رغم حالة الرعب التى يعيشها الإخوان المسلمون مع اقتراب 30 يونيو الجارى، إلا أن قيادات الجماعة تستعد بقوة لتأكيد سيطرتها على مفاصل الدولة وتنفيذ مخطط التمكين بمجرد تجاوز اليوم الموعود، فكثفت من اجتماعاتها طيلة الفترة الأخيرة لوضع خطة تحركاتها فى مطلع يوليو المقبل. وتدرس الجماعة عدة سيناريوهات للتعامل مع تداعيات الأزمة؛ فى مقدمتها طرح الرئيس مرسى لاستفتاء شعبى حال تأزم الأوضاع ونزول الملايين للشوارع للمطالبة بإسقاط حكم المرشد، وكذلك العودة إلى حملة «أخونها وتوكل» التى دشنتها مجموعة من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين عقب فوز الدكتور مرسى بمنصب الرئيس وما تلا ذلك من هجوم على الجماعة واتهامها بأخونة الدولة. ويتبنى تنفيذ مخطط «أخونها وتوكل» قيادات كبيرة داخل مكتب الإرشاد، على رأسها نائباً المرشد خيرت الشاطر ومحمود عزت اللذان يعتبران فشل مظاهرات 30 يونيو فرصة تاريخية للقضاء على المعارضة وفرض نفوذ الجماعة فى بر مصر، ويدفع الاثنان فى اتجاه عدم الاستجابة لمطالب المعارضين والإصرار على التمسك بحركة المحافظين الأخيرة والإسراع بإجراء انتخابات مجلس النواب. وفى مقابل حشد شباب حركة تمرد وشباب القوى الثورية ل 30 يونيو، تواصل جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة التنسيق مع القوى السياسية المؤيدة للرئيس مرسى، ومنها حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، لتشكيل كيان مضاد لدعوات التظاهر المنادية بانتخابات رئاسية مبكرة، ويهدف الكيان الجديد إلى الاستعانة بعدد من قيادات التيارات المؤيدة للجماعة ضمن حملة «أخونها وتوكل». الحملة الإخوانية التى بدأت قبل دعوة «تمرد» يدعمها نائب المرشد خيرت الشاطر، لتوفير غطاء للرئيس مرسى من أجل مزيد من «أخونة الدولة»، بحجة حق الإخوان المسلمين فى الحصول على الفرصة كاملة حتى يمكن محاسبتهم. حملة « أخونها وتوكل» كان يتم الترويج لها بمنشورات ولافتات تعلق فى وسائل المواصلات وقطارات مترو الأنفاق، لكنها توقفت بسبب الدعوة للتظاهر، إلا أن الجماعة ستبدأ فى تنفيذها من جديد فى حالة مرور تظاهرات 30 يونيو بسلام عليها، هكذا قال مصدر مطلع بالجماعة ل» فيتو»، مشيرا إلى أن من حقهم السعى للحصول على فرصة كاملة يقدمون فيها للمواطن ما يستحقه. ولاحتواء غضب شباب الإخوان بسبب عدم الاستعانة بهم فى أى مناصب، قررت الجماعة كجزء من حملتها، الدفع بهم فى المحليات، من أجل مزيد من السيطرة، والعمل على إخضاع كل الأجهزة التنفيذية فى المحافظات تحت إدارتها. وأوضح المصدر المطلع أن الجماعة قررت الدفع ب20% من شبابها و20% من نسائها فى الانتخابات البرلمانية القادمة والمحليات، لاحتواء أزمة سيدات الجماعة، اللاتى طالبن بالمشاركة فى الحياة السياسية بعد زوال خطر أمن الدولة، الذى كان يمنعهن من المشاركة حتى لا يتعرضن للاعتقال. وأكد المصدر أن جماعة الإخوان قامت بالتعاون مع المركز التابع لها «مرام» للتدريب والتأهيل، بتدريب 100 سيدة من مختلف المحافظات خلال الأشهر الماضية، من خلال إعطائهن دورات تدريبية وتثقيفية وسياسية، يشرف عليها القياديتان بالجماعة هدى غنية، النائبة السابقة بمجلس الشعب، ومعها أميمة كامل. وألمح إلى أن الجماعة ستسعى، عقب انتهاء التظاهرات المرتقبة، إلى ملاحقة شباب حركة تمرد والثورة أمنيا بحملة اعتقالات واسعة، كنوع من ردة الفعل على حشد الشارع ضد الإخوان، فضلا عن تشويههم من خلال اللجان الإلكترونية للجماعة، وهو ما يحدث على أرض الواقع حاليا مع الكثيرين من شباب « تمرد». وأكد على أن شباب الإخوان غاضبون من حزب النور السلفى لرفضه المشاركة فى المظاهرات المؤيدة للرئيس أو أى فاعليات داعمة للجماعة، مشيرا إلى أن هناك اتجاها لمنعهم من الحصول على الكثير من المقاعد فى مجلس الشعب القادم، فضلا عن تقليل عدد المقاعد الوزارية التى من الممكن أن يحصلوا عليها فى أى تغيير وزارى قادم. المصدر المطلع لفت إلى أن الجماعة قررت الاستعانة ببعض الخبراء الأجانب لوضع برنامج اقتصادى جديد وإعادة هيكلة مشروع النهضة بعد اكتشاف الشعب أنه «كلام فى الهوا». فيما أكدت إحدى فتيات جماعة الإخوان بالجيزة، رفضت ذكر اسمها، أن الاستياء يعم شباب الإخوان من ممارسات القيادات وعدم الدفع بهم فى أى مناصب، مشيرة إلى أن اختيار أيمن عبدالغني، الذى يبلغ من العمر 48 عاما، أمينا لشباب الحزب، جاء مجاملة لصهره خيرت الشاطر.