لم يكن غريبا على جماعة مثل الإخوان المسلمين يجرى التمكين في دمها، أن تسعى خلال فترة حكمها التي لم تزد عن العام، إلى أخونة كافة قطاعات الدولة، ومنها القطاع الدعوى المتمثل في وزارة الأوقاف، فأغلب قياداته ينتمون للجماعة، وفى مقدمتهم القيادى الإخوانى الدكتور جمال عبد الستار - وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة - الذي أنشأ نقابة للدعاة، تضم كافة الأئمة المنتمين للجماعة، واختار اثنين من الدعاة لمساعدته في أعمال النقابة، هما الشيخان محمد عوف، وعبد العزيز رجب، وكان ذلك بهدف دعم وتأييد قرارات وسياسات الرئيس المعزول محمد مرسي، الأمر الذي تسبب في موجة من الانتقادات في الأوساط الدعوية، بل ومنحتهم الوزارة مقرا بوسط العاصمة مجانا، لعقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم. الشيخ محمود الأبيدى - المتحدث الرسمى لحركة أئمة بلا قيود - شدد على أن الأئمة والخطباء المنتمين لجماعة الإخوان، لهم كل الحقوق وعليهم نفس الواجبات لأنهم أبناء وزارة الأوقاف، ولا يجب ملاحقتهم أو تؤخذ ضدهم أي قرارات من شأنها إقصاؤهم والتنكيل بهم، لكن عليهم في الوقت ذاته الالتزام بتعليمات الوزارة، وتجنب الحديث في السياسة على المنابر، أو التحريض ضد الجيش. وأكد أنه سيدافع عن حقوقهم، حتى وإن كان بعضهم تسبب في خسائر للدعاة بشكل أو بآخر، مستبعدا أن يكون لهم تأثير قوي في إقناع المواطنين بأن الجماعة ما زالت قادرة على حكم مصر. وعن أعضاء ما يعرف بالنقابة المهنية للدعاة والأئمة، أشار الشيخ الأبيدى إلى أنهم استهلكوا أوقاتهم في مشروع وهمى، كان الهدف منه جذب الأئمة للانتماء للجماعة، واعتقدوا أنه سيكون حقيقة رغم تحذير الكثير من الدعاة لهم بعدم قانونية ما يزعمون أنها نقابة. "تعلموا الدرس جيدا، ولابد أن يستعيد الدعاة لم الشمل وقوتهم ويحددوا الأولويات لكى يكون لنا كيان خاص يتحدث باسمنا ويدافع عن حقوقنا، فقد كنا نأمل أن يكون لنا نقابة على الأقل في ظل النظام السابق والمشروع الإسلامى وهو مالم يتحقق".. هذا ما أكد عليه الشيخ الأبيدى، رافضا إسناد مهمة الدعوة لأعضاء الإخوان المسلمين. المتحدث الرسمى لحركة أئمة بلا قيود اعتبر إقدام أي خطيب مسجد على الإشادة بفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي دربا من الخيال، لأن المصلين سيرفضون وستحدث حالة من الانقسام العميق في المسجد. غير أن الشيخ محمد البسطويسى - نقيب الدعاة، ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة - يرى أن زمن أئمة الإخوان ولى إلى غير رجعة، وأن المواطنين، صاروا يكرهون نظاما همش كل الحياة، ولم ير سوى جماعته وعشيرته، مشيرا إلى أن مساندة بعض الأئمة للرئيس السابق محمد مرسي جاءت من منطلق اقتناعهم بأن سياساته إيجابية، ولهم مطلق الحرية في آرائهم ومعتقداتهم. البسطويسى استدرك أن الخلاف يكمن في أن بعض هؤلاء الأئمة الذين يصعدون المنابر ويهاجمون معارضي الرئيس في مشهد يربك الوسط الدعوى الأزهرى، مطالبا بضرورة إبعاد الأئمة المنتمين لجماعة الإخوان من المناصب القيادية بالأوقاف.