تراوحت وجهات النظر بشأن حفر قناة جديدة تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، بين التأييد المطلق والرفض التام. فمؤيدو هذه القناة التي تربط بين طابا وميناء العقبة وسط سيناء، يؤكدون أنها ستوفر لمصر مليارات الدولارات، لاستقبالها السفن ذات الحمولة التي تتعدي المليون طن، بعد أن عجزت قناة السويس عن استقبالها، وأن هذه القناة الجديدة ترتبط بإنشاء العديد من المصانع التي تستوعب تشغيل أكثر من 4 ملايين مواطن في وظائف جديدة، كما ترتبط ببناء أكبر ميناء في العالم، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلي إنعاش ميزانية الدولة بمليارات الدولارات التي ستقضي علي الفقر نهائياً في مصر، إضافة إلي أن هذه القناة ستقدم لمصر ميزة استراتيجية ضخمة وسط دول العالم كله. أما معارضو هذه القناة، فيؤكدون أنها ستكون وبالاً علي ميزانية البلد، وأنها مجرد مشروع وهمي، يريد أصحابه أن يبدو وكأنهم أبطال قوميون، في حين أن الحقيقة أن هذه القناة ستقدم لإسرائيل هدية استراتيجية علي طبق من ذهب، تستطيع من خلاله تهديد الأمن القومي المصري. ومع هذه الاختلافات الواسعة في وجهات النظر التي تصل لدرجة التناقض الجذري، يبقي المشروع في حاجة إلي المزيد من الدراسات الجدية، وإلي تنظيم حلقات نقاش بين مؤيدي المشروع ومعارضيه، خاصة أن شقة الخلافات بينهما وصلت إلي درجة أن المؤيدين وصفوه بأنه مشروع القرن.. في حين يؤكد معارضيه أنه مشروع وهمي يخدم إسرائيل في المقام الأول وربما الأخير! في هذا الملف، طرحنا وجهتي النظر حول المشروع، الذي يحتاج بالفعل إلي دراسات أكثر عمقاً تكشف حقيقة جدواه.. فربما يكون بالفعل مشروع القرن الذي يلتف حوله ملايين المصريين ليحل مشاكلنا الاقتصادية الصعبة.
صاحب فكرة القناة الجديدة يؤكد: مليارات الدولارات في انتظارنا!! المهندس سيد الجابري: نفق الشهيد أحمد حمدي وكوبري السلام يمنعان تطوير قناة السويس المشروع يقود مصر إلي عالم العمالقة بعد أن تتحول إلي دولة بحرية ناتج الحفر يغطي تكاليف المشروع.. ولا يحتاج من الدولة أي نفقات!! المهندس سيد الجابري بعد 153 عاماً من حفر أجدادنا أعظم قناة في العالم ربطت بين البحرين الأبيض والمتوسط، وكانت بحق معجزة المصريين في القرن التاسع عشر، بدأ التفكير في القرن الواحد والعشرين في حفر قناة جديدة بين طابا والعريش، انطلاقاً من أن قناة السويس أصبحت عاجزة عن استيعاب السفن العملاقة التي تزيد حمولتها عن 240 ألف طن، لعدم القدرة عن زيادة عمقها وتوسعتها. فكرة هذه القناة الجديدة التي فجرها المهندس سيد الجابري الضابط السابق بالقوات المسلحة تواجه وجهات نظر متعارضة، ففي حين يؤيدها الكثير من الخبراء والمختصين يعارضه الكثير من أهل الساسة، فلماذا قناة جديدة؟.. ومن أين لنا بتكاليف هذه القناة؟.. وما الحقيقة في المشروع؟.. وهل هو محض خيال أم فكرة تستحق الدراسة والتفكير؟ مشروع قناة طابا - العريش من المشروعات العملاقة التي تستطيع أن تنقل مصر نقلة حضارية كبري، فبعد أن حفر المصريون قناة السويس وكان بمثابة مشروع القرن التاسع عشر، أقدم المصريون علي بناء السد العالي، الذي يعد إنجازاً للمصريين في القرن العشرين، وأصبح السؤال الآن: هل يحقق المصريون المعجزة الثالثة ويحفروا قناة طابا - العريش لتصبح معجزتهم في القرن الواحد والعشرين؟.. وفي نظر الكثيرين، أصبح شق قناة طابا العريش ضرورة ملحة بعد أن أصبحت قناة السويس لا تلبي احتياجات السفن العالمية العملاقة ذات الأحمال الكبيرة نظرا لعدم استيعاب عمق القناة لغواطس هذه السفن العملاقة التي لجأت الدول إلي تصنيعها لاستيعاب حركة الملاحة العالمية. وطبقاً للمهندس سيد الجابري صاحب الفكرة، فإن المشروع يمر بثلاث مراحل، تستغرق المرحلة الأولي والثانية ما بين 10 إلي 12 عاماً.. وعن الدراسات التي تم الاعتماد عليها أوضح أن معهد «IFL» بألمانيا قد أكد أن هذه الفكرة غير مسبوقة في التاريخ بعد أن تم عرض الدراسات التي تمت بشأن المشروع علي خبرائه. مراحل المشروع قسمت الدراسات التي تم إعدادها من شركة أسكوم، التي تعد أكبر شركة للصناعات التعدينية بالشرق الأوسط مراحل العمل بالمشروع إلي ثلاث مراحل متتالية، تشمل المرحلة الأولي تسوية المسار حتي منسوب سطح البحر، وتطوير مينائي طابا والعريش، وإنشاء خط سكة حديد من طابا إلي العريش، وإنشاء مجمعات صناعية للاستفادة من المنتجات التعدينية ونواتج الحفر للمسار، بالإضافة إلي إنشاء مركز للبحث العلمي وتأهيل العمالة. وأشارت الدراسة إلي أن الوقت المستغرق لهذه المرحلة يتراوح ما بين 5 إلي 7 سنوات. أما المرحلة الثانية التي تستغرق من 3 إلي 5 سنوات، وتشمل حفر المسار حتي منسوب القاع وإنشاء محطة تداول حاويات، بالإضافة إلي منطقة مخازن للسلع الترانزيت بميناءي طابا والعريش، علاوة علي إنشاء أحواض لصيانة وإصلاح السفن العملاقة، ثم تأتي الخطوة التالية في هذه المرحلة لتقترح حفر ترعة مياه حلوة في القطاع الأوسط من الإسماعيلية. ويقترح الخبراء أن يتم البدء بالحفر ابتداء من منطقة المصري - أم شيحان، وذلك لسهولة عمليات الحفر، وذلك لعدم ارتفاع هذه المنطقة عن سطح البحر علي طول المسار، كما أن الكميات الناتجة من الحفر يمكن تسويتها خلال عام. وأشارت الدراسات إلي ناتج الحفر من الحجر الجيري سيبلغ 480 مليون متر مكعب، ويبلغ من الطفلة 80 مليون مكعب ومن الزلط والرملة 480 مليون متر مكعب، وتشير الدراسة إلي أن السوق العالمي تستهلك سنويا 26 مليار طن متري من الزلط والرملة، وعليه فإن الكميات الناتجة تمثل 1.84% من الإنتاج العالمي وبالتالي يسهل تسويقه عالمياً. في حين أن الاستهلاك السنوي من مادة «الكلينكر» (حجر جيري وطفلة) الذي يستخدم في صناعة الأسمنت يقدر ب 4.2 مليار طن متري فإن الكمية الناتجة من هذه المرحلة تمثل 11.42% من الإنتاج العالمي مما يسهل توزيعه في بداية العمل ويؤدي إلي وجود فائض مالي يقدر ب 58 مليار جنيه، الأمر الذي يعتبر دفعة قوية للمشروع. وتشير الدراسة إلي أن تسويق منتجات الحفر لخمس محطات، التي تبدأ من المصري - أم شيخان، وتنتهي عند عريف الناقة - الأحجمية، ينتج عنها تدبير كافة الموارد المالية المطلوبة لإنهاء جميع مراحل المشروع المتبقية البالغ عددها 8 محطات بإجمالي كميات حفر تبلغ 686.13 مليار متر مكعب. أما المرحلة الثالثة من المشروع، فتشمل إنشاء المدن المعرفية والتوسع السكاني بسيناء، وإنشاء جامعة العلوم البحرية الدولية لخدمة المشروع، بالإضافة إلي التوسع في إنشاء المدن السياحية والتوسع في النشاط الرعوي والزراعة. وأشار «الجابري» إلي أن عمليات تطوير قناة السويس كانت بطيئة وأول تطوير تم كان في عام 1980 ووصل بعمق القناة إلي 24 متراً، موضحاً أن العالم دخل عالم العملقة وتكوين الكيانات الكبري، ووصل هذا إلي صناعة السفن، فالعالم يتجه إلي صناعة السفن العملاقة توفيراً للوقت والتكاليف، وهو ما يفرض علينا التفكير في إنشاء بدائل لقناة السويس تستوعب المتغيرات في العالم، وتعظم من استفادتنا من هذه المتغيرات، بالاستغلال الأمثل لإمكانياتنا الطبيعية وموقعنا الجغرافي المتميز. فرص عمل بالملايين قناة طابا - العريش هي قناة ملاحية تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط بطول 231 كم وعرض يصل في بعض المراحل إلي ألف متر وبغاطس يصل إلي 250 قدماً مما يمكنها من استقبال السفن العملاقة التي تعجز قناة السويس عن استقبالها. ويحتوي المشروع علي عناصر تنمية كثيرة جداً، فمن الناحية الملاحية هناك عائد كبير متوقع تحقيقه لأن قناة السويس بوضعها الحالي لا تستطيع أن تستوعب السفن حمولات أكثر من 240 ألف طن، في حين أن العالم الان يتجه الي السفن العملاقة فالاتحاد الأوروبي بدأ يصنع سفينة تحمل مليون طن، وكذلك فإن هذا المشروع يتضمن بناء أكبر ميناء في العالم سيوفر فرص عمل بالملايين، حيث تؤكد الدراسة التي أعدها المهندس سيد الجابري أن المرحلة الأولي ستوفر من 3 إلي 4 ملايين فرصة عمل في العديد من الأنشطة المختلفة منها التعدين والصناعات الاسمنتية وصناعات الزجاج وصناعات مواد البناء المختلفة وتصدير مواد البناء المختلفة، موضحاً أن المرحلة الثانية ستشمل شق القناة وبناء أكبر محطة تداول حاويات في العالم ومعها أكبر منطقة تخزين للسلع الترانزيت، في الوقت الذي تتزايد فيه حركة التجارة من 8 تريليون دولار في عام 2010 لتصبح 27 تريليون دولار عام 2030، كما تتوقع الدراسات العالمية. ويؤكد الجابري أن الاقتصاد القومي يحتاج إلي قيمة إضافية جديدة لحل مشاكل البطالة وزيادة الدخل القومي وأن مشروعه هو إضافة حقيقية للاقتصاد القومي. ميزانية بسيطة وعن تكلفة المشروع أشار «الجابري» إلي أن هذا المشروع يحتاج من الدولة ميزانية بسيطة لاستكمال بعض الدراسات، بالإضافة إلي أنه يمكن التعاقد مع شركات عالمية والعديد من الدول لشراء ناتج الحفر، لأنه من المواد التي تدخل في صناعة الاسمنت والسيراميك، وهذه المواد تشمل الحجر الجيري والطفلة والزلط والرملة. ويؤكد «الجابري» أنه طبقاً لدراسات الخبراء فإن مصر يمكنها بمثل هذا المشروع أن تتحول من دولة لها نشاط بحري إلي دولة بحرية، توفر مليارات الدولارات تقضي علي الفقر تماماً في مصر.
المعارضون: المشروع خيالي.. والفكرة إسرائيلية قديمة علام: المشروع يقدم خدمة استراتيجية كبيرة لإسرائيل سيف اليزل: علينا دراسة المحاذير الأمنية قبل التنفيذ مظلوم: الفكرة وهمية.. أصحابها يحاولون الظهور وكأنهم «أبطال قوميين»! القزاز: مصادر تمويل المشروع تضليل للسياسيين ومتخذي القرار الحفناوي: المشروع يدمر أرض وادي العريش الصالحة للزراعة رغم حماس المهندس سيد الجابري لفكرة حفر القناة الجديدة، وتأكيده أنها ستوفر لمصر الملايين من فرص العمل والمليارات من الدولارات، فإن الكثير من الخبراء يرفضون المشروع من الألف إلي الياء، ويؤكدون أن الفكرة لها آثار جانبية خطيرة، وستكون خسائرها المؤكدة أكثر كثيراً من فوائدها المحتملة. اللواء فؤاد علام - الخبير الأمني والمحلل السياسي - وصف المشروع بأنه مشروع خيالي، وأن الفكرة فكرة إسرائيلية قديمة وتخدم إسرائيل في المقام الأول، لأنها تقدم لها، علي طبق من ذهب، منفذاً بحرياً له أهمية استراتيجية قصوي علي البحر الأبيض المتوسط، كما أنه يخدم إسرائيل والأردن وهاتان الدولتان ليس لهما وزن كبير في حركة التجارة العالمية. ويري اللواء علام عدم جدوي المشروع، مؤكداً أن قناة السويس ممر مائي عالمي يخدم أغلب دول العالم في الشمال والجنوب. محاذير أمنية «يجب أن نأخذ في الاعتبار رد الفعل العكسي للمشروع علي قناة السويس».. هذا ما شدد عليه اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي، مؤكداً أنه يجب طرح الفكرة للمناقشة الموضوعية، وأن يتم عرضها علي كافة المتخصصين والخبراء خاصة في النواحي الأمنية، كما يجب أخذ رأي القوات المسلحة.. وأشار سيف اليزل أنه لم يطلع علي تفاصيل المشروع ولكن هناك محاذير أمنية كثيرة من حيث المبدأ. أبطال وهميون! اللواء جمال مظلوم - الخبير الاستراتيجي - انتقد فكرة المشروع بالكامل، معتبراً أن مشروع بهذا الحجم والتكاليف لا يمكن أن يتم وضعه ببساطة هكذا علي الحدود مع إسرائيل. وعن سؤاله عن أنها ستكون حائط صد ومانعاً مائياً علي بوابتنا الشرقية في مواجهة أية اعتداءات إسرائيلية، انتقد اللواء مظلوم هذه الفكرة، وقال: إنها ستكون نقطة ضعف وعائقاً أمام أي تحرك لنا في سيناء، وإسرائيل تريد أن تضع عراقيل لأي تحرك مصري مستقبلاً. وعن إيجاد حلول لعبور السفن ذات الأحمال الكبيرة التي تعجز قناة السويس عن استقبالها، أوضح اللواء مظلوم أن هناك مناطق كثيرة شرق بورسعيد وكذلك في الفردان والتمساح والبحيرات يمكن توسعتها، بحيث يتم تسيير حركة مزدوجة للسفن ذهاباً وإياباً في القناة. وأشار اللواء «مظلوم» إلي ما طرحته إسرائيل في الماضي بحفر ما اسمته «قناة البحرين» لتحارب بها قناة السويس بكل أهميتها الاستراتيجية، وكانت تكلفتها منذ أكثر من 25 عاماً 30 مليار دولار، وتساءل كم ستكون تكلفة مشروع كهذا في الوقت الحالي؟! وفي نهاية كلامه وصف اللواء مظلوم المشروع بأنه أحد المشروعات الوهمية التي يحاول أصحابها أن يظهروا أنفسهم كأبطال قوميين. كنا حفرنا مصر! الدكتور يحيي القزاز - الأستاذ المتفرغ بالمركز القومي للبحوث في العلوم الجيولوجية - تساءل عن مصادر تمويل هذه المشروع؟.. مؤكداً استحالة ان يغطي بيع ناتج الحفر جزءاً كبيراً من التكلفة، كما يدعي صاحب هذا المشروع ، قائلا بأنه إذا كان بيع الزلط والرملة يغطي تكلفة مثل هذه المشروعات كنا حفرنا مصر كلها، وبنينا عشرات المشروعات العملاقة!! وتساءل القزاز مستنكراً: «منذ متي ناتج الحفر يتم بيعه؟.. ويؤكد أن الكلام عن بيع هذا الناتج من الرمال والزلط بمبالغ طائلة تكون مصدراً من مصادر تمويل المشروع، هو تضليل للساسة ومتخذي القرار.. وأكد أستاذ الجيولوجيا أن المنطقة التي يمر بها المشروع مناطق صخرية وبركانية والحفر فيها مكلف جداً. وعن عدم إمكانية تعميق القناة، أوضح القزاز أن هذا الكلام غير منطقي، مؤكداً أنه يمكن زيادة عمق القناة، وأن نفق الشهيد أحمد حمدي أو كوبري السلام لن يكونا عائقا أمام توسعة القناة. كلام فارغ! ويقول عصام الحفناوي - أستاذ الجيولوجيا غير المتفرغ بالمركز القومي للبحوث - أن الفكرة غير سليمة كغيرها من الأفكار التي أثارت ضجيجاً في المجتمع وتبناها الإعلام وأخذ يسوق لها، إلي أن تخلي أصحابها أنفسهم عنها، ثم وصفوا في النهاية بأنها كانت كلام فارغ، مشيراً إلي أن مشروع ممر التنمية الذي أعلن عنه الدكتور فارق الباز وظل يسوق له قترات طويلة ثم تخلي عن الفكرة، والآن لم نعد نسمع عن ممر التنمية شيئاً. وأشار «الحفناوي» إلي أن حفر هذه القناة الجديدة سيدمر منطقة وادي العريش التي تعتبر أراضيه مناطق خصبة صالحة للزراعة، وتساءل: هل تم حساب مثل هذه الخسائر قبل الإعلان عن هذا المشروع؟.. كما تساءل عن الآثار البيئية والجيولوجية وأثر ذلك علي قناة السويس؟ وأضاف «الحفناوي» أن من يسوق لمثل هذه المشروعات يقلل من حجم التكاليف ويزيد في تقدير المنافع والعائد من مشروعه المقترح للتغرير بأهل السياسة والدفع بهم لتبني فكرته، مشيراً إلي أن الظروف الحالية في البلد وما يعانيه من قلة الموارد المالية يحول دون التفكير الجدي في تنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة، كما أن الحالة التي يمر بها الاقتصاد العالمي تجعله عاجزاً عن تمويل هذه المشروعات التي تحتاج إلي مليارات الدولارات. ويؤكد «الحفناوي» أن الشعب يريد مشروعات سريعة تحل من مشكلة البطالة وتعود بالدخل السريع وليس مشروعات تحتاج إلي سنوات طويلة لكي تأتي بعوائدها وفوائدها، موضحاً أن مشروع توشكي تكلف المليارات من الجنيهات، واستغرق الكثير من الوقت وأرهق ميزانيات الدولة، وحتي اليوم لم نر له العائد المثمر الذي تم التسويق له قبيل البدء في تنفيذ هذا المشروع.
الكفراوي: المشروع سيدمر قناة السويس ومدنها شكر: من الصعب حفر قناة في أرض سيناء ريحان: القناة الجديدة تحمي سيناء وتعمرها حسب الله الكفراوي
بمنتهي الوضوح، رفض المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق فكرة إنشاء القناة الجديدة التي تربط بين طابا والعريش، مؤكدا أن «مشروع كهذا سوف يدمر قناة السويس علشان يجذب شوية مراكب بيلفوا عن طريق رأس الرجاء الصالح». يؤكد «الكفراوي» أن هذا المشروع سيجعل إسرائيل علي الضفة الشرقية لهذه القناة ستكون في حاجة إلي دقيقتين فقط لعبور الضفة الغربية لهذه القناة والسيطرة عليها سيطرة تامة. أكد «الكفراوي» أن المشروع سيدمر مدن القناة الثلاث: بورسعيد والإسماعيليةوالسويس، وطالب بأن يكون هناك خبراء حقيقيون يتحدثون في مثل هذه المشروعات الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة الكافية.. متسائلاً: لماذا لا نطور قناة السويس ونزيد من عمقها؟.. نافياً أن يكون نفق الشهيد أحمد حمدي أو كوبري السلام عقبة أمام تطوير قناة السويس.. ويضيف: إذا كان أجدادنا المصريون قد حفروا القناة بالفؤوس، فإنه من العيب علينا أن نتحدث الآن ونحن في عصر التكنولوجيا عن عوائق تمنع زيادة عمق أو توسعة قناة السويس. وعن مشاركة الدكتور ممدوح حمزة في المشروع أكد الكفراوي أن حمزة اعتذر وأنه نفي أن يكون له أي دخل بالمشروع. وأضاف «الكفراوي» أن مشروع كهذا سيتكلف أكثر من تريليون و250 مليون دولار فمن أين تاتي الدولة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بهذا المبلغ؟.. كما أن العالم يعاني تراجع معدلات التنمية وقلة الموارد، ومن الصعب أن تجد دولة أو جهة تمول مشروع كهذا في الوقت الحالي. وأضاف: أن كلاماً مثل هذا لايستحق التعليق عليه ولا يستحق المناقشة. أما عبدالغفار شكر - رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي - فقد أكد رفضه التام والحاسم لحفر هذه القناة قائلاً باختصار: «أي حد يحترم عقولنا ميتكلمش في المشروع ده».. مؤكداً أن أرض سيناء ليست بهذه السهولة لشق قناة فيها. وفي المقابل، أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان منسق عام مؤتمر «سيناء عايشة فينا» ومقرر المشروع أن المشروع سيساهم في تعمير سيناء ويفرض واقعاً أمنياً جديداً علي إسرائيل. وأضاف «ريحان»: أن المشروع سيشكل عائقاً أمنياً لإسرائيل وسيمثل خط دفاع متقدماً لمصر، بالإضافة الي العوائد الاقتصادية وحل مشكلة البطالة.