الطريقة التي يواجه بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المظاهرات الحاشدة في عدة مدن تركية، وأسفرت عن إصابة المئات واعتقال العشرات، عقب قرار الحزب الحاكم الذي يترأسه بتحويل "حديقة" إلى " مول تجاري"، فتحت الباب أمام الوقوف على تحليل شخصية "أردوغان". وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: إن أردوغان يتمتع بذكاء قوي جدا، كما أنه رجل صالح ولكن لديه مشكلة معيبة تكمن في التعامل مع الآخرين تارة يكون هادئا وتارة أخرى يكون منفعلا. وأضاف أن الرجل في خلال عشر سنوات استطاع بذكائه أن يصل إلى قلوب الجماهير التركية، لأنه ينتهج أسلوب "الدين المعاملة" ويطبقه في جميع نواحي الحياة، مؤكدا أن أردوغان يتمتع بشخصية متواضعة وعقلانية لدرجة عالية كما أنه يدرك خطواته السياسية ويحسبها بكل دقة. وكشف "فرويز" أن أردوغان شخص طموح للغاية من أبرز طموحاته أنه يسعى إلى تكوين دولة إسلامية كبرى وأن تكون مصر ضمن هذه الدولة على أن يرجع عصر الدولة العثمانية كما كان وتسيطر على الكيان العربي بثرواته. وأوضح أن أردوغان لديه قليل من التناقض في شخصيته مستعينا بمقولته للرئيس السابق محمد حسني مبارك "الكفن ملوش جيوب" واليوم ينسى ما قاله لمبارك سابقا. وأشار إلى أن أردوغان هو أحد أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين أي أنه لديه المزيد من الأطماع السلطوية، مؤكدا أن أردوغان دائما ما يظهر الناحية الإسلامية من حيث المعاملة الحسنة مع الأتراك أما الأكراد فيتعامل معهم بالعكس بكل عنف وجبروت. وكشف "فرويز" أن أردوغان شخص يجيد التخطيط والوصول لأهدافه، وتظهر انفعالاته طبقا للموقف الذي فيه فعندما اعتدت القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية هدد وتوعد إسرائيل بانفعال شديد لكن بما أنه شخص تحكمه مصالح تنازل عن تهديداته وقطع العلاقات مع إسرائيل. وأكد "فرويز" أن أردوغان استطاع أن يسيطر على الجيش في 11 عاما وكسب وده لأنه يعلم جيدا أن الجيش التركي هو القوى العظمى في تركيا مما يؤكد أنه شخص متريث عكس محمد مرسي. وأضاف أن أردوغان سرعان ما ينفعل وسرعان ما يهدأ، لأن لديه هدفا ومطامع يريد الوصول إليها، هذه المطامع هي التي تكبح جماح انفعالاته، مشيرا إلى أن أردوغان استخدم يديه في خطابه للتهديد.