صفحة لاذعة جدا بطعم الحياة التى يحياها حرافيش وفقراء هذا الوطن, ..من خلالها نستقبل رسائل المهمشين كى نعرضها على ولاة الأمر.. كنت قد قررت أن أوقف استقبال رسائل الحرافيش.. وأن أكف عن الكتابة في هذا الباب المرهق.. فالغوص في شئون الفقراء يحتاج لياقة وتدريبا.. وفى أحيان كثيرة يحتاج إلى إقدام وقوة تحمل..لأنه ببساطة يدخلك في مواجهة مع أولى الأمر القائمين على إدارة شئون البلاد.. ولما كانت رسائل أصدقائى الحرافيش التي كنت أعرضها في هذه المساحة على مدى ثلاثين أسبوعا سببا قويا في يقظة الحرافيش ودخولهم معترك السياسة والمشاركة بفاعلية في ثورة 30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس مرسي.. وخروجهم في جميع ميادين مصر وإجبار القوات المسلحة على تلبية مطالبهم والوقوف معهم ضد حكم الإخوان الذي أهملهم تماما.. كان لابد لي من الحصول على فترة هدنة لالتقاط الأنفاس أو استبدال هذا الباب بباب آخر يتفق مع هذه المرحلة الجديدة من إعادة بناء مصر.. إلا أننى فوجئت هذا الأسبوع بكم كبير من الرسائل يكتظ بها الإيميل الخاص بالموقع الساخر.. الأمر الذي جعلنى أقف عنده وأفكر من جديد في الاستمرار.. فكثير من أصحاب الرسائل كانوا يشعرون بما كنت أنوى فأرسلوا يحثوننى على الاستمرار في نشر رسائلهم.. باعتبار أن أحدا حتى الآن لم يحل مشاكلهم التي تم نشرها في عهد الرئيس المعزول ونظامه الإخوانى.. وتلبية لمطالب أصدقائى حرافيش هذا الوطن قررت ألا أتوقف وأن أخوض معهم معركة جديدة ضد هذا النظام الجديد حتى تتحقق أحلامهم التي طالبوا بها خلال ثورة 25 يناير.. ثم أثناء حكم مرسي.. ثم خرجوا من أجلها بالملايين في ثورة 30 يونيو.. الرسائل كثيرة.. قرأت معظمها.. إلا أننى توقفت عند تلك الرسالة التي قررت أن تكون هي صاحبة الحظ في أن أنشرها لكم في السطور القادمة.. دون حذف أو إضافة.. وقد جاءت كما يلى: عزيزى الحرفوش الكبير: أعرف مدى معاناتك معنا على مدى الشهور الماضية.. لكن ما أعلمه عنك أنك من بنى جلدتنا.. خرجت من طين هذه الأرض الطيبة.. حرفوش مثلنا.. دهستك المعاناة التي مر بها هذا الوطن.. إنك حرفوش بدرجة كبير.. تحمل همومنا فتنقلها كما هي دون تزييف أو حتى تجميل في تلك المساحة التي خصصتها لنا جريدتكم الموقرة «فيتو» في أعدادها الأسبوعية.. وأعلم كما يعلم جميع الحرافيش بكم المعاناة التي تلقاها أنت والقائمون على جريدتكم عقب نشر كل رسالة من رسائلنا اللاذعة.. نعم لاذعة بطعم حياتنا اليومية.. لكننا أصبحنا نحبها..لأننا ببساطة نجد فيها أنفسنا.. فكل رسالة تقوم بنشرها هي مكتوبة بقلم أحدنا.. ولا تنسى أن هذه الرسائل كان لها دور كبير في توحيد كلمتنا.. وإلا لماذا هذه المرة بالذات امتلأت بنا الميادين على بكرة أبيها على مستوى محافظات مصر.. وأعلم كما نمى لعلمى وعلم الكثيرين من الحرافيش أنك كنت تنوى وقف نشر رسائلنا عقب ثورة 30 يونيو ورحيل نظام الإخوان.. وكأنك تقر بأن مهمتك ومهمة رسائلنا قد انتهت بانتهاء حكم محمد مرسي.. اسمح لى أن أقول لك إن هذه نظرة قاصرة ياسيدى الحرفوش الكبير.. اللهم.. إنك قد مللت منا.. وأنا لا أظن ذلك لأننا أحببناك ونظنك تحبنا.. مهمتك ياسيدى لم تنته بعد.. فنحن مازلنا نعانى الأمرين في جميع مناحى الحياة.. مهمتك ياسيدى لم تنته.. لأننا ببساطة مازلنا قلقين على مستقبلنا في هذا البلد.. مهمتك لم تنته.. لأننا سنظل في حاجة لتلك المساحة التي نخاطب من خلالها المسئولين الجدد الذي مر على توليهم أمورنا نحو الشهر دون أن يلوح أحدهم بهمومنا.. هم فقط يتحدثون عن الدستور.. بعضهم يريد صياغة جديدة وبعضهم يريد فقط تعديل بعض المواد.. هم فقط يتحدثون عن الحكومة الجديدة وممن تشكلت ولماذا تم اختيار هذا دون ذاك.. هم فقط يتحدثون عن أموال قطر التي لايريدونها وأموال الإمارات التي ينتظرونها.. هم فقط يتحدثون في السياسات ولم ينطق أحد منهم بهمومنا حتى الآن.. يبدو ياسيدى أن شعار «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» قد أصبح مملا للكثيرين.. حتى الإعلام الذي كان يلوك هذا الشعار في كل برامجه مع كل طلعة نهار أصبح الآن يتغنى بمصالحة الشرطة مع الشعب..والجيش مع الأزهر.. والكنيسة مع الجامع.. وكأن الثورة قامت وخرج ملايين الحرافيش للميادين كى تتصالح الشرطة مع الشعب.. أراك تضحك ياعزيزى.. فأنا مثلك يضحكنى هذا الأمر كلما لاح بخاطرى.. الساسة ياسيدى لم يطيقوا الإخوان المسلمين ولاديمقراطية الصناديق التي أتت بالإسلاميين.. ونحن تكاتفنا معهم في ذلك لأننا صدقناهم وصدقنا إعلامهم.. فثرنا معهم ولهم.. وغباء الإخوان ساعد على ذلك وكان كفيلا بأن نصدق أي شيء ضدهم..لأنهم ببساطة لم يفعلو لنا أي شيء مما كانوا يعدوننا به.. لكن هل معنى هذا أننا سوف ننتظر كثيرا حتى ينظر لنا حكامنا الجدد.. لا أظن ياسيدى.. فدعنى أستغل منبرنا هذا وأوجه ندائى إلى السيد المستشار رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور.. سيدى الرئيس: اعلم انك إذا كنت مؤقتا حتى تتم صياغة دستور وتتم انتخابات رئاسية وغير ذلك من الشئون السياسية فأنت لست مؤقتا في إدارة شئون فقراء هذا الوطن وحرافيشه الذين ليس لديهم من الرفاهية ما يجعلهم ينتظرون كل ذلك حتى يستطيعوا الحياة.. فكفاهم انتظارا منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، لأن فترة مرسي الرئاسية أيضا كانت ضمن فترات الانتظار.. وأقول للبرادعى: ها أنت على رأس السلطة.. يامن تحدثت كثيرا باسمنا فأرنا ماذا أنت فاعل بنا حتى نعيش.. وأقول للببلاوى يا رئيس الحكومة الثورية «حكومة التصحيح المؤقتة» ماذا ستفعل لنا حتى نحيا في وطننا كآدميين؟ وإليكم جميعا يامن توليتم شئوننا الآن.. أقول لكم في رسالتى هذه: كفاكم سياسة.. فنحن فقراء هذا الوطن نريد أن نعيش !