يولد البعض منا وقادر على الشكر والامتنان للآخرين، ولكن هناك البعض لا يهتمون لذلك، والحياة العملية تأخذهم لدرجة تنسيهم شكر حتى من يقدم لهم يد العون. ولكن ما يجهله هؤلاء هو أن الامتنان للآخرين يؤثر بشكل كبير على صحتك الجسدية والعقلية، وهذا ما يجعلك أكثر سعادة، وقد أظهرت الدراسات مرارا وتكرارا أن المواقف الإيجابية من الحياة تساعد الناس على استعادة توازنهم بسرعة أكبر عند مواجهتهم المرض، بل وأنهم يعيشون حياة أطول بشكل عام، كما أن الامتنان يجعلك أقل عرضة للأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق. فلتتخذ القرار، وتغير حياتك وتلتفت قليلا للآخرين، ولكن كيف يمكن أن تصبح قادرا على التعبير عن الشكر والامتنان، يؤكد دكتور جودي فورد الطبيب النفسي أنه يمكن اكتساب مهارة الامتنان بسهولة مع القليل من الممارسة وتغيير طفيف في العادات اليومية الخاصة بك. ينصحك الدكتور جودي بأن تسمح لنفسك أن تتمتع بكل لحظة تمر بك، فعلى سبيل المثال بدلا من شرب فنجان قهوتك دفعة واحدة، لتجرب أن تستمتع بالمذاق والطعم والرائحة، فبدلا من اللهاث في الحياة، وراء المادة، فلتتعلم الاسترخاء والتمتع فهي من الأمور التي تجعلك ترى من حولك، وتشعر بالامتنان لمن يقدمون لك أي خدمة، وبالتالي ستقدم لهم الشكر والعرفان. ويضيف الدكتور جودي أنه عليك أن تقف مع نفسك وتبحث عن الأشياء أو الخدمات التي فعلها الآخرون من أجلك، دونها لديك، وابدأ في الاعتراف لهم بجميلهم عليك، لترسل للبعض على الإيميل كلمة شكر، ولتتصل بالبعض الآخر. ويشير الدكتور جودي إلى أن الامتنان، أو تقديم الشكر للآخرين، لا يجب أن يقتصر على الخدمات الكبيرة الملموسة، فلتشكر من يفتح لك الباب بابتسامة رقيقة، وكذلك من يساعدك في حمل الأشياء، حتى يصبح الامتنان والشكر جزءا من عاداتك.