سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمرو زغلول.. حكاية مرشد سياحي تحول لنجم سينما في الصين.. ثورة 25 يناير تجبره على الرحيل ل«بكين».. الصدفة تقوده للشاشة.. الجمهور الصيني كلمة السر في الدعم.. والتعاون بين مصر وبلاد التنين حلمه
شاب مصري من المنصورة، لم يتخط عمره ال31 عاما، كان يعمل مترجمًا للغة الصينية، ومرشدًا سياحيًا من 2009 وحتى 2011، ولكن شاء قدره بعد تأثر عمله بالأوضاع التي سيطرت على مصر بعد ثورة يناير، أن يسافر إلى الصين لكى يكمل دراساته العليا، ولكن الصدفة قادته لكي يغير مساره كليًا في الحياة، ليصبح ممثلًا في السينما والدراما الصينية، ونجمًا من نجومها. البداية وفي أول الأمر يقول «عمرو زغلول»: «كنت عاشقًا لجاكي شان الذي كان سببًا في تعلقي بالثقافة الصينية، وفي صغري كنت أحلم بأن أصبح لاعبًا لكرة القدم، بعد ذلك حلمت بالالتحاق بكلية الصيدلة مثل شقيقي الأكبر، ولكنني لم أوفق، فتحول حلمى للالتحاق بكلية الألسن تخصص اللغة الصينية، وقد حدث بالفعل وتعلقت أكثر بالصين وثقافتها». ويضيف: «لم أفكر لحظة في أن أكون ممثلًا طوال حياتي، ولكن الحكاية بدأت في العام الثالث الجامعى، حينما اشتركت بمسابقات داخل المركز الثقافى الصيني منها مسابقة "كأس السفير الصيني" و"جسر اللغة الصينية"، وغيرها من المسابقات اللى تحتاج إلى التمثيل، ولقد منحتنى المشاركة بها الثقة في التحدث أمام الجمهور». بدء المسيرة رحلة التمثيل في بلاد التنين بدأت بالصدفة كما يوضح عمرو زغلول، فيوضح «تعرفت وأنا هناك أستكمل دراساتى العليا على مخرج صيني أبدى إعجابه بمخارج حروفى، وطلب مني المشاركة بأول أدوارى عام 2012 في دور ضابط أمريكي، وبعدها استمريت بتقديم أدوار صغيرة كنت أقول بها مجرد كلمة ثم جملة، وكان الأمر حينها مجرد هواية، وبعد ذلك ازدادت الأدوار وازداد حجمها، وبعد لقائى بالقنصل المصرى هناك، شهدت تشجيعه لي فقررت استكمال هذا الطريق، وبالتدريج أصبحت أسعى للتطوير والحصول على الأدوار الكبيرة». ويشير عمرو زغلول إنه لم يلتحق بأي معهد سينما، وأكتفى حاليًا بتحضير الدكتوراه في مجال التعليم، فهو من أنصار نظرية الممارسة تمنح الخبرة الكافية للثقة بالنفس والإبداع، بالإضافة لدراسة الشخصية التي يقدمها وتحضيرها جيدًا، فضلًا عن متابعته الدائمة لكثير من الأفلام السينمائية، والاستفادة من خبرات زملائه في العمل. وعن أبرز أعماله قال «عمرو»: «هناك أعمال كثيرة مثل "حرب الزوارق" و"أقدم سجن في الصين" وفيلم "قلعة الموت"، وغيرها من الأعمال، ومؤخرًا أعتبر نفسي محظوظًا، لأننى لعبت دور الأجنبى الأول (البطل الأجنبي) 4 مرات، بمعنى أننى صاحب الدور الأكبر في الممثلين الأجانب، وذلك في أكثر من مسلسل مثل (البحث عن دينغ يينغ تشاو) الذي سيُعرض قريبًا، وقدمت فيه دور صحفى أمريكى محب للحضارة الصينية، ويدافع عن استقلال الصين في ظل الاحتلال الأجنبى لها، ومسلسل (الإمبراطور كانج سى) الذي أقدم فيه دور عالم فلك أجنبي يطور العلوم بالإمبراطورية، وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها أجنبي وزيرًا في الحكومة الصينية، ومسلسل لرواية حقيقية شهيرة وهى (أي تيان تو لونغ تى) أقوم فيه بدور قائد فارسى خارق، وهو دور يشبه أساطير عنترة، وشاركت في فيلم (أسطورة الشبح "جوى شو تشوان تشى") والذي أقدم فيها دور ثرى يستولى على أموال والده لشراء التحف الأثرية الصينية، ويدخل في صراع مع الصينيين الرافضين لبيع التحف للأجنبى». أما عن الجمهور الصيني فيقول عمرو زغلول: «الصينيون وقفوا معايا كتير، فهم يرسلون لى كثيرا من الرسائل ويؤكدون حبهم لي، وقد أرسلت إليهم في إحدى المرات رسالة من خلال صفحتى مفادها أننى أحترم ثقافتهم، فوجدت خلال يومين أن عدد المشاهدات وصلت تقريبًا إلى ثلاثين مليون مشاهدة، ووجدت أربعين ألف رسالة على العام، و26 ألف رسالة على الخاص، وقد أدخل هذا الأمر السرور إلى قلبي، واستمتعت برسائلهم ومشاعر الحب المتبادلة». أما عن فيلم فول الصين العظيم، هل كان نموذجا جيدا للتعاون، فيرى عمرو زغلول أنه لم يكن كذلك، فلا بد من عمل فني يربط بين أعظم ثقافتين على الأرض، بما يترك أثرًا كبيرًا لنشر الثقافة والحضارة والتعرف على المجتمع المصرى، لأن هذا يساعد في تنشيط السياحة، خاصة أن السينما أصبحت في كل بيت، ولها دور كبير في التأثير على المجتمع والمواطنين. عائلة عمرو كانت أكبر داعم له فى مسيرته وتشجعه دومًا على الاستمرار، أما فيما يتعلق بإيجابيات السينما الصينية والتى يتمنى عمرو أن يراها فى السينما المصرية، يؤكد أن السينما فى الصين تنال دعمًا حكوميًا كبيرًا، فدائمًا ما يكون هناك عدة أفلام من إنتاج الحكومة سنويًا، فضلًا عن ضرورة وجود مسلسلات عن الكفاح والنضال وتعظيم الوطنية الصينية، بالإضافة إلى أن الصين دومًا ما تعارض الفساد فى الأوساط الفنية وأى فنان يخالف القانون يتم منعه من الظهور فى الإعلام بمختلف أنواعه. أما عن الفنانين الذين يتمنى العمل معهم، فكان ميل جيبسون على رأسهم، وفى مصر يتمنى الاستفادة من خبرات الكبار أمثال محمد صبحي وعادل إمام ويحيي الفخرانى، ومن الشباب يتمني العمل مع عمرو واكد وخالد النبوي والسقا، ويتمنى عمرو أن تتُاح له فرصة هوليودوية وبوليودية. ويتمنى عمرو العمل فى مصر، إيمانًا منه بأن النجاح الحقيقي هو الذى يشعر به الفنان وسط أهله وأصدقاءه، وبالرغم من أنه لم يحظ حتى الآن بالتقدير المناسب لصدي جهوده فى الصين بمصر إلا أن هناك فنانين مصريين تابعوا أعماله مثل الفنانة ليلي عز العرب التى انبهرت بأداءه فى أحد الأعمال الصينية، وكذلك الفنان هانى عادل، وأخيرًا يتمنى عمرو أن يكون هناك عملًا مصريًا صينيًا فى عام 2019، ويكون نواة لسلسلة أعمال مشتركة بين البلدين.