تحت عنوان "تأثير الثورة بعيدًا عن القاهرة".. سعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لرصد التغييرات التي وقعت في المناطق البعيدة عن العاصمة القاهرة، وخاصة في الصعيد الذي عانى في الماضي من إهمال الحكومات المتعاقبة والتهميش وسوء الخدمات، بعد عامين على ثورة 25 يناير، ليظهر أن الجنوب لم تصله الثورة بعد، حيث ما زال الاهمال والتهميش بجانب انتشار العنف كما هو بدون أي تغيير. وقالت الهيئة: "عندما وقعت ثورة 25 يناير أصبحت القاهرة محط أنظار العالم، وتجمع الملايين من المصريين في ميدان التحرير للمطالبة ب"الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية"، ولكن الملايين شاهدت الأحداث من بعيد، فنحو 60% من سكان البلاد يعيشون خارج المدن الحضارية الكبيرة (القاهرة والإسكندرية وبورسعيد)، ويتركز معظمهم في الجنوب (الصعيد)، حيث هناك عالم مختلف جغرافيًا وثقافيًا وسياسيًا، حتى أولويات الناس هناك مختلفة بعض الشىء. ونقلت الإذاعة البريطانية عن أحد سكان الجنوب قوله عن وصول الثورة للصعيد: "صعيد مصر يشعر بتخلى الحكومات المتعاقبة منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك عنه، ولا يبدو أن الثورة قد غيرت هذا الشعور". وأضاف: "أن أهلنا في الصعيد يريدون الوظائف والاستقرار، وإنهم يشعرون أن الأمور أصبحت أسوأ الآن، وبعض الناس لا يشعرون بفوائد الثورة". وأوضحت الإذاعة البريطانية أن الصعيد ما زال يعاني من إهمال الحكومات المتعاقبة، فالسلاح منتشر هناك بشكل طبيعي، وتحدث العديد من التقارير عن انتشار الأسلحة في صعيد مصر منذ قيام الثورة، وأن العنف أصبح في الصعيد شيئا طبيعيا بعد الثورة، حيث أصبح يندلع لأصغر الأسباب، ففي الماضي كان هناك بعض السيطرة أما الآن ليس هناك سيطرة وهناك فوضى فقط. وأشارت إلى أن الشرطة بعد الثورة أصبحت غير موجودة في الصعيد، فهم يعتمدون على العائلات القوية لحماية المدن، فهذه هي الطريقة التي تجري بها الأمور في الجنوب. ونقلت الهيئة عن مزارع يدعى "كرم حسين" قوله إنه رغم كونه من مؤيدي الرئيس محمد مرسي، إلا أنه محبط للغاية لعدم وجود تنمية في الصعيد، فالوضع في الجنوب لم يتغير بعد الثورة، فنحن علينا أن نفعل كل شيء بأنفسنا نحن ندفع ثمن كل شيء، وتساءل ما هي المشاريع التنموية التي تخطط الحكومة لإقامتها لنا؟، وأجاب: لا شيء".