دعا المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليبو جراندي، أطراف النزاع في سوريا إلى احترام حيادية معسكرات اللاجئين الفلسطينيين. وقال جراندي، أنه التقى خلال زيارته للقاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي حيث بحث معه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك باعتبار الجامعة العربية شريكا قديما للأونروا. وأضاف أنه ناقش بصورة خاصة وضع الفلسطينيين في سوريا وأيضا مسألة تمويل الاونروا، خاصة من جانب الدول العربية، لافتا إلى أن الدكتور نبيل العربي يدعم الاونروا كثيرا منذ توليه منصبه ويسعي لزيادة اسهامات البلدان العربية في ميزانية الاونروا. وأشار فيليبو جراندي إلى أنه التقى أيضا في القاهرة بالأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، حيث اطلعه على مخاوف الأونروا إزاء وضع الفلسطينيين في سوريا. ولفت إلى أن الإطار العام للأوضاع في المنطقة معقد للغاية والأزمة السورية لها تداعياتها على اللاجئين الفلسطينيين وبالتالي على الأونروا، حيث أنه قبل اندلاع الأزمة كان هناك 530 ألف فلسطيني مسجلين لدى الأونروا كلاجئين في سوريا، والآن فإن نحو نصف هذا العدد اضطر إلى النزوح نتيجة الصراع سواء إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو إلى خارج سوريا بنسبة تصل إلى 15 منهم، حيث توجهوا بالأساس إلى لبنان وأيضا إلى الاردن ومصر وغيرهما من الدول فيما يعد النزوح الثاني لهم لأنهم كانوا يعيشون أصلا في سوريا كلاجئين من فلسطين. وأوضح المفوض العام للأونروا أنه يوجد في سوريا 12 معسكرا للاجئين الفلسطينيين ولكن خلال الشهور الستة أو السبعة الأخيرة تم إخلاء عدد كبير من هذه المخيمات نتيجة هروب قاطنيها من المعارك وبلغ الحال أن أصبح هناك 7 معسكرات خالية أو شبه خالية، كما أن الوضع هش في المعسكرات الأخرى وهو ما يثير الكثير من القلق والمخاوف على اوضاع اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف أن جمود عملية السلام يلقي بظلاله أيضا على ملف اللاجئين باعتباره مع القدس الملفين الاصعب بالنسبة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معربا عن قلقه ازاء تعثر عملية السلام لأن من شأنه أن يبعد أيضًا إيجاد حل لقضية اللاجئين. وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي من اللاجئين الفلسطينيين، قال فيليبو جراندي أن إسرائيل هي القوة المحتلةلفلسطين أي غزة حيث ننفذ عملية كبري لخدمة ما يزيد على مليون لاجئ فلسطيني وأيضا الضفة الغربية حيث ننفذ أيضا عمليات كبري. وقال أن إسرائيل كقوة احتلال عليها مسئوليات منها تمكين المنظمات الإنسانية والاونروا من الوصول إلى اللاجئين، وعلاقتنا مع إسرائيل هي علاقة عمل ومنح تصاريح على سبيل المثال لاستيراد مواد البناء وادخالها إلى غزة أو السماح لموظفي الاونروا بعبور نقاط المرور إلى الضفة الغربية أو إلى المدارس والمراكز الطبية التابعة للاونروا. وأشار إلى أن الأونروا لديها 500 ألف طفل فلسطيني يتعلمون في مدارسها و140 مركزًا طبيًا وبرنامجًا لمساعدات للاجئين الأكثر فقرًا، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات المؤقتة مثل إعادة الأعمار في قطاع غزة ولبنان، وأيضًا هناك عمليات إغاثة طارئة تتم حاليًا في سوريا، وقبلها كانت في قطاع غزة، وقبلها في لبنان.. ودائمًا فإن الصراعات تنتج عنها احتياجات طارئة يتعين الوفاء بها.