سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموسيقى التركية تُطرب العالم العربي.. إش إش: لدينا عمالقة ولا يد لتركية فى غزوها لبلادنا.. محمد عبدالحميد: فرضت نفسها على الساحة.. باسم محفوظ: لا يجب أن ننسى تاريخنا الفنى
لاشك أن الموسيقى لغة عالمية، لكن لكل ثقافة تراثها الذى يمثل هويتها وقيمها ويحافظ على هويتها. وتحاول الشعوب ومنها الأمة العربية جاهدة على مر العصور الحفاظ على موروثها الموسيقى ضد أى غزو أجنبى، غير أن طوفى التغيير لا مفر منه. اقتحمت الموسيقى الغربية وبالأخص التركية مؤخرًا هويتنا العربية بشكل ملفت ومخيف، فتارة بعرض الأعمال الدرامية التركية والآن بعرض أغانيهم والاستعانة بموسيقاهم ومزجها بموسيقانا العربية. يقول الملحن الكبير حسن إش إش: "إن الموسيقى التركية لا تستطيع هى أوغيرها التأثير على الموسيقى العربية وبالأخص على الفن المصري، وأن هذا الشىء مرفوض تمامًا، وأننا نمتلك مالا يمتلكه الأتراك، ومصر لديها جيل من العمالقة الموسيقيين الذين أثروا الحياة الفنية، ومازالت أعمالهم خالدة أمثال بليغ حمدى، والقصبجي، وكمال الطويل، ومحمود الشريف وغيرهم. ويضيف أن هناك أيضًا تواصل أجيال، وأن أحدا لا يستطيع تقليدنا لما نمتلك من "تيم" ومقامات موسيقية مختلفة يقتبس منها العالم أجمع، بينما الأتراك لديهم "تيمة" موسيقية واحدة فقط، ولا يستطيعون التفوق علينا بأى شكل، لافتًا إلى أنه لا يرفض سماع الموسيقى التركية، غير أنه يشير إلى إمكانية الاستفادة منها فى بعض النواحى دون تقليد حتى لا نفقد هويتنا العربية. ويوضح "إش إش" أنه لا يد للأتراك فى هذا الغزو، وأن الأمر قد يتعلق برغبة المطربين فى توسيع دائرة المستمعين، كما أرجع السبب أيضًا وراء اتجاههم وبالأخص المصريين إلى تركيا للاستعانة بألحانهم لمزجها فى أغانيهم بغض النظر عن كونها تجديد أو تغيير هو ما تمر به مصر من تطورات سيئة واوضاع غير مستقرة تسببت فى وجود حالة ركود فنى كبير. ويرى أن هذه الأوضاع أيضًا تسببت فى ظهور جيل من الشباب الملحنين يفتقد للإبداع والذوق الفني، لا يبحث عن التجديد أو التطوير بقدر البحث عن المادة، فيسرق الألحان التركية ويحاول التغيير فيها بشكل أو بأخر وكأنه لحن جديد من إبداعه لنجد فى النهاية أعمال مشوهه تفتقد للابداع. ويؤكد "إش إش" أنه بمجرد أن تشهد مصر حالة استقرار مرة أخرى ستزدهر الحالة الفنية فى مصر وتعد لها مكانتها وأيضًا المطرب العربى الذى اتجه إلى تركيا هو الآخر باحثًا عن الفن لأنها هى الأصل. أما المطرب محمد عبدالحميد فله رأى آخر؛ حيث رحب بكل فخر بالاستعانة بالموسيقى التركية خاصة أنها فرضت نفسها على الساحة الفنية، وأصبح عليها إقبال جماهيرى كبير، خاصة بعد ظهورها فى أعمالهم الدرامية التى غزت العالم العربي. ويلفت إلى أنه من خلال تجربته مع الأتراك وجد أنهم شعب محب للفن ويقدسوه ويسعون إلى تقديم الجديد دائما، وأكثر ما يميزهم هو أنهم لا يتعاملون مع الفن كصفقة رابحة مثلما يحدث فى مصر من قبل بعض الملحنين والموزعين والشعراء الذين يبحثون عن المادة فقط. ويوضح أن وضع البلد المحبط لا يساعد على تقديم الجديد، مما جعل الكثير من المطربين يسرعون إلى الاستعانة بالاتراك لإشباع رغباتهم الفنية. ويقول إن خطورة الموسيقى التركية على هويتنا العربية تكمن فقط فى اقتباسها بنسبة تفوق اللحن الشرقي، وأن هذا بالفعل ما يفعله بعض المطربين حاليًا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ذلك فهناك مطربون مازالوا يستخدمون المقامات والوتريات الشرقية مثل محمد فؤاد، وحمادة هلال، ومصطفى كامل. وينبه إلى أن تجربته التركية فى أغنية "مبقاش يهمني"، والتى تعاون فيها مع ملحن وموزع تركى بأنها تجربة ممتعة، موضحًا أنه سيقدمها مرة أخرى فى حال نجاحها، لكن هذه المرة سيكون ألبومًا كاملًا متنوعًا يشمل بشكل أكبر للموسيقى التركية، بالاضافة إلى إنه سيتجه لتعلم اللغة التركية للغناء بها قريبًا. وللمطرب زياد سعيد رأى مماثل؛ حيث رحب هو الآخر بالموسيقى التركية، مؤكدًا أنها تتماشى مع الموسيقى الشرقية، وأن هناك العديد من المطربين المصريين الذين اتخذوا منها بعض الجمل اللحنية، وأيضًا طريقة التوزيع وحققت نجاحًا كبيرًا فى السوق المصري، وأرجع سبب نجاح الأتراك وانجذاب العالم لموسيقاهم إلى إظهارها للمناظر الطبيعية للبلد والقوى الإنتاجية الخارقة لها دون بخل. كما يرى زياد أن اتجاهه هو وباقى المطربين إلى الاستعانة بالموسيقى التركية لا يقلل من شأن الابداع المصرى، لكن ظروف البلد هى السبب فى الأزمات التى يعانى منها القائمون على الفن حاليًا وهروب المطربين للخارج، فيما يأمل فى أن يأخذ الفن مكانته مرة أخرى بعد أن تشهد البلاد الاستقرار من جديد. أما الشاعر والملحن باسم محفوظ فهو يعترض على مزج الموسيقى التركية بالشرقية، ويؤكد ضرورة الاحتفاظ بألحاننا العربية التى تميزنا عن غيرنا، لافتًا إلى أن تركيا هى التى بدأت بإقتباس المقامات والمقسوم الغنائى الشرقى وقامت بمزجها فى موسيقاتهم التركية، بينما تحول الأمر الآن وأصبحنا نحن العرب من نقتبس ألحانهم من خلال أفلامهم ومسلسلاتهم التى غزت الفضائيات، ويرجع ذلك لإتقانهم العالى للموسيقى وتقديمها بحرفية نفتقدها الآن.