أصبح مستشفى المطرية التابع لمحافظة الدقهلية مقبرة لموت 300 ألف مواطن من قاطنى المدينة بعدما وصل التدنّى فى مستوى الخدمات إلى أقصى درجاته. فالمستشفى ليل نهار لا يوجد به أطباء ولا تمريض ولا أجهزة طبية ولا أسرّة، وتسبب ذلك الإهمال فى وفاة كثير من الحالات، وحصلت "فيتو" على فيديو لوفاة طفلة فى أثناء الإهمال فى متابعة جهاز التنفس والمحاليل، ورصدت الوضع داخل مستشفى المطرية بالفيديو والصور، حيث اصطف المرضى أمام شباك العيادات الخارجية من الصباح الباكر لحجز التذكرة، لأن المستشفى لا يوزّع سوى 100 تذكرة يوميًّا، ويرفض الأطباء الكشف عليهم ولا يوجد أطباء فى الاستقبال. وذكر محمد الصباغ أن الإهمال فى هذا المستشفى وصل أقصاه، فالمستشفى فى أغلب الأوقات لا يوجد به أطباء فى العيادات الخارجية والاستقبال، وإن وجد أطباء فإنهم يرفضون صرف أدوية من داخل المستشفى، حتى جهاز المحاليل غير موجود، ويطلبون من المريض شراءه من الخارج. وقد حدث أمامى أن مريضًا جاء الساعة 10 ونصف ليلًا إلى الاستقبال وقام الدكتور النوباتجى بالكشف عليه ورد عليه أنت تعانى من فشل كلوى وأنا لا أستطيع أن أكتب لك أى أدوية، وأخرجه من المستشفى. كما أضاف محمد حسوبة "أنا والدتى تقوم بعمل غسيل كلوى 3 مرات فى الأسبوع، وطبعًا عمليات الغسيل الكلوى تسبب أنيميا للمريض، فيُصرف للمريض كيس دم أو اثنان فى الشهر حسب حالته الصحية، وذلك من بنك الدم بالمستشفى وذلك لتنشيط الدورة الدموية، لكن فى المستشفى يرفضون حتى صرف كيس واحد فى الشهر، حيث إحدى المرات احتاجت والدتى كيس دم فرفض المسئول إعطاءها كيس الدم وطلب منى شراء الكيس ب101 جنيه. كما تؤكد سعاد الشناوى مريضة فشل كلوى أنه "بسبب كثرة الشكاوى التى أقوم بتقديمها أنا وابنى ضد المسئولين فى المستشفى، رفض طبيب عمل أشعة لى على الصدر وقاموا بالتعنت ضدى فى إعطائى العلاج، مع أن الشكاوى التى تقدَّمت بها إلى المحافظ ووزير الصحة ووكيل المديرية لم تسفر عن شىء". كما يضيف أحمد حسين أن "مستشفى المطرية لا يقدم أى خدمات للغلبان، فالفقير يموت هنا قبل أخذه أى علاج، كما أنهم منذ عام 1995 وهم يبنون مبنى إضافيًّا للمستشفى وصرفوا 40 مليون جنيه وحتى اليوم لم يكتمل ولا نعلم أين تذهب هذه الفلوس".