اختراق كواليس أزمة العامرى فاروق -وزير الرياضة- مع ممدوح عباس -رئيس نادى الزمالك- لم يكن بالأمر الهين، خاصة فى ظل رغبة الجميع رصد تفاصيل الصفقة الانتخابية التى عقدها الوزير مع المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق، ليسترد كرسى رئاسة القلعة البيضاء. وعلمت «فيتو» أن المستشار جلال إبراهيم رئيس نادى الزمالك الأسبق لعب دورا مهماً ومحوريا فى تقريب وجهات النظر بين وزير الرياضة ومنصور، وبدأت مبادرة جلال إبراهيم بتصفية الأجواء بين العامرى ومنصور فى جلسة خاصة جمعت الثلاثة بمكتب الوزير باستاد القاهرة، بعيدا عن مقر ديوان وزارة الرياضة. الجلسة الثلاثية شهدت الاتفاق على التخلص من المجلس العباسى بمجرد انتهاء مدته يوم 28 مايو الجارى، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شئون القلعة البيضاء برئاسة المستشار جلال إبراهيم، وحرص مرتضى منصور على فك طلاسم الاجتماع غير الرسمى مع العامرى، وإفصاحه للوزير عن سر موافقته على التضامن معه على الهدف الذى يجمعهما، وهو الإطاحة بعباس. مصادر «فيتو» كشفت أن لتصفية الحسابات القديمة والجديدة مع رئيس الزمالك الحالى دورا فى الأزمة، بعد أن رفض مقابلة العامرى حينما كان مرشحا لانتخابات الأهلى، وخذله فى التوسط بينه وبين صديقه حسن حمدى رئيس النادى الأهلى الذى قرر استبعاد العامرى من قائمته الانتخابية آنذاك. ناهيك عن التجاوزات وسيل السباب التى أطلقها ممدوح عباس ضد وزير الرياضة، فضلا عن تعرض العامرى للقتل خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده باستاد القاهرة، ما دفعه لتحريك أكثر من دعوى قضائية ضد رئيس الزمالك. لم تنته الصفقة الانتخابية بين العامرى ومرتضى عند هذا الحد، بل وصلت إلى تفاصيل أخرى، أبرزها اختيار قائمته التى ستضم فى العضوية أحمد جلال وأيمن يونس وهانى زاده والدكتور محمد لطيف وعمرو الجناينى -الساعد الأيمن لممدوح عباس- ليوجه العامرى ضربة موجعة لرئيس الزمالك. المفاجآت وصلت إلى حد إفشاء الفهد الأسمر شيكابالا السر لصديقه حازم إمام عضو مجلس إدارة الزمالك، وطلب منه الانضمام رسميا لقائمة مرتضى، ولكن الثعلب الصغير اعتذر، وأبدى استغرابه الشديد من التحول المحير لموقف شيكا من مرتضى منصور. وحل شيكابالا اللغز لصديقه، بأنه تصالح مع منصور وسارت العلاقة طيبة بينهما بوساطة من المستشار جلال إبراهيم وعمرو الجناينى، ليفقد الثعلب الصغير هدوءه من المفاجأة، ووصف الصفقة بالخيانة لعباس، وقرر بعدها اعتزاله الانتخابات وعدم الترشح، وذلك خلال لقائهما معا ب»كارفور المعادى» مطلع مايو الجارى. خطة المستشار جلال إبراهيم مع العامرى ومرتضى تضمنت التوأم حسام وإبراهيم حسن، وضرورة عودتهما لقيادة فريق الكرة الأول بالنادى عقب نجاح منصور فى انتخابات رئاسة الزمالك. ومن جانبه استطاع العامرى إنهاء حالة الخلاف الدائم بين مرتضى وكمال درويش رئيس النادى الأسبق، والذى سيلعب دورا هاما أيضا فى إقناع «الدعابسة» بميت عقبة بمساندة مرتضى منصور فى الانتخابات القادمة، والتخلى عن ممدوح عباس هذه المرة، معتمدا على علاقته المتميزة بهم، وخاصة تلميذه الملاكم الدولى السابق لؤى دعبس -رئيس اتحاد ملاكمة المحترفين لشمال أفريقيا وعميد عائلة «الدعابسة». وتتزايد حظوظ مرتضى فى ظل حيرة منافسه على المنصب رءوف جاسر من أمر تلك الحسابات الانتخابية المعقدة والتربيطات المتشعبة التى أحكم توظيفها المستشار جلال إبراهيم لمصلحته للعودة للأضواء مرة أخرى، والاحتفاظ لابنه أحمد جلال بمكان فى المجلس القادم للقلعة البيضاء. ووسط تلك الأجواء غير التقليدية انتظارا لقرار وزير الرياضة تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة القلعة البيضاء حتى موعد الانتخابات فى سبتمبر المقبل، قرر ممدوح عباس تقديم موعد إجازته السنوية من 20 إلى 30 مايو الجارى، وسافر إلى إنجلترا فى ظروف غامضة دون أن يرتب أى شيء مسبق مع نائبه صبرى سراج المتواجد حاليا فى الإمارات رئيسا لبعثة سلة الزمالك، التى تشارك فى بطولة دبى الودية، ليعانى المجلس الأبيض من فراغ إدارى كبير لا يستطيع الصمود أمام التحديات الحالية.