قالت شبكة بي بي سي الإخبارية البريطانية إن الثورة المصرية لم تصل بعد إلى العديد من المحافظات والمدن المصرية البعيدة عن القاهرة. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الخروج من القاهرة المليئة بالأحداث إلى محافظات أخرى في الصعيد تشعرك أنك تركت مصر إلى دولة أخرى،مختلفة تماما سياسيا وثقافيا عما يجري في القاهرة. فأولويات الناس مختلفة تماما واهتماماتهم لا تتركز في الثورة وأهدافها، وضربت الشبكة مثالا بمدينة "نجع حمادي" في صعيد مصر، والتي لا يهتم الكثير من سكانها بالثورة وما يجري حاليا في القاهرة. وكل ما يتابعونه هو البحث عن وظائف واستقرار البلاد وعودة الأمن، لكنهم يشعرون أن الأمور أصبحت في عهد الرئيس محمد مرسي أسوأ بكثير مما كانت عليه إبان عهد الرئيس السابق "حسني مبارك". ومازالت مشاعر الإهمال هي المسيطرة على أهالي الصعيد، الذين يرون أن الأوضاع لم تتغير كثيرا عن فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، فمازال الصعيد مهملا حتى الآن ولم تغير الحكومات التي جاءت بعد الثورة من نظرتها له ولم تفكر في تقديم أي خدمات لأهالي الصعيد. ويمثل انتشار السلاح ظاهرة مقلقة في الصعيد، فالجميع يسير حاملا أسلحة آلية متطورة "كلاشنكوف" في الشارع دون خوف من الشرطة، ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم أو منعهم، وهو ما يجعل اشتعال العنف أمرا سهلا للغاية وسقوط قتلى وجرحى أمر مؤكد، فسلطة الدولة غائبة تماما عن الصعيد حتى الآن، ولا يوجد سيطرة لأي جهات حكومية أو مسئولين.