذا، وكأنه يقول لى: إذا كنت أنت ومجموعة الفشارين قد هزمتوهم بأسلوب "الننجا".. فما بالك بجيش مصر. المهم مر اليوم الثالث على الإخوان وهم يلملمون شملهم فى ميدان رابعة العدوية بعد أن ذهب لهم المرشد مرتديا النقاب وبدأ يخطب فيهم، وبعد ذلك جاءت جمعة "نفير".. تلتها جمعة "زحف".. تلتها جمعة "حسم".. تلتها جمعة "كسر".. فلا رأيناهم نفروا.. ولا زحفوا.. ولا حسموا ولا حتى رأيناهم كسروا ما وصفوه بالانقلاب.. اللهم إلا تصريحات فى تصريحات واستعطاف للشعب وضحك على أناس طيبين من أبناء الشعب يصدقون كل من يتحدث بلسان الدين والتدين. هذا ما أردت أن أوضحه لكم يا أصدقائى أصدقاء درب الفشارون، كى تعلموا من هم الإخوان وما هى ميليشيات الإخوان، وتعلموا أيضا من هم فشارين مصر، وما هو موقفنا فى ثورتكم السلمية الجميلة. الإخوان سيظلون هكذا قابعين فى ميدان رابعة "يعكننون" على الشعب "ويفقعون" مرارة الشعب.. لذلك كتبت أنا مقالتى هذه كى أفضحهم وكى تعلمواا من هم الإخوان وما هى حقيقتهم، ولا يقلقكم ما يفعلون ولا تخشوا مما يضمرون، وعلى مسئوليتى: الإخوان كذبة عشناها وعاشتنا، فانسوها وتخلصوا من ذكراها!