أثار إعلان الجنرال «جيمس آموس» قائد سلاح البحرية الأمريكى، عن تحرك سفينتين حربيتين أمريكيتين للرسو بالقرب من الحدود الساحلية المصرية، فرح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين فى رابعة العدوية، وأثارت إذاعة هذا النبأ بمنصة الاعتصام غضب القوى السياسية داخل مصر، فقد اعتبروا أن إرسال السفينتين يعد محاولة أمريكية لتهديد الجيش المصرى والمصريين واستعراض العضلات الأمريكية. ورغم نفي مسؤلين أن أمريكيين تحريك أى قطع بحرية باتجاه سواحل مصر يبقى السؤال الهام لماذا يهلل الاخوان لمجرد اعلان هذا النبأ؟ اللواء الدكتور ثروت جودة -الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة- يرى أن إرسال السفن الأمريكية لأى منطقة تشهد توترا، خصوصا للدول الرئيسية فى منطقة الشرق الأوسط، هو أمر طبيعى للحفاظ على مصالحها، ومصر أهم قوة فى منطقة الشرق الأوسط نظرا لسيطرتها على العديد من وسائل المواصلات الجوية والبرية والبحرية، وبالتالى التحرك الأمريكى يأتى فى هذا الإطار، بعد ورود معلومات استخباراتية أمريكية عن تهديدات لمنشآت الممر الملاحى لقناة السويس، وهى بوغاز السويس وبوغاز بورسعيد ومبنى الإرشاد التابع لقناة السويس. ويضيف اللواء جودة: لا يوجد قلق على الممر الملاحى فى شرق وغرب القناة، فالقوات المسلحة المصرية جعلت حرمة للغرب ب100 متر وحرمة من الشرق بنحو نصف كيلومتر كحد أدنى، مشيرا إلى أن هذه التهديدات لا تمثل تهديد نصف بالمائة لمصر، نظرا لثقل وقوة عناصر التأمين من القوات المسلحة والشرطة، ولوجود كم كبير من المعلومات يتم تأكيدها من جهات أمنية مختلفة يتم التعامل معها من قبل أجهزة معنية بعيدة عن أعين الشعب. وتابع اللواء ثروت أن فرح معتصمى جماعة الإخوان فى رابعة العدوية عقب إذاعة منصتهم خبر قدوم سفينتين أمريكيتين حربيتين ترسوان بالقرب من الحدود المصرية يؤكد أنهم لا يفهمون فى السياسة، ولا يعلمون كيف يتم اتخاذ القرار على المستوى الدولى، ولا يعلمون أبجديات السياسة الدولية ولا يعرفون أن هناك عِلْما اسمه عِلْم الاستراتيجية لأن رسو سفن بالقرب من سواحل الحدود المصرية إجراء عادى جدا، لأن بمصر نقاط مواصلات مهمة بالبحر، وهذه القوات لتأمين تلك النقاط فى حالة ما إذا تعرضت لتهديد يضر بسلامتها. ويضيف اللواء محمد رشاد -الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة- أن تواجد القوات الأمريكية بالقرب من الشواطئ المصرية أمر طبيعى، مؤكدا أن هناك اتفاقا بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولى مع اللوبى الصهيونى، مضمونه أن تدعم الولاياتالمتحدة جماعة الإخوان مقابل أن تقوم الجماعة بضمان سلامة أمن واستقرار إسرائيل والعمل على حل المشكلة الفلسطينية، وفقا لما ترتضيه الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ولكن نجاح ثورة 30 يونيو أدى لفشل هذا الاتفاق بعد عزل مرسى، فبدا الإخوان فى الاستنجاد باللوبى الصهيونى الذى مارس ضغوطا كبيرة على وسائل الإعلام الأوربية والإدارة الأمريكية لمناصرة الرئيس المعزول وإجبار القوات المسلحة على الانسحاب من المشهد السياسى الذى أقحمت فيه رغما عنها لمساندتها للشعب فى ثورته، طمعا فى عودة المعزول، وهذا من رابع المستحيلات. رشاد موضحا: لأن هناك إرادة شعبية لعزل مرسى، وأن هتافات الإخوان عقب إذاعة نبأ قدوم السفينتين الأمريكيتين بالقرب من الشواطئ المصرية يدل عن عدم وعيهم، لأنهم اعتقدوا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكسر إرادة الشعب وتعيد الرئيس المعزول، ولكن ذلك غير وارد، وغير وارد أيضا أن تتورط أمريكا فى أى أعمال حرب ضد أى دولة من دول منطقة الشرق الأوسط، لكن تواجدها فى المياه الدولية فقط لتأمين وسائل المواصلات التى تمر منها ناقلات مختلفة، لأنه ربما تكون وردت إليهم تقارير أمنية حول استهداف تلك المواصلات لأعمال تخريب. ويرى اللواء أركان حرب محيى نوح -المدير الأسبق لفرع المنظمات الدولية لإدارة المخابرات والاستطلاع- أن دلالة تحرك السفينتين الأمريكيتين الحربيتين إلى الشواطئ المصرية مجرد استعراض عضلات للولايات المتحدةالأمريكية، بالإعلان المسبق عن تحركها، لافتا إلى أن الهدف من تواجدهما بالقرب من الشواطئ المصرية لضمان سلامة استقرار وأمن إسرائيل، خشية تدهور الأوضاع فى سيناء، خاصة بعد تكرر أحداث التفجيرات التى يقوم بها جهاديون ينتمون لتنظيم القاعدة ضد ضباط جيش وشرطة ومواقع شرطية فى الفترة التى أعقبت عزل مرسى. ويضيف نوح: وهذا أمر طبيعى، وكان متوقعا منذ أن رفض المعزول قيام القوات المسلحة بتطهير سيناء من الإرهابيين وفضل تدخل زعيمهم الشيخ محمد الظواهرى فى حوار مع هؤلاء المتطرفين، فأى حوار هذا الذى يكون مع إرهابى؟ لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية ما زالت حتى الآن ترى أن ثورة 30 يونيو مجرد «انقلاب عسكرى»، حتى وإن لم يصرحوا بذلك شفاهة بشكل رسمى. لافتا إلى أن تحركات السفيرة الأمريكية «آن باترسون» -التى يدعمها أوباما- هى تحركات غير مطمئنة، وكان آخرها مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر بإطلاق سراح الرئيس المعزول، وهذه التحركات تهدف فى الأصل للحفاظ على مستقبل أوباما الذى بات على حافة الهاوية، بعد أن تعرض للتحقيقات من قبل الكونجرس الأمريكى، وهذا ما كشفت عنه وسائل الإعلام الغربية، إذ تردد مؤخرا أن أوباما أعطى ثمانية مليارات دولار للنظام الفاشى المعزول مقابل أن يحصل على جزء من مساحة سيناء ليتم ضمها إلى فلسطين، كما أن العلاقات المصرية الأمريكية تأثرت كثيرا وشهدت توترا فى الفترة التى أعقبت عزل مرسى، نتيجة رفض القوات المسلحة التدخلات الأمريكية فى الشأن المصرى، ولأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى -وزير الدفاع- يرفض الاستماع أو الرضوخ لأى ضغوط أمريكية. ويؤكد عاطف المغاورى -القيادى فى جبهة الإنقاذ، نائب رئيس حزب التجمع- أن وجود سفينتين حربيتين على الشواطئ الدولية بالقرب من الحدود الساحلية لمصر لا قيمة له، فى ظل احتشاد الشعب المصرى على قلب رجل واحد، وأى تلويح بتهديدات أمريكية سيرده الشعب المصرى، مؤكدا أن مصر دائما صامدة على مر العصور بجيشها وشعبها، مشيرا إلى أن فرح الإخوان بقدوم هاتين السفينتين يكشف عن حجم المؤامرة التى يلعب فيها الإخوان الدور الرئيسى بأن يستدعون الصهيونية الأمريكية، ويستعدون الأمريكان على مصر، وهذا يدل على عدم وطنيتهم، وهذا التصرف «الإخوانى» يكشف أنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، وفرحتهم تدل على عدم ولائهم للوطن، وهذا أمر ليس بغريب على جماعة وجهت وثائق وخطابات للسفارات الأجنبية تؤكد تآمرهم على مصر وشعبها، وتصريحات قادة الإخوان بأن عمليات سيناء الإرهابية لن تتوقف إلا بعودة مرسى، فهذا يدل على أنهم فاعلون أصليون فى هذه الأعمال التى يجرمها القانون، وينبذها الشعب المصرى، ومن يتآمر على هذا الوطن لا يستحق شرف الانتماء له.