تنبأت بثورة يناير عام 2002 فى رواية «المخبول» مصر راعية للإرهاب فى زمن الإخوان القذافى لا يستحق القتل ورؤساء العالم ديكتاتوريون نور الشريف تلميذى وأستاذى.. وزكى عبقرى.. وصبحى يسبق عصره بكيت عندما قبلت سعاد حسنى هو فنان متمرد بطبعه.. مثير للجدل فى أدواره.. صادم فى آرائه السياسية.. ذو حضور شديد على الشاشة وفى الواقع.. إنه الفنان محيى إسماعيل، الذى استضافته «فيتو»، وحاورته عن الفن والسياسة، وعن الرخوان وحكمهم.. وتحدث عن ثورة 30 يونيو وموقفه منها، وصورة مصر فى الخارج، وقدم آراءه فى عدد من كبار الممثلين.. وإلي نص الحوار.. _ نبدأ معك برحلتك الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية... ما سبب سفرك؟ تعرضت لحادث كبير منذ فترة وأصيب وجهى بعدد من الجروح الخطيرة التى حتمت علىً السفر لأمريكا لإجراء عدد من العمليات الجراحية هناك. _ لماذا طبعت روايتك "المخبول" فى الولاياتالمتحدة ؟ رواية المخبول تم طبعها فى عام 2002، ولكن تم التعتيم عليها لمدة عشر سنوات لأنها كانت تتنبأ بالثورة، وأعيد طبعها عام 2008، ثم فى عام 2011، لأن عددا من الكتاب وجدوا أنها تحكى كل ما حدث بميدان التحرير منذ سنوات، ثم تم ترجمتها باللغة الإنجليزية، وقامت إحدى دور النشر الأمريكية بطبعها وقاموا بإرسال خطاب شكر لى بعد قراءتها. _ هل من الممكن أن نرى هذه الرواية كفيلم سينمائى؟ بالفعل قمت بكتابة السيناريو الخاص بالرواية، وهو موجود الآن لدى المخرج عادل الأعصر، ومن المحتمل أن نبدأ فى تصوير العمل قريبًا، وسأقوم بدور المخبول الذى يرمز لأكثر من 3 مليارات إنسان حول العالم. _ وما سبب ابتعادك عن السينما فى الفترة الأخيرة ؟ لا توجد سينما فى مصر، وكيف تكون هناك سينما فى الوقت الذى لا توجد دولة من الأساس، فالإنتاج السينمائى اقتصر على عدد من الأشخاص الذين يحاولون الإنتاج بجهودهم الذاتية، فى الوقت التى اختفى فيه إنتاج الدولة. _ كيف يرى المجتمع الأمريكى ما يحدث فى مصر على الصعيد السياسى؟ سوف تندهش إذا قلت لك إنك لست فى ذاكرتهم من الأساس، لأنهم يعتبرون مصر خارج الزمن، خاصة وأن وجودنا ليس مؤثرا فيهم، فالشعب الأمريكى يهتم بمن يصنع الحضارة ويعمل على تقدم الشعوب، فعمر أمريكا لا يتجاوز 300 عام ولكنهم أصحاب أقوى حضارة حالية، فى الوقت الذى تتجاوز حضارتنا 7000 عام، وما زلنا نحصد الجريمة والقمامة والأوبئة وغيرها. _ ولكن لماذا يطاردنا هاجس أن مصر دائما أمام عين أمريكا طوال الوقت؟ هناك فرق بين القيادة الأمريكية والشعب الأمريكي، فمصر بالفعل تمثل شيئا مهما للقيادة الأمريكية، بفضل موقعنا المتميز الذى يحقق مكاسب كثيرة لها. _ هل القيادة الأمريكية راضية عما يفعله الإخوان فى مصر الآن؟ دعنى اقل لك إن الإخوان هم من وقفوا بجانب الرئيس الأمريكى "أوباما" أثناء ترشحه لمنصب الرئيس، وهم من كان لهم الفضل فى فوزه، لذلك قامت أمريكا بتعيين عدد من القيادات الإخوانية داخل الأماكن الحساسة بالولاياتالمتحدة، ثم ساندوا الإخوان للتمكن من حكم مصر كنوع من رد الجميل، ولكن أمريكا دائما تكون مع الأقوى، بمعنى أن الإدارة الأمريكية كانت تحب مبارك، ولكن عندما أراد الشعب أن يقصيه استجابت أمريكا، لأنها تعلم أن الشعب أقوى من مبارك، بالرغم من أن الأمريكان مازالوا يحبون مبارك حتى الآن، لذا أقول لو أن الشعب المصرى أصر على رحيل الإخوان لاستجابت أمريكا، ولابد أن يشارك الشعب كله فى فعاليات 30 يونيو، حتى لا تنقسم مصر إلى 4 دويلات. _ هل انضممت لحملة تمرد؟ أنا بطبيعتى متمرد وثائر دون أن انضم لتنظيم أو حملات، والزحف الأكبر من المفترض أن يشارك فيه الجميع هو يوم 30 يونيو، لأننا محتلون بشكل فعلي، وأصبحت مصر دولة راعية للإرهاب، وهذا بفضل الجماعة التى جاءت لتحكم مصر إلا أنها احتلتها، وأؤكد لك بأن مصر سوف تحتلها إسرائيل وستقوم بحكمها من "مينا هاوس" الجيزة. _ كانت علاقتك جيدة بالرئيس الراحل "معمر القذافى" فهل كنت تتوقع مشهد نهايته؟ لا يمكن ولم أكن اصدق أن تكون هذه نهاية القذافي، لأننى مؤمن بأن رؤساء العالم يتصفون بالديكتاتورية، والقذافى واحد منهم، إلا أن حال الشعب الليبى كان على ما يرام، فكل موطن ليبى كان يمتلك منزلا، ومصدر دخل ثابت وكبير، كما أنهم كانوا يمتلكون السلاح. _ كيف تلقيت خبر مقتل القذافي؟ كنت بأمريكا، وفوجئت بالخبر على شاشات التليفزيون، ولكن بعدها لم استغرب لأننى تذكرت مشهد مقتل غاندى عندما قام شاب أهوج بطعنه بالسكين، وكانت آخر عبارة قالها غاندى له: "لقد أتيت متأخرًا ياولدى". _ من وجهة نظرك أيهما أسوأ، ما حدث فى ليبيا أم ما يحدث فى سوريا الآن ؟ بالرغم من تعاطفى مع الشعب السورى إلا أننى أرى أن ما حدث فى ليبيا كان أسوأ بكثير، لأن مشهد قتل القذافى كان مفزعا وبعيدا عن الخيال. _ كيف ترى دعوة الرئيس مرسى للجهاد فى سوريا ؟ هذه جمل بيزنطية يرددها مرسي، فالجهاد دائمًا يكون ضد الكفار، ولا أجد أن هناك جهادا بين مسلم ومسلم. _ حدثنا عن علاقتك بالفنان نور الشريف وأحمد زكى ومحمد صبحى؟ سأختصر كل شخص منهم فى جملة، نور الشريف تلميذى وأستاذى فى ذات الوقت، أحمد زكى عبقرية لن تتكرر، ومحمد صبحى أستاذ سبق عصره فى الفن. _ ماذا عن تجربتك مع رامز جلال؟ رامز فنان مجتهد وموهوب، لكن كما قلت له من قبل "تافه فى تهريجه ومزاحه"، وبالرغم من هذا كله فأنا أحبه للغاية وقدمت معه فيلم "حد سامع حاجة" وهى تجربة جيدة للغاية. _ لماذا رفضت تمثيل مشهد "القُبلة" مع الفنانة سعاد حسنى فى أحد أفلامك؟ أتذكر أننى بكيت فى هذا اليوم، لأننى كنت ملتزما دينيًا إلى حد كبير، وعندما أخبرنى المخرج كمال الشيخ بأننى سأقوم بتقبيل سعاد حسنى فقد رفضت، حتى اقنعتنى سعاد حسنى بالمشهد، وعندما ذهبت إلى منزلى بكيت كثيرًا لأننى كنت –وقتها- أشعر بالذنب.