في كثير من الأحيان نجد أنفسنا مندفعين إلى فعل بعض الأمور دون وعي، ولا مبرر، ونحن لا ندري أن حقيقة الأمر أننا لم نعد نشعر بالسعادة، واللاوعي لدينا يحاول إرسال بعض الإشارات ليقول لنا هذا، ولكننا لا ندري، وقد نكتشف الأمر فجأة. ويؤكد دكتور جودي فورد استشاري الطب النفسي أن الناس الذين يعتقدون أنهم يعيشون حياة بلا مشاكل، وحياة هادئة، أنهم غير سعداء، وذلك عندما يركزون في أفعالهم وردود أفعالهم تجاه بعض المواقف. ويشير دكتور جودي إلى أن هناك علامات تعكس عدم شعورنا بالسعادة في الحياة، وقد يساعدنا اكتشاف حقيقة نظرتنا وشعورنا تجاه حياتنا أن نعيد ترتيب حياتنا، ونخلق أو نستعيد السعادة. الندم يشير دكتور جودي إلى أن أولى علامات عدم شعورنا بالسعادة في الحياة، هو شعورنا المستمر بالندم، يعكس عدم رضانا على الحياة التي نعيشها، كما يؤكد جودي أنه عندما نكون سعداء، نجد أن الشعور بالندم مضيعة للوقت. ولكن هذا لا يعني أننا لابد بالضرورة أن نشعر بالرضا عن كل عمل نقوم به، ولكن هناك فرقا بين عدم شعورنا بالرضا، أو أن نقدم على بعض الأفعال دون أن نستشعرها لمجرد أداء واجب، وبين أن نعض أنامل الندم على الأفعال التي نقترفها، أو التي لم نفعلها، وكان علينا أن نقوم بها. إسعاد الآخرين هل تجد نفسك مندفعا لتفعل بعض الأشياء ببساطة لجعل من حولك سعداء، إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون هذا مؤشرًا على أنك لست سعيدا في حياتك الخاصة، ويضيف دكتور جودي أن هذا ليس معناه أن إسعادنا للآخرين يعكس عدم سعادتنا بشكل عام، لكن عندما لا نفعل أي شيء لأنفسنا، هنا تكمن المشكلة. تريد تغيير الناس لتعلم أنه لا يمكنك تغيير أي شخص، وأنت تعرف ذلك، النساء اللاتي يعتقد أنهن قادرات على تغيير الرجل، أو الرجال الذين يعتقدون أنهم قادرون على تتغير المرأة، هم يفتقدون شيئا ما في حياتهم. فالسبيل الوحيد لتغيير الناس هو أنهم يريدون تغيير أنفسهم، وعندما تجد نفسك مندفعا لتغيير شخص ما، فهذا علامة واضحة على عدم سعادتك في هذه الحياة. وينصح استشاري الطب النفسي أنه عندما تجد فيك إحدى هذه العلامات، لابد أن تقف مع نفسك، وتحاول ترتيب أوراق حياتك من جديد، لتجد السبب الحقيقي وراء عدم شعورك بالسعادة.