بعد نجاح ثورة 30 يونيو التى أبهرت العالم، وتمكنت من إسقاط حكم جماعة الإخوان وكتبت النهاية المأساوية للجماعة التى عاشت تبنى نفسها وتحلم بكرسى السلطة على مدى 80 عاما، كان لأهالى محافظة الدقهلية الفضل الكبير فى الحشد والخروج لإسقاط محمد مرسى، ورغم أن المحافظة كانت أرضا خصبة لخروج تنظيمات جهادية فى وقت سابق قبل وصول الإخوان للحكم كانت تساهم فى التفجيرات وأعمال إرهابية وعنف، إلا أن نشاط تلك الخلايا شهد ركودا فى فترة حكم مرسى، ولكن بعد عزله قامت تلك الخلايا مرة أخرى بالتجمع والتفكير فى الأعمال الإرهابية وإثارة البلبلة والفوضى انتقاما من ثورة 30 يونيو ومن أهالى الدقهلية الذين أسقطوا مرسى. تجمعت الخلايا الإرهابية مرة أخرى لتحاول إعادة حساباتها وتنظيم كانت نفسها من جديد، والعمل على الظهور ككيانات جديدة داخل الدولة، ساعدهم فى ذلك حملات الإفراج التى قام بها الرئيس المعزول، عن الكيانات السلفية التى تحاول الانتشار مرة أخرى، لنكون أمام مخطط عنف وتفجيرات جديد، ولكن خطتهم معتمدة على استقطاب أشخاص جدد مؤهلين للاندماج داخل الجماعات وكوجوه جديدة لا يعرفها أحد مع تغيير أسماء الجماعات، ففى الدقهلية ظهر تنظيم الجهاد السلفى من قرية الخيرية التابعة لمركز المنصورة وتنظيم خلية الزيتون من قرية تلبانة التابعة لمركز المنصورة، وأوقفوا أنشطتهم فى فترة حكم مرسى بعدما أخلى سبيلهم فى فترة حكمه. وتعتمد تلك الكيانات على الأكاديمية السلفية لاستقطاب أشخاص جدد ونشر الفكر السلفى عن طريق دورات تدريبية مجانية لطلاب الجامعات تكون مدة الدورة شهر ونصف، وبعد إجراء بحث عن الطالب يحصل على استمارة للتسجيل فى الأكاديمية واستمارة للتعارف وبعد أن يقوم بتدوينها وتسليمها لإدارة مسجد عباد الرحمن يكون من المسجلين فى الدورة الأولى للأكاديمية السلفية بالمنصورة ويحاضر فى الأكاديمية أشهر الشيوخ السلفيين الأكاديميين على رأسهم أحمد جلال وأبو إسلام الأزهرى. ومن خلال تلك الأكاديمية تنشط الخلايا الإرهابية، وتكرر تفجيراتها وتستهدف أماكن حيوية وحساسة بالدقهلية كالمولات الكبيرة وشركات رجال الأعمال والمناطق الصناعية، وستخرج من إطار المحافظة إلى المحافظات الأخرى متخذة من مساجد القرى التى يعيشون فيها ستارا لتخزين الأسلحة والاجتماعات السرية كما كانوا يفعلون فى السابق. ومن المتوقع مشاركة الدكتور حازم شومان، والشيخ على قاسم كبار السلفية بالدقهلية فى المساعدة لوضع الخطط واستقطاب طلاب الجامعة لأنها أكبر أماكن تجمعات لنشر وتكوين جماعاتهم الإرهابية. فيما ستعتمد تلك الجماعات والكيانات على استغلال الفقر والجهل للمواطنين من أجل استقطابهم وتنفيذ مخططاتهم وتظهر أكبر المناطق المعرضة لتكوين الجماعات الإرهابية كالمنزلة والمطرية وبرمبال والرياض وقرى المنصورة وديمشلت بمركز دكرنس ومثلث الجناين بميت أبو خالد الذى يجمع 3 محافظات القليوبيةوالدقهلية والشرقية، نظرا لاحتوائهم على أكبر نسبة من السلاح وتهريبه، وعدم قدرة الأمن على السيطرة على تلك المناطق لبعدها الجغرافى وإطلالها على أماكن تهريب الأسلحة خاصة بالمنزلة والمطرية، ووجود نسبة كبيرة من السلفيين والمغيبين عن الواقع مما يجعلهم تربة خصبة للاستقطاب المتطرف، فيما سيتخذون من بحيرة المنزلة طريقا لهم فى تهريب وتخزين الأسلحة والهروب بعد تنفيذ المخططات الإجرامية. وبالفعل قامت الجماعات المتطرفة باستخدام شباب من منية النصر وديمشلت والمطرية والمنزلة فى وقائع الاشتباكات التى حدثت من جماعة الإخوان والأحداث العنيفة، وتوجه عدد منهم إلى سيناء للمشاركة فى الأعمال الإرهابية، لذلك من المتوقع أن يكون لهم فرصة أكبر بعد هدوء الأحداث، خاصة فى تفجيرات الكنائس، كما وصلت تهديدات بالانتقام من الأقباط والشرطة بسبب 30 يونيو. وتسبب خوف أهالى محافظة الدقهلية من انتشار الأعمال الإرهابية والجماعات المتطرفة فى مناشدتهم لعودة جهاز أمن الدولة مرة أخرى ليكون على دراية بتلك الكيانات وإلقاء القبض عليها قبل أى أعمال متطرفة، لأنه الكيان الوحيد الذى سيعيد إليهم أمنهم من جديد، خوفا من انتقام المتطرفين منهم لمساعدتهم فى نجاح الثورة وإقصائهم من الحكم.