نقول فى أمثالنا الشعبية «إذا تصالح القط والفار.. ياخراب الديار»، وهذا يعنى أنه إذا تصالح مرسى والقاعدة فياخراب مصر، وقد تصالحا فعلا منذ أن وصل القط الإخوانى إلي سدة الحكم.. منذ اللحظة الأولى بدت ملامح هذا التصالح عندما وصلت قوافل الإرهاب إلى سيناء، ورسائل التطمين تتوارد من جماعة القطط إلي شلة الفئران فى جبل الحلال، وكنا أول من نبه إلي خطر المزايدة الإخوانية باسم الدين ظنا منهم أنهم بمنأى عن نار اكتوت بها مجتمعات سبقتنا إلى عار المصالحة. لم يخطر ببال أحد من قبل وأيام حكم الرئيس السابق، أن يختلط الحابل بالنابل إلى حد اعتلاء الفئران منصات المساجد، وشنها حروبا ضارية ضد كل ماهو معتدل فى بلاد لم تعرف التطرف إلا عرضا وليس مرضا. وظن القط الإخوانى أنه سيستخدم فئران التطرف ضد معارضيه، فطالتنا جميعا وفي أعز ما نملك نار الإرهاب، وتصور القط الإخوانى أنه لو سكت عن اختطاف رجال شرطة واتباع أسلوب» الصهينة» عن الملف، فإن الأمر قد يتوقف عند هذا الحد. اختطف أبناؤنا في عز النهار بعد أن بدلنا الفراغ الساكن فى سيناء بصداع طال رءوس القوم كل القوم، وبدا واضحا للمرة الألف أن رئيس جماعة القطط علي وفاق مع فئران القاعدة، عندما قال إنه نبه علي قوات الأمن أن تحرص علي أرواح المخطوفين ورفاقه من الخاطفين، أى أن القط ساوي بين القاتل والمقتول في لحظة يتم فيها تطريف سيناء وتشديدها لخلعها بقرار دولى من جسدها الأم وهو الوطن. أقول إن القضية دخلت إلى ماهو أخطر من اختطاف شرف مصر والتعريض به على الملأ، ووصلنا إلى حد تقديم دعوة للمجتمع الدولى للتدخل لاحتلال أرض الفيروز بعد أن يتورط جيشنا فى حرب عصابات، سنخسر فيها أهم مؤسسة، وهى المؤسسة العسكرية، وسنصبح أضحوكة العالم كله.. ومن هنا سيصبح لزاما علي المجتمع الدولى التدخل لأنه لا فرق في مصر بين القط والفار. ورغم أن للقط مآثر فى المثل الشعبي فإن الوضع هنا يوحي بأن تصالح القط والفار إنما حول القط عدو الفار إلى حيوان أليف يشكل مع شلة الفئران تنظيما للنهب والقتل والسرقة وخطف أولادنا لإفراغ الوطن كله من مقاتليه الأحرار، فتصبح السيطرة ميسورة وسهلة. وعندما يتصالح القط والفار فإن القط يكون قد اختار طريق الخيانة لأنه لم يفرق بين كونه صاحب الديار وبين رغبته الملحة في أن يصبح لصا كالفئران، والحق يقال وهو أن مرسي رفض أن يكون رجل دولة، وآثر أن يصبح رئيسا لعصابة. ومن عجب أن نرى هذا الصمت المطبق من جميع التيارات التي تصورت أن القطط هى وحدهما السبب فى اقتحام الفئران لوطننا دون أن نحاسب أنفسنا جميعا على التورط فى ترك هذه الجماعة، لأن تتصرف في مصر وكأنها «عشة فراخ»، من حقهم أن يتركوا أصدقاءهم من الفئران للتسلى بمن فيها، وكأننا دجاج مسالم ننتظر حينا تدخل الأمريكان ونراهن فى آحايين أخرى على الجيش أن ينتصر لنا في معركتنا نحن وليست معركته هو. ومن عجب ما نرى أن يتوجه إلى الخاطفين مستشارون للقط الكبير وهم يتصورون أن لحاهم الكثيفة هي جواز مرورهم إلى فئران أدمنت العيش في الظلام وأعادت البشرية إلى عصر الأحجار، وإنما يتم ذلك بمباركة من مرسي ورفاقه.. هل فعلوها كحلقة متصلة مع حلقة قتل جنودنا للتخلص من الفريق عبد الفتاح السيسى ليردد فيما بعد «أكلت يوم أكل الثور الأبيض». الواقع يقول إن مصر تنحدر بسرعة نحو الهاوية.. الهاوية التى لا نعرف فيها فرقا بين ماهو شرعي وبين ماهو غير شرعى.. هل تتبدل المفاهيم ليصبح التطرف دينا مقبولا والاعتدال لينا مرفوضا؟!!.. أعتقد أن مشكلتنا أن يعتلي سدة الحكم رجل من نفس الفصيل دون أن نعالجه نفسيا أو دون أن نقنعه أن للقط وظيفة أخرى غير التسلى بدجاج الحظيرة ودون أن نعلمه أن مصر لم تقبل فى يوم من الأيام أن تكون تحت وصاية عالم من الفئران!!..