سأكرر السؤال 1000 مرة إلى أن نحصل على إجابة تتسم بالشفافية. هل أصبحت سيناء أسيرة الإرهاب الأممى؟ مَن يحكم سيناء؟ ولماذا يعلو صوت الإرهابيين ولا يعلَى عليه؟ لماذا تبدو تحركات الجيش مرتبكة، والرئاسة بعد أن أعلنت أن المرسى قائد العملية نسر لم تعد تتكلم؟ هل هُزم المرسى وعمليته؟ أم أننا أمام لغز الألغاز؟ أين قتلة فرقة الحدود على رفح؟ ماذا فعل وفد المرسى إلى جماعات السلفية الجهادية؟ لا أصدق عادة الحكايات الخرافية عن بيع سيناء لحماس أو غيرها.. لكن ما يحدث فى سيناء يثير القلق. هل أصبحت سيناء إمارة خارج السيطرة؟ وماذا يعنى تسليح القبائل؟ ما حكاية مولات الشاطر فى رفح؟ مفهوم التنمية لا يخص السلطة وحدها، كما أن سيناء وإعادة مد الجسور مع المنطقة المنسية ليست اجتهادات رئيس وجماعته أو قبيلته، لكنها وليدة تصورات وإبداعات عقل مصرى وليست اجتهادات عشوائية أو توازنات ترتبط بتحالفات السلطة الآن. السلطة تعنى فى مقام ما، سلطة التسمية، يصبح الإرهابى جهاديا بفعل سلطة تقودها جماعة كانت «محظورة». التسميات تنقلب، ليتحول الإرهابى الذى تطارده العملية «نسر» فى شبه جزيرة كاملة (سيناء) إلى جهادى وله مطالب يبلغها إلى وفد رئاسى لم يضم طبعا إلا سلفيين بدرجاتهم المختلفة على السلم من التطرف إلى الاعتدال. الجهادى الذى كان إرهابيا حتى وقت قليل سيقابل الرئيس عند العودة من رحلته خارج البلاد.. ماذا سيقول له؟ وكيف سيتقابلان؟ «النسر» نام مؤقتا وتوقفت عملية مطاردة عصابات الإرهاب التى صورتها الأخبار الواردة على أنها «تورا بورا» مصرية.. لماذا نام النسر؟ الجيش سمى حملته على «الإرهابيين» باسم يفتقر إلى الخيال الجديد، يعبر عن سيطرة لم تتم إطلاقا على سيناء. نسر يطير ويفرض سطوته، لكن الإرهابى أصبح جهاديا، فماذا سيفعل النسر؟ الجهادى أنكر علاقته بجريمة رفح. وتعهد بالمساعدة فى العثور على المجرمين، لكن نسر الجيش مهمته التمشيط بالطائرات والدبابات ليخلِّص سيناء من جحافل «تورا بورا».. فمَن وراء تحجيم عملية التمشيط؟ انقلاب التسميات يثير كل ما قيل عن زيارة الوفد الرئاسى وصفقاته مع «رفاق» الحركة الإسلامية.. ها هم فى السلطة وها هو التمشيط يتحول إلى تفاوض وزيارات متبادَلة ووعود بتلبية مطالب الحركة الإسلامية فى سيناء.. هكذا قالت مصادر حاولت نفى فكرة «الصفقة».. بينما الجماعات السلفية (فى أغلبها) أعلنت ثقتها فى التطمينات. الوفد الرئاسى فى تصريحات يقولها مصدر يرفض ذكر اسمه، ليس رئاسيا، لكنه وصل إلى سيناء فى حافلات الرئاسة، إنه وفد من الجهاد، يقابل زعماء «السلفية الجهادية» فى سيناء، لماذا إذن توقف النسر فى أثناء اللقاء؟ وهل حقا كان من ضمن منفذى عملية رفح جهاديون أُفرج عنهم فى العفو الرئاسى؟ لا شىء واضحا سوى انقلاب التسميات. فالسلطة الآن فى يد محاربين قدامى للدولة الحديثة، والمحاربون الجدد خرجوا من أفكارهم، لكنهم لم يكملوا الدائرة بعد ليصلوا إلى التوبة.. الدائرة ما زالت مفتوحة فى فترة الضباب التى تعيشها الدولة الحديثة فى مصر. السلفية الجهادية تنفى علاقتها بجريمة رفح، وتنفى فكرة الهدنة، وتطالب بإقامة هادئة فى شبه الجزيرة، بينما الرئاسة تحاول اللعب فى المسافة بين الرفاقية فى الجهاد، وفرض السلطة على منطقة التوتر. هل تحدث المواجهة بين رئيس انتمى طوال حياته إلى تنظيم خاض الدائرة من التطرف إلى الاعتدال فى مواجهة تنظيمات ما زالت فى مرحلة الجهاد النشط؟ هل يواجه الرئيس الإخوانى الجهاد؟ أم تحدث الهدنة؟ أم ينطلق النسر من جديد خارج سيطرة الرئاسة؟