أنواع بغيضة من العنصرية المقيتة الجوفاء، تنتاب جماعات اليمين الدينى المتطرف فى العالمين العربى والإسلامى وعلى رأسهم مصر تجاه كل ما هو غربى أو شرقى، بل كل ما هو إنسانى ولا ينتمى لمنظومتهم التحيليلة لدولة الدين التى يتشدقون بها، لا أجد أى سبب مباشر أو غير مباشر لذلك الوهم الذى يجعلنا نعتقد أننا أفضل منهم، فحتى الدين ذاته الذى يجهلونه ويحرفونه وفقا لهواهم المريض يقر بأن البشر متساوون كأسنان المشط لا فرق بينهم إلا بتقوى الله والعمل الصالح، فهل هؤلاء المتطرفون الذين ابتلانا الله بهم ليميز الخبيث من الطيب يتقون الله؟ هل يعرفون رحمة الله وعدله المطلق وتسامحه مع كل عباده؟ هل يدركون أن دم الإنسان أشد حرمه عند الخالق من هدم أول بيت وضع لعبادته فى الأرض؟ كيف هذا ونحن نجد شيخا لهم طاعنا فى العمر يثير العالم الإسلامى والعربى فتنا بين المسلم وأخيه المسلم بل ويستجدى إسرائيل ويرجوها مع أمريكا لضرب الشعب السورى! غلبت عليه شقوته وحماقته فأخلد إلى الأرض متوهما خلوده وتفوق عنده ولاؤه للجماعة الفاشية التى تؤويه على انتمائه لدينه، بل وإنسانيته التى نسيها وداسها تحت أقدام رضا مرشده وجماعته. أى دين هذا الذى يعتنقه أمثال هؤلاء العنصريين المبغضين لكل معنى جميل أو إنسانى راقى، ألا يعلم أن الدين رقى وسمو وتحرر وإخلاص لخالق واحد يحب كل البشر ويعدل بينهم ويرحمهم، فنحفظ جميعا أن الله طمأن عباده أجمعين بأنه (كتب على نفسه الرحمة)، وأن رحمته سبقت غضبه، نحفظ ويحفظون لكن للأسف لا يعوون ولا يريدون أن يبلغوا سبيل الرشاد الذى لوثوه واحتكروه فقزموه تحقيرا وجهلا وغباءً فى لحية كثيفة وغطاء أسود يغطى وجه نسائهم. يقول الله تعالى صدقا فى مُحكم آياته (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)، هل نحن جميعا كمسلمين نرث الأرض التى مهدها الحق لسائر عباده تاركا لهم حرية التصرف فيها وإعمارها؟ لا يفرق بينهم دين أو لون أو جنس، ذلك المثلث العنصرى البغيض الذى نأى الله به عنا بعيدا كبشر، لم يسمح لأحد مهما تسلط وتجبر بأن يؤله نفسه مكان الحق العادل الرحيم، الأرض يرثها الصالحون الذين ينشرون الخير والعلم والرحمة والرخاء للبشر أجمعين، علماء ومبدعون عظام وهبوا أنفسهم وعلمهم لصالح البشر، يلمع فى سماء هؤلاء المصرى الخلوق مجدى يعقوب الذى ترك نعيم الغرب حاجا للفقراء المصريين فى صعيد مصر يعالج مرضاهم لوجه الله تعالى أو لوجه الإنسانية، لم يدع لقتال وسفك دم بل يبذل حياته لحقن الدماء إحياءً للنفس التى قال عنها الله (منْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، نحن نسب من يبتكر لينير حياتنا ومن يزرع ليطعمنا ويصنع ليرفهنا ويتعلم ليعالجنا، ونكتفى بقتلهم أو سبهم فى وسائط من صنعهم.