أكد الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن إعادة الحياة لجميع المواقع الفنية والثقافية يأتي في مقدمة أولويات استراتيجية وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية للنهوض بثقافة المواطن العادي وبعث الروح الإيجابية لديه وإشعاره دائما بأنه محل اهتمام وتقدير ورعاية. وأشار إلى أن استراتيجية القطاع تستهدف حاليا تطوير جميع مواقعه القومية والفنية المغلقة والإسراع في وتيرة العمل والإنجاز بكافة المواقع، حتى تعود في أبهى صورة صروحا ثقافية تشع فكرا وإبداعا. جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التي قام بها الدكتور صلاح المليجى لمتحف راتب صديق اليوم الأحد رافقه خلالها أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، حيث تفقدا المراحل التي وصلت إليها الأعمال الإنشائية الجارية به، وبحث الاحتياجات الفنية اللازمة لتحويل هذا الموقع إلى صرح ثقافى متكامل بعد أن عانى من التجاهل لمدة 20 عاما منذ تبرع الفنان الراحل راتب صديق بمنزله الكائن بحي العمرانية بالجيزة، وذلك عام 1994 ليكون متحفا يضم مجموعة من روائع أعماله مكونة من 146 عملا فنيا، ومنذ ذلك التاريخ وحتى بدء العمل بالموقع، ظل المكان مغلقا ومهجورا مما تسبب في تدهور حالة المبنى والخدمات به، إلا أن مقتنياته كانت مصونة ومحفوظة بحالة جيدة تحت إشراف إدارة الترميم بالقطاع. وقال المليجى: إن عملية التطوير تسير وفقا للجدول الزمني المحدد، مشيدا بالدور الوطني الذي يقوم به جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة الذي يتولى تنفيذ هذا المشروع بإسناد من قطاع الفنون التشكيلية وبموافقة رئاسة مجلس الوزراء، ويهدف إلى إنشاء متحف ومركز ثقافي متكامل يخدم أهالي المنطقة التي بالفعل كانت تفتقر لهذه النوعية من المنشآت الثقافية ودورها الهام كنوافذ للطاقات الخلاقة والمواهب، وإسهامها في نشر الثقافة البصرية والفنية وإعلاء قيم الوعي بالجمال والإبداع وما يعكسه ذلك من مردود إيجابي على سلوكيات الأطفال والنشء في منطقتي العمرانية والمنيب. وأضاف أن المتحف يعد تحفة معمارية، حيث تنتمي عمارة المبنى إلى مدرسة الراحل العظيم حسن فتحي والتي اُشتهرت بعمارة الفقراء والبسطاء مما يتلاءم ويتناغم مع البيئة المحيطة وطبيعة سكانها، وهو ما حرص القطاع على المحافظة عليه فيما تم استحداثه بالموقع من إنشاءات وإضافات هامة تكتمل بها منظومته الثقافية والخدمية لأهالي المنطقة، حيث يتم إنشاء مركز للورش الفنية للأطفال.