يعد طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أحد أبرز وجوه التيار الإسلامى فى مصر، وأيضا أشهر المساجين، لارتباط اسمه مع ابن عمه عبود الزمر بعملية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات. ولد طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر عام 1959 بقرية ناهيا بمحافظة الجيزة، لأب ناصرى مولع بالقومية العربية للدرجة التى جعلته يطلق اسم "وحدة" على ابنته الكبرى تأييدا للوحدة بين مصر وسوريا، وهو الأمر الذى أثر فى نفس ولده طارق، والذى ظل على الفكر الناصرى حتى نهاية دراسته الثانوية، والتى كان يدافع خلالها عن الرئيس جمال عبد الناصر للدرجة التى جعلت أحد مدرسيه يطلق عليه "روح المرحوم"، خاصة أنه كان يرفض أداء تحية العلم إلا بالتحية القديمة "تحيا الجمهورية العربية المتحدة" رافضا التحية التى استحدثها نظام السادات، حتى أصبح فصله كله يردد ذلك مخالفا باقى المدرسة كلها، وهو ما لم يكتشفه أحد فى صخب الطابور اليومى. وتأثر طارق فى نهاية المرحلة الثانوية ببعض شباب الحركة الإسلامية فى قرية ناهيا، ثم تغير مسار حياته بالكلية عندما قاده أحد زملائه للاستماع لخطبة الجمعة لدى الشيخ إبراهيم عزت -زعيم جماعة "التبليغ والدعوة"- حينئذ انخرط فى العمل الطلابى عبر الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة. ومع صراع الإخوان والسلفيين على قيادة الجماعة الإسلامية بالجامعة أخذ الزمر يبحث هو ومجموعة من شباب قريته عن طريق بديل لطريق الإخوان، ليتعرفوا فى هذا الوقت على المهندس محمد عبد السلام، أبرز قادة تنظيم الجهاد، الذى لعب - بعد ذلك بسنتين- الدور الأبرز فى اغتيال السادات، فقد انضموا جميعا لتنظيم الجهاد. وبمرور الوقت أصبح طارق أحد أبرز قيادات التنظيم، حتى أنه قدم ابن عمه وزوج أخته عبود إلى عبد السلام لينضم إلى التنظيم ويشتركان معا فى العديد من العمليات بعد ذلك. وشارك طارق الزمر فى اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات فى 6 أكتوبر 1981 خلال العرض العسكرى الشهير، ليحاكم ويقضى ما يقرب من 29 عاما من عمره خلف القضبان، وعلى الرغم من طول مدة السجن إلا أن الزمر لا يزال متمسكا بعدم الندم على قتل السادات الذى اعتبره قتل نفسه بعد أن أغلق المناقشة مع تنظيم الجهاد. وفى هذا الشأن، أثار حضور طارق الزمر لذكرى احتفالات نصر أكتوبر عام 2012 العديد من الانتقادات، فقد حضر الاحتفال رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى وعدد من المتهمين بقتل الرئيس السادات قائد الحرب، فى حين تغيب عنه عدد من قيادات الجيش والمقاتلين الذين كان لهم الفضل فى تحقيق الانتصار! وأبدى طارق الزمر دفاعا قويا عن مرسى أثناء فترة حكمه، إلا أنه اكتفى بالصمت بعد عزله، ليخرج على المصريين بتغريدة هادئة كتب فيها: "لا يوجد شعب كريم فى الدنيا يرضى أن تغير إرادته بهذه الصورة، ولا توجد أمة لها كرامة تفرط فى حقها فى اختيار حكامها بسهولة، ولا تسلم قيادك لأحد، وأعلم أنك صاحب الحق الوحيد فى التغيير، وليس هناك أوصياء على إرادتك".