أيقنت جماعة الإخوان أن وسيلة الترهيب تزيد من عزيمة الأقباط وتزايدهم اصراراً علي المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، ولهذا اتخذت الجماعة منحي آخر للتعامل مع الأقباط حتي تطفئ نيرانهم وتحجم تحركاتهم، من خلال إصدار قرار من رئاسة الجمهورية لبناء كنيسة الرسولين بطرس وبولس الرسول، بمدينة النوبارية الجديدة في محافظة البحيرة، والذي كانت تقدمت الكنيسة ببنائها منذ 17 عاما, ولكن دون جدوي, إلي أن أصدر محمد مرسي القرار بالبناء, وهو ما وصفته الحركات والنشطاء الأقباط ب»التسكين»، من خلال إلهاء الأقباط ببناء الكنيسة، وترك الوطن ينهار، وهو ما قوبل برفض شديد من الجميع عدا الكنيسة التي أعربت عن شكرها كمؤسسة رعوية روحية ترقي للقرارات كباقي المؤسسات. مصادر مطلعة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكدت أن العديد من مسئولي الإخوان تواصلوا مع الكنيسة، لمطالبتها بحث أبنائها علي عدم المشاركة حفاظا علي مصر من الفتنة، وحتي لا تستغل مشاركة المسيحيين بشكل غير صحيح، ولكي لا يزعم أحد أن الأمر طائفي موضحة ان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين حلمي الجزار هو من أجري العديد من الاتصالات لإبلاغ الرسالة بشكل أو بآخر. وأكدت المصادر أن البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية, بطريرك الكرازة المرقسية - قد رفض الاستجابة لمثل هذه المطالبات، لأنها خارج إطار مهام الكنيسة ، وأن لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه بسلمية سواء مؤيدا أو معارضا. وفي السياق ذاته كشفت العديد من الحركات القبطية عن اعتزامها المشاركة في تلك التظاهرات، وأعرب أغلبهم عن ثقتهم في البابا بأنه لن يتدخل في أمر سياسي، كما أعلن منذ توليه الباباوية في نوفمبر الماضي، وأن مشاركة الأقباط لن يكون علي خلفية طائفية, وأن المطالب برحيل النظام باتت مطلبا شعبيا, والأقباط فصيل من الشعب وليس دخيلا عليهم. فيما أكدت مصادر أخري تدخل عضو مجلس الشوري رامي لكح ، الذي يحاول نقل رسالة ترهيب للكنيسة حيال مشاركة الأقباط في فاعليات نهاية يونيو، من خلال أحد الأساقفة المقربين له وأحد الأجنحة القديمة بالكاتدرائية، حتي يكون القناة لإيصال المعلومة للبابا لكي يضغط علي الأقباط ، بالإضافة إلي قيام ماريان ملاك -عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الصديقة المقربة من الدكتورة هدي عبد المنعم أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة، وعضو المجلس أيضاً - بعدد من الزيارات المتعددة للأساقفة المقربين منها حتي توصل رسائل قصيرة من الإخوان, سواء كانت بالترهيب أو غير ذلك, بقصد الزج بالكنيسة للضغظ علي الأقباط لإثنائهم عن المشاركة، وذلك من خلال رجالاتهم الموالين للإخوان, وهو الكارت الأخير الذي تلعب به الجماعة ، لمحاصرة البابا حتي يستجيب لمطلبهم, وذلك لإصابة جماعة الإخوان بالرعب من تظاهرات نهاية يونيو الجاري.