قالت صحيفة واشنطن بوست الامركية ان مصر انزلقت الى مزيد من الصراع الأهلي يوم الجمعة مع اندلاع اعمال العنف التى واكبت مظاهرات جماعة الاخوان المناهضة للحكومة ، وحدوث مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين والمدنيين المسلحين ، ولفتت الصحيفة الى ان المتظاهرين المدنيين كانوا يحملون مسدسات ومناجل ، وتصاعدت السنة النيران و الدخان في السماء لتتوافق مع ما وصفته جماعة الاخوان المسلمين بانه يوم الغضب ، وكان يوم الجمعة يحمل لمحة مخيفة لما يمكن أن يحمله المستقبل لهذا البلد المستقطب بعمق. واضافت الصحيفة ان إطلاق النيران الكثيف في القاهرة والمحافظات ، وبقاء أنصار الإخوان فى الشوارع بعد ساعات الطوارئ يعد تحدياً لفرض حالة الطوارئ ، لافتة الى ان عدم وجود دعوات لضبط النفس أو الهدوء من أي من أطراف النزاع سواء جماعة الإخوان اوالحكومة ، انما يشير الى ان الاوضاع تسير الى معركة طويلة ، مما يزيد المخاوف حول استمرار دوامة من الفوضى خاصة مع عدم وجود اى اشارة لتقديم الاطراف المتصارعة لللتنازلات. ولفتت الصحيفة الى عودة اللجان الشعبية ، والى بيان الحكومة بأنها ستواصل مواجهتها للاخوان ، بقولها ان «القوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقف يدا واحدة، في مواجهة المؤامرة الإرهابية الوحشية من قبل جماعة الإخوان في مصر. ، كما لفتت الصحيفة الى ان اوباما اطلع على الاوضاع فى مصر اثناء ركوبه الدراجة مع عائلته في مارثا فينيارد، حيث يقضي عطلته، حيث اطلعه مستشار الأمن القومي على الاوضاع ، وان اوباما قرر إلغاء المناورات العسكرية المشتركة مع مصر المقرر إجراؤها في الشهر المقبل، لكنه ترك 1.3 مليار دولار من المساعدات السنوية لمصر دون ان يمسها. وتحت عنوان العلاقات مع الجيش تقيد امريكا ، قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الدول الحليفة مع أمريكا طلبت منها الانتظار اسبوعا حتى تسمح للطائرات الامريكية بالمرور عبر اجوائها لمحاربة الارهاب فى الشرق الاوسط وافغانستان ، الا ان نظام مبارك قدم موافقة سريعة للطائرات الامريكية الحربية لعبور اجواء مصر لشن حرب على الارهاب فى الشرق الاوسط وجنوب غرب اسيا وفى القرن الافريقى ، كما سمح للسفن الحربية الأمريكية أيضا بعبور قناة السويس في أوقات الأزمات ، وبدون التعاون المصرى لبقيت ناقلات النفط الامريكية مكدسة عدة أيام قبل ان تصل امداداتها الى البعثات العسكرية ، واوضحت الصحيفة ان تلك العلاقات والفوائد التى تعود على امريكا من مصر ، هى التى تقيد الخطوات الامريكية المضادة لمصر ، فمصر تعد ضامناً لتحقيق مصالح الأمن القومي في جميع أنحاء المنطقة ، لافتة الى ان مناورات النجم الساطع، أكبر وأكثر علامة واضحة على التعاون بين القوات المسلحة للبلدين ، ولكن نظرا لتصاعد العنف في مصر جاء قرار اوباما بالغائها ، لانه من المستحيل ضمان سلامة الآلاف من القوات الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن الجنرال جيمس ماتيس الرئيس السابق للقيادة المركزية للجيش الامريكى قوله أن امريكا فى حاجة الى مصر بسبب قناة السويس، ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وايضا بحاجة اليها لمواصلة الحرب ضد المتطرفين العنيفين الذين يمثلون الآن اكبر تهديد للتحول الديمقراطى فى مصر. وانتهت الصحيفة فى تقريرها المطول الى ان «كلا الجانبين مصر وامريكا لديهما مصلحة قوية في الحفاظ على العلاقات ، وسوف يعملان على تحقيق هذا الهدف. وفى السياق المصرى قالت صحيفة الجارديان البريطانية المعروفة بمواقفها المعادية للشعب المصرى مؤخرا ان نجاح الحكومة بتفكيك الجماعة والقضاء على قوتها السياسية تكون بذلك قد حققت ما لم يكن يطمح إليه الديكتاتور السابق محمد حسنى مبارك ، وحذرت الصحيفة فى نفس الوقت من أن هذه المحاولات لتفكيك الجماعة قد تؤدى إلى تمزيق البلاد خاصة فى ظل أعداد الإخوان التى خرجت ، لكن الصحيفة اعترفت ايضا بأن عملية قمع الإخوان كانت تحظى بدعم قطاعات هائلة من الشعب وهو ما اتضح فى التصدى للمسيرات الإخوانية ووضع حواجز امامها لمنعها من التقدم .