في تحقيق صحفى تحت عنوان "بورصة الأسطوانات" كتب الصحفى محمد تبارك في مجلة روز اليوسف عام 1956 يقول فيه: إن الأسطوانة التي تحمل صوت عبد الحليم حافظ أو عبد الوهاب أو أم كلثوم تصنع في أوروبا لكنها تسجل في مصر وتوزع إلى جميع أنحاء العالم. وبدأت الأسطوانة في مصر بأسطوانة أجنبية تستورد من الخارج ويوزعها فرع شركة أوديون العالمية بالقاهرة. وقام باردوخ وكيل الشركة بالاعتماد على الأصوات المصرية بعد أن أصبح لها شأن كبير سجل الألحان المصرية بأصوات قدامى المطربين بقروش قليلة وطبعها في الخارج ووزعتها، وكانت تسجل أغنيات المشاهير بأصوات جديدة وتدفع للملحن والمؤلف نصيبا بسيطا. لكن نزلت شركة فيليبس إلى الميدان بتسجيل القرآن على أسطوانات لكبار المقرئين ثم دخلت ميدان الموسيقى والغناء فسجلت لشادية وفايدة كامل. ثم جاءت شركة بيضافون التي أصبح عبد الوهاب المالك الأكثر أسهما بها وأطلق عليها اسم كايروفون، وهذه الشركة تلتقط صاحب الموهبة الجديد بعد تلمع موهبته ثم تربطها بعقد طويل وتسجل له ثم تحتفظ بالإنتاج لديها إلى أن تشتهر الموهبة وتنتشر في مجال السينما أو المسرح، وحينئذ تعلن عن الأغنيات التي سجلها وتنزل بها إلى الأسواق واحيانا تحبس الشركة الأغنيات لأن مالك الشركة محمد عبد الوهاب له أغنية في السوق. أصبحت شركة كايروفون تحتكر وتحبس أغنيات فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وهدى سلطان، وقد اعترفت لهم مؤخرا بحق الأداء العلنى لكن بنسبة ضئيلة. وحدث يوما أن رفض فريد الأطرش عرض كايروفون وثار عليها معلنا مقاطعتها وحماية زملائه الفنانين من سياسة الاحتكار وأنه بصدد تكوين شركة للأسطوانات، وبهذا سيتمكن المطرب من رفض عرض عبد الوهاب وقبول عرض فريد أو غيره سيكون من اتحاد المؤلفين والملحنين.