مشروع خطير يمكن أن ينقل مصر نقلة حضارية ، لكن جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم مصر تتجاهله، ليس لأنه مشروع فاشل، ولكن لأن عينهم على مشروع تنمية «إقليم» قناة السويس، الذى يري خبراء أنه قد يؤدى إلى انفصال جزء من أرض الوطن ، ويهدد الأمن القومي ، وربما لهذا رفض الجيش تنفيذه على جزء من الأرض . المشروع الجديد هو إنشاء قناة طابا - العريش ، والذى شارك فى إعداده مجموعة من الاقتصاديين ورجال القوات المسلحة السابقين، وخبراء سياسيون وإستراتيجيون، مؤكدين أنه سيفتح باب نهضة مصر ويمنع مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء . «فيتو» التقت المهندس سيد الجابري صاحب المشروع فى هذا الحوار : فى البداية.. كيف توصلت لفكرة المشروع؟ - بدأت فكرة المشروع فى عام 2003 مع ارتفاع قيمة الدين العام والذى وصل وقتها ل 258 مليار جنيه، و 28 مليار جنيه عجزا فى الموازنة العامة للدولة، وكان رد فعل الحكومة هو أنها ستقوم بترشيد الإنفاق ولم أقتنع بهذا الأمر، لأنه لابد من مشروعات قومية كبيرة تضاعف الإنتاج وتساهم فى زيادة إيرادات الدولة وتوفر فرص عمل جديدة وتنطلق بمصر للمستقبل، ومشروع قناة طابا العريش فكرة مصرية 100٪ تأخذ سيناء في حضن مصر، ولا تحتاج لتمويل أجنبي وتوفر من 3 إلى 5 ملايين فرصة عمل وتضيف للدخل القومي 216 مليار جنيه. ما هى تفاصيل «المشروع وعائده» على الاقتصاد الوطنى؟ - «طابا العريش» أكبر قناة ملاحية فى التاريخ بعمق 250 قدما، عرض من 500-1000 م، طول 231 كم، وتبدأ من جنوب طابا على البحر الأحمر إلى شمال العريش على البحر المتوسط، والمشروع ينفذ على ثلاث مراحل.. الأولى تبدأ بتسوية المسار حتى منسوب سطح البحر وإنشاء أكبر مينائين فى العالم بطابا والعريش ويمول ذاتيا من نواتج الحفر التعدينية. والمرحلة الثانية تشمل حفر المسار حتى منسوب القاع وإنشاء أكبر أحواض لصيانة وإصلاح السفن بالعالم، وخط سكة حديد فى العالم ومحطات تداول حاويات وإنشاء منطقة مخازن للسلع الترانزيت بمينائى طابا العريش، وحفر ترعة مياه حلوة فى القطاع الأوسط من الإسماعيلية.. أما المرحلة الثالثة فتتمثل فى : إنشاء المدن المعرفية والتوسع السكانى بسيناء وإنشاء جامعة العلوم البحرية الدولية لخدمة المشروع والتوسع فى إنشاء المدن السياحية والنشاط الرعوى والزراعى. هل يتعارض مشروع «طابا العريش» مع تنمية إقليم قناة السويس؟. - خبراء الأمن القومى أكدوا أن محور تنمية إقليم قناة السويس هو أخطر شىء على الأمن القومى ويمثل تقسيما لمصر فى حين أن مشروع طابا العريش سيوحد، ولن يقسمها مثل مشروع تنمية إقليم قناة السويس، وينفذ المخطط الاستعمارى لتقسيم مصر، ولذلك يجب الإسراع فى تنفيذ مشروع طابا العريش لأنه سيحمى كل سيناء والأمن القومى لمصر. هل يتعارض المشروع مع قناة السويس؟ - المشروع لن ينافس قناة السويس أو يؤثر على عملها بل ينافس دبى وسنغافورة، لأن عمق قناة السويس صغير لا يتناسب مع مرور كل السفن العملاقة، وهو يكمل عمل القناة لتتمكن مصر من استيعاب 100٪ من تجارة الشرق والغرب والتي نخسر الكثير منها بسبب اتجاه السفن العملاقة إلى طرق ملاحية أخرى ، ووجود عوائق تحد من توسيع وتعميق قناة السويس، والقناة تنقل 7٪ من حجم التجارة بين الشرق والغرب ونحن ننشئ مشروعا يدعم دور مصر في الربط بين الشرق والغرب ولايدع الناقلات العملاقة 93٪ من حجم التجارة تذهب عبر رأس الرجاء الصالح لأن توسعة قناة السويس بلغت أقصي مايمكن أن تصل إليه لأسباب جيولوجية ومكانية. ما هو تأثير مشروع السكك الحديدية الإسرائيلى «إيلات - أشدود» على مشروع القناة المقترحة؟ - ليس له أى تأثير، حيث يواجه المشروع الإسرائيلى مشاكل كثيرة فى التنفيذ، ولن يرى النور ومنها أسباب جيولوجية ولوجيستية، خاصة وأن أى خط سكة حديد لن يلبى احتياجات حجم التجارة الدولية الضخمة وما يؤثر علينا فعلا تأخر تنفيذ مشروع القناة، والذى سوف يساهم فى حل مشاكل البطالة ويحقق تنمية عمرانية وصناعية بالمنطقة ويفتح باب الهجرة لسيناء وتنميتها وتعميرها. هل تقدمت بالمشروع للحكومة؟ - الحكومة تركز اهتمامها حاليا على مشروع تنمية إقليم قناة السويس ونسعى لتعريف الناس بالمشروع عبر وسائل الإعلام ومختلف الوسائل الممكنة، والحكومة لديها خلفية بالمشروع وتتابع ما ينشر، ويجب أن تدرس المشروع وسوف نسعى بكل الجهود لتنفيذ المشروع ليخرج للنور. هل أجريتم اتصالات بالقوات المسلحة للموافقة على المشروع؟ تم عرض المشروع على كل الجهات السيادية بالدولة وهى تدرسه حاليا. هل بالفعل تلقيت تهديدات بالقتل وتم إهدار دمك من قبائل سيناء نتيجة طرحك المشروع؟ بالفعل.. تم توصيل رسائل خاطئة لأهالى سيناء بأن المشروع سوف يهجرهم من أراضيهم كما حدث مع أهالى النوبة فى مشروع السد العالى، وهى شائعات مغرضة وتم التواصل معهم وشرح فوائد المشروع وأيدوه بشكل مطلق. ما هى تداعيات المشروع على الأمن القومى لمصر؟ - هناك خبراء بالأمن القومى شاركوا فى إعداد دراسات المشروع وعلى رأسهم اللواء محمد رشاد وكيل إدارة المخابرات العامة السابق، واللواء طلعت مسلم الخبير فى الشئون العسكرية، و اللواء علاء عزالدين مدير مركز الدراسات العسكرية بالقوات المسلحة سابقا، وأكدوا على أن القناة تضم سيناء لمصر، وليس كما حدث من قناة السويس، والأمن هو التنمية والعمران، والقناة هى أكبر مانع مائى لحماية أراضى سيناء، وربنا وفقنا فى اختيار المكان المناسب للقناة وليس هناك جيش فى العالم يستطيع أن يستقر وهو محاصر فى 10 كيلو مترات بين العريش من ناحية وغزة من ناحية أخرى، والقناة تمثل مانعا مائيا عملاقا يرتكز عليه خط الدفاع الأول عن مصر بعرض 500 : 1000 متر، وعمق يصل إلى 250 قدما، وبذلك يؤدى ذلك إلى نقل هذا الخط من منطقة المضايق القريبة من قناة السويس (ممرى متلا، الجدى) إلى منطقة الحدود المصرية الإسرائيلية بالمنطقة (ج) وبعمق يصل إلى 170 كم شرق قناة السويس.وحرمان إسرائيل من استخدام قواتها المدرعة والمشاة الميكانيكية كقوة ضاربة رئيسية للقوات البرية والقيام بالمعارك التصادمية وعمليات الالتفاف والتطويق.والقضاء على عمليات العبور غير الشرعي .