صار الصراع في وزارة الأوقاف عقب سقوط نظام الرئيس مرسي بين فريقين أساسيين؛ النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، وما يعرف بالنقابة المهنية، التي تتشكل من أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، يحرص كل منهما إلى كسب تأييد أئمة الوزارة في صفه. النقابة المستقلة تمارس عملها منذ ما يزيد عن أربع سنوات، تدافع خلالها عن حقوق الدعاة والأئمة، سواء المادية أو الصحية، ويترأسها الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاة، وتشتهر بمهاجمتها الشديدة لسياسات الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، وتوجهات جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبرها جماعة غير وطنية لا تدرك المفاهيم الصحيحة للأمن القومى. وطالما طالبت النقابة المستقلة للدعاة والأئمة والتي تضم نحو أكثر من عشرة آلاف إمام وخطيب بالأوقاف، بفصل السياسة عن الدعوة، لما يسببه الخلط بين الاثنين في ضياع الدعوة، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على وسطية الدعوة من ألاعيب السياسة. فيما تنتقد النقابة المعروفة بالمهنية، نظيرتها المستقلة، وتصنفها من "فلول نظام مبارك "، ودائما ما تشن هجوما على الدعاة الذين يهاجمون سياسات الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، عبر الدكتور جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف، المنسق العام للنقابة، وعضويها الشيخين محمد عوف وعبد العزيز رجب، المنتميين لجماعة الإخوان المسلمين. ومؤخرا ظهرت قوى دعوية أخرى، تمثلت في حركة أئمة بلا قيود، والتي وجدت صدى واسعا لدى الوزارة، عقب مؤتمرها الشهير الذي عقد بنقابة الصحفيين، حيث أكدت أنها ليست محسوبة على أحد من الأطراف الدعوية أو السياسية، وفى أول مظاهرة لها اجتمع بها الدكتور عفيفى داخل مقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ودرس مطالبها التي تمثلت في تحسين الأوضاع المالية والصحية للدعاة والأئمة، فضلا عن زيادة البدلات، وبالفعل استجاب الوزير لعدد كبير من هذه المطالب، وصارت بعدها الحركة من أبرز القوى الدعوية الموجودة في مصر. الحركة أعلنت في الأيام الماضية أنها تدعم كافة أنواع التظاهرات التي تلتزم بالسلمية في التعبير عن الرأى.